العالم
وزير السياحة التونسية محمد المعز بلحسين لـ"الشروق":

اتفاق عمل مع الجزائر لاستقطاب السياح الصينيين

عبد السلام سكية
  • 935
  • 0
الشروق
وزير السياحة التونسية محمد المعز بلحسين

يكشف وزير السياحة التونسية محمد المعز بلحسين عن تعاون يتم مع الجانب الجزائري لاستقطاب السياح الصينيين إلى البلدين، وسيتم المضي نحو هذا التوجه بداية من سبتمبر الداخل. ويؤكد المسؤول التونسي في هذا الحوار مع “الشروق” على هامش مشاركته في الصالون الدولي للسياحة بالجزائر، تعافي قطاع السياحة التونسية من تأثيرات كورونا، ويقدم الأرقام الخاصة بحركة تنقل مواطني البلدين على الحدود. وبخصوص المشاريع المتعلقة بالسكة الحديدية، أوضح الوزير أن هنالك لجنة فنية تتابع هذا الملف، كما أن سلطات بلاده تدعم بعث خط بحري بين الجزائر وتونس وحتى جرجيس جنوب البلاد.

مشاركة تونسية في الصالون الدولي للسياحة بالجزائر، لو تضعنا في صورة الحضور التونسي؟
أنا في زيارة عمل للجزائر للمشاركة في الصالون الدولي للسياحة بدعوة كريمة من أخي وصديقي مختار ديدوش، للمشاركة في هذا الصالون والذي يمكن وصفه بالاحتفالية.
تونس حاضرة في الصالون بقوة، من خلال جناح نقدم فيه آخر التصورات والعروض المقترحة، هنالك حضور مكثف من المهنيين التونسيين في القطاع، هنالك أكثر من 80 مشاركا، ما بين ممثلي النّزُل ووكالات أسفار لمقابلة نظرائهم الجزائريين، وطرح العروض التي يقدمونها تزامنا وموسم الاصطياف، وهذه فرصة للقاء شركائنا في القطاع من الجزائر رؤساء الهياكل المهنية الجزائرية، سنستمع لمقترحاتهم وكذلك الانشغالات وتقديم صورة حول الاستعدادات والإعدادات التي تقوم بها تونس في الموسم السياحي الصيفي الذي هو ذروة النشاط السياحي وذروة قدوم الجزائريين.

ما هي الأرقام الخاصة بحركة تنقل الجزائريين إلى تونس، وهل تعافت السياحة التونسية من تأثيرات جائحة كورونا؟
سنة 2023 هي سنة مهمة في استعادة نشاط قطاع السياحة بعد التعافي من جائحة كورنا، الجائحة خلفت خسائر كبيرة وتأثيرات هائلة على القطاع السياحي في بلدنا.
الدولة التونسية اتخذت إجراءات لاستعادة تعافي القطاع السياحي، ففي سنة 2022 كان الهدف تحقيق بين 50 و60 بالمائة من إنجازات 2019 أي قبل جائحة كورونا، وقد تجاوزنا الأهداف المسطرة ببلوغ 70 بالمائة من الأرقام المسجلة سنة 219، السنة الثانية من المخطط أي سنة 2023، كان الهدف الوصول إلى 80 بالمائة من أرقام 2019، والحمد لله وبفضل مجهودات جميع المتدخلين حققنا قرابة 100 بالمائة نسبة الإنجازات لسنة 2019.
بالنسبة للسوق الجزائرية تجاوزنا أرقام 2019، في 2023 تخطينا عتبة 3 مليون جزائري زاروا بلدنا في الفترة بين الفاتح جانفي ونهاية ديسمبر، وفي المقابل هنالك عدد كبير من التونسيين الذين زاروا الجزائر، هناك تدفق في الجانبين، تم إحصاء قرابة 1.8 مليون تونسي زاروا الجزائر خلال السنة الماضية، من المهم جدا تعزيز التعاون والتنسيق لزيادة التدفق السياحي في البلدين من الجانبين.

