الجزائر
لضمان تمثيل أكثر شفافية.. الرئيس تبون يرافع من منبر الأمم المتحدة:

إصلاح توافقي لمجلس الأمن أولوية المجموعة الدولية

وليد. ع
  • 347
  • 0

رافع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الثلاثاء بنيويورك، من أجل نظام دولي جديد يحقق المساواة والتعاون بين الأمم، وأعرب عن تطلعه إلى عالم يسوده الأمن والازدهار والرفاه الإنساني تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة.

وفي كلمة له خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس تبون، إن الجزائر ناضلت، منذ حوالي 50 سنة من منبر الأمم المتحدة، من أجل إصلاح مكامن الخلل في النظام الدولي الحالي ودعت إلى نظام دولي جديد، تكون فيه المساواة بين الدول التي تأسّست من أجلها منظمة الأمم المتحدة”.

وفيما عبّر عن شكره وتقديره للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جدّد رئيس الجمهورية دعم الجزائر لجهوده الحثيثة والجديرة بالثناء لتعزيز دور المنظمة والنهوض بها بما يستجيب لتطلعات الشعوب، معربا عن تطلعه إلى “عالم يسوده الأمن والازدهار والرفاه الإنساني تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة”.

وأكد طموح الجزائر إلى أن يترسخ في القناعة الجماعية بأن “الحوار والنقاش بيننا مطلب ملح ناضلت من أجله شعوبنا، من أجل عالم يشمله التعايش والتضامن والتعاون والمساواة بين الأمم”، متوقفا عند ما تخلفه النزاعات والأزمات في العالم والتي بلغت “مستوى غير مسبوق”، من تشريد لملايين الأشخاص وتحويل العلاقات الدولية من علاقات تعاون وتوافق إلى مواجهات وصدامات “وضعت المنظمات والمؤسسات الدولية على المحك، في وقت يشهد فيه العالم حالة طوارئ ضاغطة متعدّدة الأبعاد”.

وفي ذات السياق، شدّد الرئيس تبون، على أن الدفع بعجلة المفاوضات الدولية بشأن إصلاح مجلس الأمن وفق منهج متكامل وشامل، ينبغي أن يكون “أولوية للمجموعة الدولية”، للتوصل إلى توافق بشأن إصلاح حقيقي يضمن “تمثيلا أكثر شفافية”. وتوقف في هذا الشأن، عند “التزام الجزائر بالموقف الإفريقي الموحّد”، من أجل “وضع حد للإجحاف التاريخي الذي مسّ القارة الإفريقية”.

كما تطرق رئيس الجمهورية، إلى تأهب الجزائر لتبوء مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن، مؤكدا وعيها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها بالنظر إلى التحدّيات التي تواجهها المجموعة الدولية، مضيفا أنها ستنضم إلى مجلس الأمن حاملة لآمال شعوب القارة الإفريقية والمنطقة العربية. وشدّد على أن الجزائر ستسخر “خبرتها الثرية في مجال الوساطة وتغليب التسوية السلمية للنزاعات”.

وبهذا الصدد، جدّد رئيس الجمهورية، موقف الجزائر الثابت في مساندة القضايا العادلة ودعم الشعوب المضطهدة التي تكافح من أجل التحرر، وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية.

ودعا بالمناسبة، إلى عقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما دعا محكمة العدل الدولية للاستجابة لطلب الجمعية العامة للمنظمة لإصدار رأيها الاستشاري حول الممارسات التي تمس حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف، وطالب مجلس الأمن بإصدار قرار يؤكد بموجبه حماية حل الدولتين.

من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية تطلع الجزائر إلى الوصول لتصفية نهائية لظاهرة الاستعمار من آخر مستعمرة إفريقية، حيث “لا يزال شعب بأكمله في الصحراء الغربية محروما من حقه في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه يتوافق مع خطة التسوية الأممية-الإفريقية التي اعتمدها مجلس الأمن ووافق عليها الطرفان سنة 1991”.

وفي السياق الإقليمي، أكد الرئيس تبون على الجهود التي تبذلها الجزائر للعمل على إيجاد حلول سلمية وتغليب لغة الحوار وجمع الفرقاء، لتقريب المواقف ووجهات النظر، لاسيما في ليبيا ومالي والنيجر، بالإضافة إلى السودان.

ولدى تطرقه إلى الشأن الداخلي، أبرز رئيس الجمهورية، المكاسب المعتبرة التي حققتها الجزائر في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة لاسيما في قطاعات التربية، الصحة، البناء، الكهرباء والمياه، وكذا في ترقية وتعزيز حقوق الإنسان.

وشدّد على أن الجزائر “تؤمن إيمانا عميقا بأن احترام حقوق الإنسان وترقيتها هو حجر الزاوية لأي نظام سياسي ذي مصداقية، وتعمل على تعزيزه بكل الوسائل الممكنة”، مضيفا أنه إيمان نابع من “تمسك الشعب الجزائري بحقوق الإنسان”.

وأشار إلى المبادئ التي كرسها التعديل الدستوري لسنة 2020، والتي ساهمت في تعزيز الحقوق والحريات لا سيما المساواة بين كل المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات لإزالة العقبات التي تحول دون المشاركة الفعّالة للجميع.

واستعرض أهم ما تحقق في مجال ترقية حقوق المرأة وتنميتها سياسيا واقتصاديا من أجل إدماجها في مناصب المسؤولية، وتحقيق مبدأ المناصفة في سوق التشغيل وتعزيز دورها في السلم والأمن وترقية مكانتها في مختلف مجالات الحياة على المستوى الوطني والقاري والدولي. كما تحدث عن جهود الدولة في إدماج الشباب كقوة محركة في مسارات التنمية المستدامة وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.

مقالات ذات صلة