الرأي

احموا “أسرار الدولة”؟!

قادة بن عمار
  • 5299
  • 27

هنالك دوما سبب قوي يجعلك تردد بينك وبين نفسك، في كل مرة تقرأ فيها خبرا يتعلق بنواب البرلمان، جملة “يا سبحان الله”.. وذلك حتى لا تقول أشياء أخرى، لا تجوز شرعا ولا قانونا، في ظل حالة التحرش المستمر التي يمارسها عدد كبير من هؤلاء البرلمانيين بالشعب، منذ ولادتهم القيصرية في انتخابات “عافها” حتى التزوير، وحتى يومنا هذا؟!

لكن الرسالة الأخيرة التي وجهها عدد كبير ولا يستهان به من النواب لـ”بابا” بوتفليقة، يلتمسون من خلالها زيادة رواتبهم، ومنحهم جوازات سفر دبلوماسية (على غرار الإطارات السامية للدولة) وحتى لا تهينهم بقية “لجناس” عند سفرهم هنا وهناك، تعد “سابقة خطيرة” في أداء البرلمانات “منزوعة الصلاحية” في تاريخ البلاد والعباد..

ساق النواب مبررا (قويا)  للحصول على “جوازات سفر دبلوماسية” فقالوا إنهم يضطرون كبقية خلق الله (وهم طبعا ليسوا كبقية خلق الله)، أن ينزعوا أحزمة سراويلهم في المطارات الأجنبية.. (يا الله كيف صمتوا كل هذه المدة ولم يخبرونا بالكارثة؟!) خصوصا أنه سلوك لا يليق بنواب وهبوا أعمارهم و”عهداتهم” كلها في سبيل مهمة واحدة، ليست كبقية المهام، وفي القيام بواجب واحد ليس كغيره من الواجبات، وهو.. رفع الأيدي و”بوس الأيدي و(…) الأيدي!!

بيني وبينكم، شعرت بخوف شديد على “سراويل” السادة النواب، خصوصا أولئك الذين زادت “أوزانهم” بعد الوصول إلى القبّة، وقلت بيني وبين نفسي، إن “الحزام” ومع وجوده لا يعد ضمانة كفاية لحفظ “سروال السيد النائب” فما بالك بعد نزعه، وعليه، لا بد من تحرك فوري، ومن أعلى المستويات، من أجل وضع حد لمهزلة خطيرة يمكن للبلاد أن تجد نفسها في مواجهتها دون سابق (سروال) أو عفوا.. إنذار، لو (لا سمح الله) سقط سروال نائب من نوابنا في مطار من مطارات العدو.. يا ويلي.. يا سواد ليلي؟!!

كما بات من الضروري أن يتحرك الرئيس، رغم صمته بخصوص العهدة الرابعة وفتنة غرداية وإضراب المعلمين وندرة الحليب ووو.. (كل هذا يهون).. ليتدخل من أجل حفظ “سراويل السادة النواب” وصيانة “كرامتهم” من الهدر و(كثرة الهدرة) وليس مستبعدا، أن يستيقظ المجتمع المدني “النائم أصلا” لإطلاق حملة شعبية تحمل شعار: “كلنا فداء لسراويل السادة النواب” ولمَ لا نؤسس منظمة وطنية للحفاظ على السراويل (بمختلف أنواعها.. العصرية والتقليدية) ونحمي أصحابها، ناهيك عن إعلان مبادرة جماهيرية للتضامن مع النواب الذين اضطروا إلى نزع أحزمة سراويلهم في المطارات الدولية سابقا، وهم (ما شاء الله) كثيرو السفر والخرجات هنا وهناك؟!!

من شاهد مسرحية “الزعيم” للممثل المصري عادل إمام سيتذكر وبلا شك ذلك المشهد الذي يمنع فيه أحد موظفي القصر منعا باتا من الدخول معه إلى الحمام.. قائلا: قرار جمهوري.. ليكن في علم الجماهير العريضة، أن فخامة الرئيس سيأخذ حمّامه اعتبارا من اليوم دون مساعدات داخلية أو خارجية، لا من الدول ولا من طرف مؤسسات الدولة.. وذلك حفاظا على الجمهورية وحتى لا يطلع أحد على أسرار الدولة!!

يا جماعة.. امنحوهم “جوازات سفر دبلوماسية”.. على الأقل.. حماية للأحزمة وضمانا لبقاء “السراويل” في مكانها.. وصيانة مستمرة لأسرار الدولة؟!!

مقالات ذات صلة