الرأي

“إستراتيجية الردع” في مواجهة “عدو محتمل”

ح.م

حشود عسكرية أمريكية، وأنشطة استطلاعية مكثفة في منطقة الشرق الأوسط تمتد إلى آسيا الوسطى ودول البلقان، تبدأ بحدث عسكري أمريكي يعلن عن وصول حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز إلى منطقة الخليج العربي بعد سحبها من موقعها في بحر الصين، لتلتحق بالسفن الحربية الأخرى في مهمة توفير الدعم القتالي والغطاء الجوي مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان بحلول 15 جانفي.

اختصر قائد الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين، اختصر الوضع الراهن بكلمتي “الردع الحذر” في مياه الخليج العربي، وكأننا نترقب بلوغ الحدث المجهول: “لقد حققنا ردعا حذرا، وهذا الردع الحذر يزداد صعوبة بفعل الأحداث العالمية والأحداث على طول الطريق”.

ويتوالى الحدث تلو الحدث مع نشر قاذفات B-52 في الشرق الأوسط، بعد أيام فقط من إعلان إدارة ترامب انسحابًا جزئيًا للقوات الأمريكية من أفغانستان والعراق.

القيادة المركزية الأمريكية أكدت أن “أطقم طائرات B-52H ستراتوفورتريس التابعة للقوات الجوية الأمريكية قامت بالمهمة في مهلة قصيرة لردع العدوان وطمأنة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها”.

طائرة الـ B52 حطت في قاعدة الظفرة الإماراتية، حيث أفرغت حمولتها الحربية.

دفعت تحركات حربية أخرى بـطائرات نوع B52 من قواعد أمريكية بعيدة في اتجاه قواعدها في المحيط الهندي.

سرعة في تحركات عسكرية قال عنها جريجوري جويلوت قائد سلاح الجو التاسع الأمريكي: “إن القدرة على تحريك القوات بسرعة إلى داخل وخارج وحول مسرح العمليات للاستيلاء على المبادرة والاحتفاظ بها واستغلالها مفتاح لردع أي عدوان محتمل، وساعدت تلك المهام أطقم القاذفات في التعرف على المجال الجوي للمنطقة والقيادة ووظائف التحكم وتسمح لهم بالاندماج مع الأصول الجوية الأمريكية والشريكة”.

وفي أول انتشار لها خارج الولايات المتحدة، نشر البنتاغون سرية مؤلفة من 20 طيارا، تعرف رسميا بـ”قوة الفضاء الأمريكية” في قاعدة العديد العسكرية بقطر.

ومن المتوقع أن ينضم عدد آخر إلى وحدة “مشغلي الفضاء الأساسيين”، وسيعملون على تشغيل الأقمار الصناعية، وتتبع مناورات من وُصف بالعدو، ومحاولة تجنب صراعات في الفضاء.

وكانت القوات الملكية البريطانية قد دفعت بقوة عسكرية، ودون موافقة مجلس العموم “البرلمان” ، على وجه السرعة إلى السعودية للقيام بمهمة محددة في حماية آبار النفط وطرق إمداده.

وانتهت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا من تدريبات عسكرية شاركت فيها دول من حلف شمال الأطلسي “الناتو” في البحر الأسود، حيث أجرت المدمرة الأمريكية “يو أس أس دونالد كوك” مناورات دفاع جوي مع القيادة الجوية لحلف الناتو، حيث شاركت في تدريبات مع طائرات تستهدف إعاقة القدرات الروسية في البحر.

وشاركت في المناورات طائرات P-8A الأمريكية و CF-188الكندية و E3A AWACS التابعة للحلف، وتم القيام بتدريبات لجمع معلومات استخباراتية وتعزيز الاتصال وربط أنظمة الاستشعار فيما بينها.

واعتبرت تقارير عسكرية أن ربط طائرات مضادة للغواصات المعروفة بـ”صائدات غواصات” بأنظمة مراقبة جوية ومدمرات بحرية يهدف إلى “تقديم خيارات تكتيكية جديدة لعمليات الناتو المعنية بتتبع الغواصات الروسية والأنشطة البحرية الأخرى”.

مناورات خففت من حدة الخلافات بين واشطن وأعضاء حلف شمال الأطلسي في ظل سياسة الرئيس دونالد ترامب كما وصفتها قائدة المدمرة، كيلي جونز: “زيارتنا للبحر الأسود عززت علاقاتنا مع حلفاء الناتو وشركاء آخرين في المنطقة”.

“عدو محتمل” تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهته، حرك الآلة الحربية في كل الاتجاهات في إطار إستراتيجية “الردع الحذر”، “عدو محتمل” لم تكشف عن هويته، هو بكين وبيونغ يانغ في بحر الصين، هو موسكو في البحر الأسود، أو طهران في مياه الخليج العربي !!

فمن هو “العدو المحتمل”؟

إيران هي العدو المعلن، لن تضعه دائرة البنتاغون في خانة الاحتمال، ومواجهته حاصلة مبدئيا في حصار اقتصادي وطوق من العزلة ومواجهة عسكرية تتأهب لإطلاق الرصاصة الأولى.

 “العدو المحتمل” في إستراتيجية “الردع الحذر” هو موسكو أو حلف الصين وبيونغ يانغ، إن تحرك أحدهما بالضد في مواجهة أمريكية- إيرانية مرتقبة.

مقالات ذات صلة