إلى أين وصل مشروع السكك الحديدية بين الجزائر وتونس وربط البلدين بخط بحري؟
فيما يتعلق بخط السكك الحديدية هنالك دراسات لإعادة تشغيل الخط، هنالك فريق تقني يعاين الأشغال والمسار، وكما تعلمون النقل عصب أساسي في المجال السياحي.
حتى نسهل عملية الوصول والقدوم للسياح علينا توفير كل أنماط النقل من البري والجوي والبحري وعبر السكك الحديدية.
وفي النقل البحري سبق ووجهنا الدعوة للقطاع العام من الشركات الوطنية لدراسة إمكانية برمجة خطوط للنقل البحري بين البلدين، ونوجه الدعوة للقطاع الخاص باعتبارهم ركيزة أساسية لدراسة هذا المشروع، ونحن متأكدون أن هنالك مردودية في النقل البحري بين البلدين.
نحن نتحدث عن النقل البحري للمسافرين، لكن يجب وضوح النظر لدى المستثمر قبل المضي في المشروع حتى يرى الجدوى والاستشراف، نحن نبني استراتيجية على المدى الطويل والمتوسط، والمستثمر لما تظهر له الرؤية على المدى الطويل يتشجع وينخرط في هذه الرؤية.
نأمل في تجسيد هذا المقترح والوصول حتى يكون بإمكان الجزائري الوصول إلى تونس وحتى جرجيس جنوب البلاد عبر البحر، وكدولة تونسية نقدم كل التسهيلات.
هنالك لجان مشتركة جزائرية تونسية وخاصة في مجال النقل، وبمناسبة التئام اللجنة الكبرى في أكتوبر 2023 تم عقد لقاءات بين وزيري النقل في البلدين.

النشاط السياحي مرتبط بشكل وثيق بالنقل، نتحدث عن النقل الجوي، هل الممكن مراجعة أسعار التذاكر لتعزيز زيادة النشاط السياحي؟


أسعار النقل الجوي مرتبطة بالسوق وفق قاعدة العرض والطلب، وهنالك منحى دولي يشهد ارتفاع أسعار النقل وهذا له تفسيره، بعد جائحة كورونا شركات النقل تكبدت خسائر كبيرة جدا ومنها ما أفلس، وهذا أثّر على التوازنات المالية الكبرى في العالم، فما بالك بالشركات المتوسطة والتي كانت تعاني أصلا من مشاكل مالية قبل جائحة كورونا.
وهذه الشركات بدأت تسترجع عافيتها ومن ذلك الخطوط التونسية التي تحسنت وضعيتها المالية والتجارية مع انتظام السفرات والرحلات.
في حالة تحسن الوضعية المالية، فإن أي شركة تمضي نحو برمجة عروض تجارية وتحسن في نسبة رضا الزبائن، والخطوط التونسية قبل الموسم الصيفي تعمل عروضا، وهذه الصيغة تعني أن كل شخص يعمل حجزا قبل 6 أشهر يتحصل على أفضل العروض، وهو نفس النمط المتبع في النُّزل ويعني أن من يود الحصول على أفضل سعر عليه بالحجز مسبقا وعلى الأقل يكون ذلك قبل 6 أشهر، أما الحجز الفوري والآني فتكون أسعاره مرتفعة.

هل ستمضي تونس والجزائر في آلية مشتركة لاستقطاب السياح الأجانب خاصة من الأسواق الآسيوية والأوروبية؟
منذ سنة 2014 هنالك اتفاقيات للعمل على الترويج واستقطاب السياح عبر صيغة “سوق مشترك” ونسعى للتوجه إلى الأسواق البعيدة والسوق الأهم بالنسبة لنا هو السوق الصينية، وحتى ننجح في هذا المجال الأمر يعتمد على النقل الجوي.
في الوقت الحاضر هنالك تعاون بين الديوان التونسي للسياحة والديوان الجزائري للسياحة والناقلات الوطنية في البلدين لتنفيذ هذا البرنامج.
كان هنالك اتفاق في السابق وهنالك نوايا وإرادة سياسية صادقة لتفعيل هذا المبتغى، والآن نمر بالسرعة القصوى للتنفيذ، وفي شهر سبتمبر تكون أول خطوة لتنفيذ هذا البرنامج المتجه إلى السوق الصينية.
الاتفاق يتناول حزمة منتجات وعبره يأتي السائح الصيني، لما يود قضاء عطلته في تونس والجزائر، عبر مسار مشترك حتى يقضي عطلته في بلدين.
والآن نبحث كيف يتم تنظيم هذا الأمر، في شهر سبتمبر سيتم تفعيل الاتفاق، هنالك ترتيبات يتم التحضير لها لضبط آخر الترتيبات فيما يتعلق بالنقل الجوي والبري.

ما هي توقعاتكم في هذا الجانب؟
هنالك طموح ونأمل للوصول إلى الأهداف المسطرة، وتحقيق الأهداف مرتبط بشكل أساسي بالإمكانات وتحديدا القدرات الجوية، فهي التي تتحكم، آخذين بعين الاعتبار وضعية الناقلات الجوية، كما يحدونا الأمل لاسيما في ظل الاستثمارات التي تقوم بها الشركتان لرفع قدراتهما.

مقالات ذات صلة