الرأي

احترموا عقولنا..و”جيوبنا” !!

قادة بن عمار
  • 5449
  • 0

ما يحدث هذه الأيام من تراشق سياسي خطير بتهم الفساد وسرقة المال العام، تقوده زعيمة حزب العمال لويزة حنون ضدّ عدد من الوزراء لا يمكن اعتباره دليلا على حيوية سياسية مفاجئة، أو مؤشرا على قوة حزبية صاعدة، ولا هو أيضا حرص على المال العام، وإنما، جميع الدلائل، والتصريحات تدل على أننا بصدد تصفية حسابات بمنطق انتقائي مقصود !!

هنالك إرادة “ما” تبحث عن إلصاق جميع تهم الفشل بالطاقم الوزاري الحالي، بعدما فشل غالبية أعضائه في حلّ كثير من الأزمات المطروحة اجتماعيا، بصفة حادة، على غرار الصحة والسكن والتجارة، لكن الأمر لا يتم بنية “احترام” غضب المواطنين في أكثر من قطاع وولاية، وإنما بحثا عن إنقاذ نظام مترهّل بالتخلص مما قد يصنعه بعض “رجاله ونسائه”..فهل يمكن أن نصدق مثلا أن هنالك نية “سليمة” وإرادة غير خبيثة في التركيز على “وكالة سمعية بصرية صغيرة” حصلت على ما يمكن اعتباره “فتاتا” إذا ما قورن بما يقرأه المواطنون هذه الأيام من ملايير تم تقسيمها كعمولات ورشاوى في فضيحة الطريق السيّار التي تجري محاكمة بعض رؤوسها هذه الأيام !!

هل يمكن أن نصدق مثلا أن مشكلتنا الآن كجزائريين تتمثل في سعي وزيرة الثقافة لتدبير “فرصة تكوين” لابنها في الولايات المتحدة، وجميعنا يعرف أن عددا كبيرا من المسؤولين، لا يعرف أبناؤهم من الجزائر سوى الاسم، وكل دراساتهم وعلاجهم وتكوينهم، إنما يتم في الخارج من المهد إلى اللحد؟ !!

المثير للسخرية أكثر وأكثر، هل يمكن أن نصدق مثلا، أن المشكلة الآن تتمثل في حصول قائد أوركسترا غنائية على راتبين بـ40 مليون سنتيم مقابل ممارسة منصبين، ونحن نعرف بأن هنالك العديد من الإطارات يحصلون على رواتب أكثر من هذه بأضعاف، ولا يباشرون عملهم لا من بعيد ولا من قريب !!

صحيح أن الفساد لا يمكن تبريره ولا يمكن إسقاطه مهما كانت الظروف والخسائر، فمن يسرق دينارا واحدا من المال العام، فهو فاسد و”ولد حرام”..ولكن في الوقت ذاته، نقول لهؤلاء الذين ينافحون عن “بيت مال الجزائريين” حاليا من وزيرة واحدة “لا حول لها ولا قوة”، احترموا عقولنا قليلا، لا يمكن التركيز على الفتات لتشتيت انتباهنا عن “الحرايمية لكبار” !!

الأهم من كل هذا، ومما قد سبق ذكره حتى الآن، هو.. أننا مازلنا ننتظر تحركا حقيقيا من العدالة لمحاسبة كل المتورطين، من يدّعي نهب المال العام ومن يدافع عن نفسه، من يزعم وجود فضائح وسرقات مكشوفة، وأيضا..من يتحدث عن مؤامرات وتصفية حسابات مدسوسة !!

يبقى أن ارتباط “تفجير” هذه الفضائح بحزب سياسي “ثلاثة أرباعه في الموالاة وربعه الأخير في المعارضة” لا يشعرنا بتاتا بالطمأنينة، فحزب العمال الذي سكت عن فضائح “الثقافة” في عهد خليدة تومي، لا يمكن الوثوق في صحوته “المفاجئة” حين يتعلق الأمر بصفقة واحدة في قطاع الصحة، وميزانية فيلم واحد في السينما !!

 

إمّا أن لويزة حنون “حنّت” لعهد صديقتها خليدة تومي “لا أرجعها الله مجددا”.. وإمّا أنها مجرد “هوشة نسائية” تريد زعيمة حزب العمال تحويلها لقضية رأي عام “بالسيف” أو أنها، وذلك هو الأقرب للتصديق، محاولة أخيرة من مرشحة الرئاسيات الدائمة والمناضلة اليسارية القديمة، البحث عن “عذرية سياسية جديدة” فقدتها في السنوات الأخيرة !!

مقالات ذات صلة