-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدورات التكوينية شجعت على ذلك

إطارات ودكاترة يحترفون صناعة الصابون هروبا من الضغوطات!

وهيبة سليماني
  • 10091
  • 0
إطارات ودكاترة يحترفون صناعة الصابون هروبا من الضغوطات!
أرشيف

انتشرت حرفة صناعة الصابون في الجزائر بشكل ملفت للانتباه، حيث أصبحت تستقطب النساء والرجال، والشباب، الذين يبدعون لتميز منتوجهم بإضافة لمسة خاصة، فنظرا لزيادة البحث عن كل ما هو طبيعي، بات الاهتمام بأنواع خاصة من “الصابون” الذي يصنعه الحرفيون الجزائريون من الأعشاب والنباتات، يجذب الزبائن.
والغريب في الأمر، أن هواية صنع الصابون الطبيعي وبإبداعات خاصة، شغلت حتى الذين يملكون مناصب وشهادات عليا، وكبار السن، بل ترك البعض الوظائف الحكومية والخاصة، وتفرغوا لصناعة الصابون، ونجح بعضهم في تأسيس شركات مصغرة لذلك!
ويعتبر عبد الغني فخار، مدير بنك سابق، سبق له أن شغل منصبا في مؤسسة صيدلانية، أحد المولعين بصناعة الصابون الطبيعي، حيث ترك وراءه كل الوظائف الحكومية ليجعل من حرفته، مشوار النجاح المستقبلي، وقد شارك حسب ما أكده لـ”الشروق”، في معارض وطنية ودولية، بأنواع صابون طبيعي يعالج الكثير من الأمراض الجلدية، ويحسن البشرة، ويقلّل التجاعيد.
وقال عبد الغني لـ”الشروق”، إنّ زيت الزيتون، والحبة السوداء والخردل من أكثر المواد الأولية الطبيعية التي يعتمد عليها في حرفته.
وعن سبب تفضيله، حرفة صناعة الصابون، عن عمله في البنك، أوضح عبد الغني، أنه عاش بعيدا عن أولاده في مرحلة ما وذلك لتكليفه بمهام في الخارج وفي ولايات أخرى بعيدة عن مقر سكنه، وبعد عمله في شركة صيدلانية خطرت على باله فكرة صناعة الصابون الطبيعي وتمكن بعد ذلك من إنشاء شركة لإنتاج الزيوت والمراهم والصابون.
من جهته، كشف إبراهيم حدّاد المدعو “أصيل”، عن سرّ نجاح تأسيسه شركة مصغرة تحت اسم “أصيل برو آلجيري”، حيث قال إنّ الرغبة في الإبداع، وحب اكتشاف الجديد في صناعة الصابون الطبيعي، أشعره بالمتعة والتخلص من ضغوطات الحياة اليومية، خاصة بعد نجاحه الذي حققه من خلال معارض وطنية ودولية.
وأكد أصيل وهو شاب لا يتعدى 40سنة، أن تكوينه المتواصل في صناعة الصابون، ومشاركته في عدة دورات جعله يبدع في صناعة الصابون، حيث أنتج صابونا بالموز، وبزيت الزيتون، والزيوت المعطرة، والقرنفل، والصنوبر، والنعناع، والقهوة، وإكليل الجبل، الضرو، وغيرها من الأعشاب والعقاقير.
كما صنع مواد تنظيف طبيعية، ومراهم، وشموع معبقة بالروائح العطرة، وماء جافيل طبيعي، ولكنه نجح، حسبه، إلى حد بعيد في صناعة الصابون الطبيعي.
ويملك إبراهيم حداد، شهادات جامعية عليا، بينها دكتوراه في القانون، وماستر 2 في تخصّص آخر، كما شارك في مسابقة في المدرسة العليا للقضاء، علاوة على الدورات التكوينية المتواصلة في صناعة الصابون.
وإلى جانب من سبقوا اختار الحرفي فاروق حسين، الذي يملك مؤسسة لصناعة الصابون، ومواد التنظيف بالمواد الطبيعية، هذا الميدان بعد حصوله على شهادة جامعية تتعلق باختصاص آخر لا علاقة له مع نشاطه هذا، حيث أكد أنّه وجد راحته وضالته في هذه الحرفة التي تحتاج حسبه، إلى كثير من الصبر والإرادة.

احذروا ورشات تصنع صابونا بطريقة تقليدية غير مراقبة!
أكّد عصام بدريسي، مدير الديوان للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، لـ”الشروق”، أن الزيادة الملفتة للانتباه في صناعة الصابون الطبيعي وبيعه عبر السوق الموازية، يشكل خطرا على صحة الجزائريين، حيث تحوّلت حسبه، الكثير من المستودعات، والدكاكين، إلى صناعة عشوائية للصابون وبدون رقابة.
وقال بدريسي، إن ما شجع الكثير من المواطنين، على صناعة الصابون الطبيعي، كحرفة رابحة، هو سهولة تعلمها، واستعمال المواد الطبيعية المتوفرة في الغالب، وبأقل التكاليف، حيث جعلها بعض الموظفين، وأصحاب الدخل المدني، كنشاط إضافي يمكن من خلاله تحقيق بعض الأرباح.
وأوضح الناطق باسم اتحاد التجار والحرفيين، بدريسي، أن السوق الالكترونية ساعدت في رواج الدورات التكوينية حول صناعة الصابون، وبيع المنتوج عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية.
وكشف المتحدث أنّ 70 من المائة من هذه الصناعات تباع عبر السوق الموازية، وبالتالي فهي غير مراقبة وتهدد صحة الجزائريين.
ودعا بدريسي، إلى مراقبة الورشات التي يصنع فيها الصابون بطريقة تقليدية غير مراقبة، حيث يمكن أن يتم استعمال مواد منتهية الصلاحية في هذه الحرفة، وتصبح خطرا على الصحة العمومية، مضيفا أن الاقتصاد الجزائري يحتاج إلى مزيد من التنظيم والرقابة للنهوض به وجعله يواكب المستجدات العالمية.

2 مليون سنتيم للتكوين في 4 أيام
وتعتبر أول أكاديمية تكوين محترف في الجزائر” YES I CAN”، من بين المدارس والمعاهد التي تفتح دورات تكوين موجهة لجميع الفئات من مختلف الأعمار والمستويات، ولا تشترط المستوى الدراسي، حيث أكدت المكلفة بالتسجيل لدى ذات الأكاديمية، أنّ مدة الدورات التكوينية تتراوح بين 3 إلى 4 أيام فقط، وفي الغالب يسجّل فيها، 7 إلى 10 متربصين.
وقالت المتحدثة في تصريح لـ”الشروق”، إن الأشخاص الراغبين في تعلم كيفية صناعة الصابون الطبيعي، لديهم مستويات مختلفة وأغلبهم طلبة جامعيون، ومن بينهم أطباء ومختصون في جميع المجالات، وموظفون في مناصب حكومية وخاصة، ونظرا، حسبها، لسهولة تعلّم هذه الحرفة، والمدة القصيرة للتكوين، فإن ذلك حفّز على استقطاب فئآت مختلفة من جميع المستويات التعليمية.
وعن تكلفة التكوين في صناعة الصابون، أكدت المتحدثة، أن المبلغ لا يقل عن مليونين سنتيم، وأنّ الدورات تستفيد منها جميع الولايات، حيث ستحط اكاديمية “YES I CAN”، هذه المرة، في الوادي شرق جنوب الجزائر، وذلك يوم الأحد المقبل 15 ماي 2022.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!