-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انطلاق الحملات التحسيسية عبر المساجد والمدارس

إجراءات استباقية لتجنّب حوادث غرق الأطفال خلال الصيف

مريم زكري
  • 223
  • 0
إجراءات استباقية لتجنّب حوادث غرق الأطفال خلال الصيف
أرشيف

مع كل صيف وارتفاع قياسي لدرجات الحرارة، تستقطب أحواض السباحة والسدود والأودية، وبعض الشواطئ الصخرية غير الخاضعة للحراسة، “المتهورين” و”المغامرين”، الذين يرونها أماكن للاستجمام، فمن الأطفال إلى المراهقين، إلى الكهول، كلهم يجدون ضالتهم لإطفاء حرارة أجسادهم، لكن متعتهم سرعان ما تحولت إلى مأساة تحصد ضحاياها بالعشرات.
وتشير الأرقام المسجلة سنويا إلى عشرات من حالات الغرق المميتة، بسبب خطورة هذه الأماكن، التي تحولت إلى هاجس يثير تخوف العائلات، نظرا لحالات وفيات أودت بفلذات أكبادهم.
وتتزايد مع كل موسم جديد، خاصة بالولايات الداخلية، حالات الغرق، جراء لجوء الأطفال إلى البحث عن أماكن للسباحة، دون وعي منهم بخطورة ذلك. وحتى المسابح الخاصة وإن توفرت، فإنها تشهد اكتظاظا كبيرا، ولا تلبي احتياجات الأطفال والمراهقين الباحثين عن الترفية، وهو ما يدفع بهؤلاء إلى التوجه نحو البرك التابعة للمشاريع الفلاحية والمسطحات المائية والسدود، وخاصة إذا كان الجو حارا لا يطاق.
وبالمقابل، تسعى المصالح المعنية إلى اتخاذ تدابير استباقية خاصة، مع اقتراب موسم الصيف لمنع وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة، من خلال وضع مخطط أمني وبرمجة حملات تحسيسية لتوعية العائلات والشباب بخطورة ذلك، وهو ما كشف عنه المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية حفصي كريم، في تصريح لـ”الشروق”، الذي أكد تنظيم برنامج خاص من قبل المديرية العامة للحماية المدنية، استعدادا لموسم الاصطياف، تتمثل في إطلاق حملات تحسيسية وتوعوية، للتحذير من السباحة في المسطحات المائية والسدود والبرك والأماكن المحظورة، خاصة بالولايات الداخلية.
وبحسب المتحدث، هذه الحملة تتمثل في قوافل جوارية تجوب مختلف القرى والمداشر والساحات العمومية، بالإضافة إلى ندوات تحسيسية على مستوى دور العبادة والمساجد والنزول الميداني، إلى منابر الإعلام، بالإضافة إلى تنشيط دروس توعوية تحسيسية، لفائدة المتمدرسين قبل خروجهم من المدارس.
وأكد حفصي أن العملية انطلقت يوم 22 أفريل وستدوم إلى غاية نهاية موسم الاصطياف لسنة 2024، بحيث ستعمل الجهات المكلفة بذلك على غرس الوعي الوقائي، لدى مختلف شرائح المجتمع المدني، لتفادي الأرقام والإحصائيات المسجلة خلال السنوات الفارطة، وتجنب وقوع حوادث مشابهة. وأشار كريم حفصي، إلى أن مصالح الحماية المدنية سجلت خلال السنة الماضية، حوالي 75 حالة وفاة مؤكدة، وقعت كلها على مستوى السدود والبرك، كما كشف محدثنا أن الضحايا أغلبهم ذكور وتراوحت سنهم ما بين 15 و35 سنة.
وبالإضافة إلى ذلك، صرح الملازم كريم حفصي، بأنه قد تم تسجيل حالات غرق أخرى على مستوى الشواطئ الممنوعة والمسموحة، التي قدّر عددها بـ214 ضحية، شهدتها شواطئ الجزائر خلال السنة الماضية.

تحذيرات الحماية المدنية من تهاون العائلات
ولتجنّب مثل هذه الحوادث المؤسفة التي تحصد سنويا أرواح ضحايا أغلبهم من الأطفال، دعت الحماية المدنية العائلات الجزائرية قبل انطلاق موسم الاصطياف، إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر، وتطبيق النصائح والإرشادات والتعليمات التي تروج لها مختلف المصالح المعنية، وكذا وسائل الإعلام، من خلال مراقبة أطفالهم، وعدم السماح لهم بالولوج إلى المناطق المحظورة، خاصة الشواطئ غير المرخصة للسباحة، وكذلك الشواطئ الصخرية، وخارج أوقات الحراسة، حيث أوضح حفصي في سياق حديثه، أن هذه الإجراءات والإرشادات تهدف، إلى قضاء صيف خال من الحوادث المؤلمة، وتجنّب الأرقام المرعبة لحالات الغرق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!