الجزائر
الاحتفالات الصاخبة تغيب للعام الثالث على التوالي

إجراء ترخيص النشاط لقاعات الحفلات ينغص فرحة 8 مارس!

وهيبة سليماني
  • 826
  • 0
أرشيف

رغم أنّ عيد المرأة يعتبر محطة جديدة لتقييم نضالات الجمعيات الحقوقية، والنقابات، إلاّ أنّ الاحتفال بهذا اليوم العالمي، في جو الموسيقى والغناء والتكريمات، جانب آخر مهم، لإضفاء البهجة والسرور، وبعث الأمل في قلوب نساء أنهكهن العمل، وربات بيوت انغمسن في شؤون المنزل، وخصصن كل وقتهن لتربية أولادهن، ولم يجدن إلاّ يوما واحدا يكون لهن خارج مجتمع الرجال.. للعام الثالث على التوالي، لا تزال جائحة كورونا تنغص فرحة الجزائريات بعيدهن، وإن كانت مظاهر الاحتفال تفاوتت السنة الماضية، رغم القيود المفروضة، بسبب انتشار الفيروس، فإن تلك الأجواء الصاخبة التي لطالما ملأت القاعات والأماكن الواسعة، في يوم 8 مارس، لم يعد لها أثر منذ 2020.. ويبدو أنها لن تتكرر حتى بعد أن تقلصت الإصابات بـ”كوفيد 19″!

وفي الوقت الذي بدأت فيه مظاهر عودة الحياة الطبيعية في الشوارع الجزائرية، بتجاهل عدوى الوباء والتخلي عن الكمامة كأحد التدابير الوقائية المتخذة لتفادي انتشار كورونا، بعد أن تراجعت الإصابات إلى أقل من 40 حالة في اليوم، منع على أكثر من 3500 قاعة حفلات عبر الوطن كانت تنشط بصفة رسمية، إقامة أي مناسبة أو عرس أو حفلة في الوقت الراهن، إلى غاية تسوية وضعيتها إداريا، بعد صدور قانون جديد يقضي بتجديد ملفات اعتمادها مجددا، بعد تكوين ملف يكون مقبولا من طرف الولاة.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس اللجنة الوطنية لقاعات الحفلات، جلال بوقلوف، لـ”الشروق”، أن أكثر من 3500 قاعة حفلات تحصلت منذ 2000 على ترخيص للنشاط بصفة قانونية، وأن القانون الخاص بتسوية الوضعية 15-08، قديم، حيث صدر مؤخرا قانون جديد يمنع الولاة من خلاله نشاط هذه القاعات إلا بعد تكوين ملف يضم شهادة المطابقة، التي تستغرق، بحسبه، وقتا طويلا.

وتأسف جلال بوقلوفة من القرار الذي جاء بعد أقل من 5 أشهر منذ إعطائهم الضوء الأخضر، شهر نوفمبر الماضي، لإحياء الأعراس والحفلات، حيث قال إن كورونا كبدتهم الكثير من الخسائر المالية، ليأتي اليوم قانون يعرقل عملهم، خاصة في مناسبة مثل اليوم العالمي للمرأة.

وقال المتحدث إنّ هذا التعطيل عن النشاط يمس كل قاعات الحفلات عبر الوطن، التي كانت تعمل بصفة رسمية، ورغم أن هناك بعض الأخبار بحسبه، تفيد بالسماح لبعضها بإحياء احتفالات يوم المرأة، المصادف لـ 8 ماي، إلاّ أنّ ذلك ليس قرارا رسميا موثقا، الأمر الذي قد يحدث تفاوتا في مظاهر الاحتفال عبر الولايات الجزائرية.

ومن جهتها، أكّدت رئيسة جمعية المرأة في اتصال، الحقوقية، نفسية لحرش، أنّ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة من خلال إقامة حفلات غنائية، وأجواء صاخبة مع التكريمات، سيكون محتشما هذه السنة، رغم تراجع عدد إصابات كورونا في الجزائر، حيث لا يزال خوف العدوى يخيم على بعض النساء، ناهيك، بحسبها، عن الوضعية الاقتصادية المتعلقة بتدني المستوى المعيشي، وغلاء الأسعار.

وقالت الإعلامية والحقوقية نفسية لحرش، إن الجمعيات سمح لها بأن تقيم لقاءات احتفالية لتكريم المرأة في يومها العالمي، ولكن القرار جاء متأخرا وعشية المناسبة، ما حال دون التحضير الجيد للاحتفال بها، حيث تخلت جمعيتها عن فكرة تنظيم حفلة ليوم 8 مارس 2022.

مقالات ذات صلة