“احمدوا ربي” على هذه.. الحكومة!
![“احمدوا ربي” على هذه.. الحكومة!](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/03/tali_822309884.jpg?resize=790,444.375)
سمعت وزير النقل بوجمعة طلعي يقول في حوار تلفزيوني: “المسافر الجزائري ماشي مربّي.. تطلب منه أن لا يدخن ولا يرمي الأوساخ أو يبصق في مطار هواري بومدين فيرفض، لكنه يتحول إلى إنسان آخر، يقطر أدبا واحتراما بمجرد نزوله في أقرب مطار فرنسي على بعد دقائق “!!
كلام الوزير طلعي صادم.. قد يكون واقعيا وحقيقيا بالنسبة إلى سلوك عدد كبير من الجزائريين، لكنه صادم وتنقصه “اللياقة الأخلاقية والسياسية” التي يجب أن يتمتع بها مسؤول جزائري من المفترض أنه موجود ومعيّن في منصبه أصلا لخدمة المواطنين.. واحترامهم!
الواقع أن كلاما مثل هذا كان يجب أن يحرك من هم أعلى منصبا من بوجمعة طلعي لوقفه عند حده، أو لتحذيره من مغبة تكرار مثل هذه التصريحات التي تسيء لسمعة البلد وتنقص من حجم اهتمام السلطة بمواطنيها!
قد يقول أحدهم: ولكن لماذا معاقبة الوزير على تصريح لا تنقصه المصداقية ولا يخلو من الحقيقة؟ فجميعنا يعرف كيف نتحول من مواطني درجة عاشرة إلى أعلى مستويات الرقي والاحترام للقانون بمجرد نزولنا على أرض دولة أوروبية.. الواقع أن المشكلة ليست هنا، بل في السلطة التي لا تفرض احترام القوانين ولا تملك القوة لممارسة هيبة الدولة، على اعتبار أن (حاميها حراميها)، ومن يضع القانون هو أول من “يعفس عليه”!!
كلام طلعي ليس جديدا، فقد قال يوما وزير الصحة أن المرضى الذين يدخلون الاستعجالات بمجرد إصابات خفيفة، هم مرضى محتالون وليسوا بشرا، ووصفت وزيرة التربية نورية بن غبريط، مديري المؤسسات التربية ومتقاعديها بالكذابين، وصرحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري بأن المتسولين يشوهون صورة البلد ويسيئون لسمعتها، وقالت وزيرة التضامن عن منحة المعوقين المقدرة ببضعة دنانير أنها “كافية جدا لضمان العيش”!!
إساءات مستمرة، ومهازل متكررة، وقلة أدب رسمية، ختمها وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة حين قال قبل أيام للجزائريين: “لقد أكلتم أشهى المأكولات وركبتم أفخم السيارات وجاء وقت الحساب”!
هل هذه الحقيقة التي طالب الرئيس بوتفليقة من وزراء حكومته أن يقولوها للشعب؟
هل تكون الحقيقة بتجريح المواطنين والتقليل من احترام السلطة لهم؟ هل سمعتم مسؤولا أو وزيرا في دولة محترمة يقول عن شعبه “طماعين أو كذابين أو ماشي مربيين”!!
الوزير بن خالفة قال: “احمدوا ربي، لأن الزيادات الأخيرة في أسعار السلع والخدمات قليلة وليست واقعية جدا”، وقبله قال والي العاصمة عبد القادر زوخ: “أحمدوا ربي، لأننا نسكنكم مجانا”.. وليس مستبعدا، أن يخرج علينا وزير آخر بالقول: “أحمدوا ربي اللي رانا خليناكم تتنفسوا باطل.. وتعيشوا معانا في بلادنا”!!