-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أولياء في مواجهة الموضة الماجنة، وندرة اللباس المحتشم للصغيرات

إجبار المراهقات على لبس الحجاب بعد البلوغ

نسيبة علال
  • 3058
  • 0
إجبار المراهقات على لبس الحجاب بعد البلوغ

الحجاب، اللباس الشرعي، الذي يميز المرأة المسلمة عن غيرها، يحفظ عفتها ويظهر احتشامها.. وبغض النظر عن الجدل الذي لا يكاد ينفك، ما إن كان الحجاب مفروضا شرعا أم إنه اختيار، تلتزم العديد من العائلات بإلباس بناتها الحجاب، فور ارتقائهن إلى مرحلة التكليف.

تقول أم أنفال: “لبست ابنتي الحجاب عند بلوغها 13 سنة، وكانت حينها مكلفة، أجربها والدها على ذلك، بعد أشهر لاحظت أنها تتعمد إظهار تفاصيل جسمها، بطلب ملابس ضيقة وقصيرة، وأظهرت عداوة وكرها لوالدها، فلم تكن تحب ما يجلبه من ملابس.. ظلت على هذا الحال، رغم تحذيراتنا ونصائحنا، ليست راضية عن مظهرها، وتعتقد أنها تبدو أكبر عمرا، رغم مرور 4 سنوات، تحب أن تلبس على الموضة، وتتمتع مثل رفيقاتها، باستعراض أنوثتها”. في تفسير لما يحصل مع الفتيات المجبرات بهذه الطريقة، يشير أخصائيون إلى أن البنت التي يطلب منها بصفة مفاجئة أن تلتزم بلباس محتشم، وتضع الخمار دون سابق تحضير، ستشعر بأنها معاقبة ومجبرة على فعل شيء لا هي مقتنعة به، ولا تتقبله، خاصة إذا كانت في سن صغيرة.

التربية على القيم الدينية واختيار القدوة تغني الأولياء عن أسلوب الترهيب

إصرار الأولياء على أن ترتدي بناتهن الحجاب، عند البلوغ مباشرة، دون السماح لأي تبرير بأن يغير هذا القرار، واستعمالهم أسلوب الفرض والترهيب لا الترغيب، قد أسهم، بشكل كبير، في تفاقم أزمة اللباس المحتشم هاهنا، وخلق لنا فئة من المحجبات المجبرات، غير الراضيات عن مظهرهن في زمن الانفتاح على الموضة. يقول الخبير في الشأن الاجتماعي، الأستاذ لزهر زين الدين: “الفتاة في سن المراهقة، صعبة الإقناع، وسهلة الانقياد. لهذا، على الأولياء أن ينتبهوا إلى أسلوبهم في التعامل معها، خاصة أنها اليوم محاطة بالكثير من الإغراءات، بداية مما تتلقاه في المنزل من محتويات عبر الهاتف والتلفزيون، إلى انعكاس ذلك على ما تراه في الشارع والمدرسة. ولابد من أنها ستحاول تقليد مظاهر من تتأثر بهم. لأجل هذا، ينصح الأولياء باختيار القدوة الحسنة وتحسينها لبناتهم، في سن مبكرة. فالفتاة التي تكبر على قيم الحشمة والحياء، وتقدس ضوابط الدين، ستسعى إلى تطبيقها في الوقت المناسب، عكس الفتاة التي تتخذ من ممثلات الأفلام التركية ومؤثرات الأنستغرام اللواتي يروجن للعري، قدوة لها”.

توفير اللباس العصري المناسب يقضي على موقف الرفض

عدم تقبل ارتداء الحجاب في سن مبكرة، يرتبط بعدة عوامل، أهمها المحيط.. فمع أننا مجتمع ذو غالبية مسلمة، ترتدي الكثير من النساء لباسا لا يمثل عقيدتهن، ولا يمت لها بصلة.. فهذا، من شأنه أن يخلق نوعا من الانفصام والحيرة في عقول البنات، التي لا تزال غير قادرة على فهم الدين ومقوماته كما يجب، ولا تزال تخلط بين هذا الأخير والعادات المتوارثة. هذا، فيما لا يمكن التغافل عن اقتحام وسيطرة الثقافات الغربية الهجينة في اللباس، التي تعتبر ضمن مخططات ضرب الإسلام في عقر داره، بإغراق السوق بملابس مكشوفة مرصعة وملونة، تصمم لتضم العديد من المفاتن، ويتم تنسيقها بطريقة توحي بأنها موجهة إلى المحجبات. والغريب، أنها لا تحتاج أحيانا إلى الإشهار، حتى تنتشر ويكثر عليها الطلب، في حين، تبقى الملابس المحتشمة التي تتوفر فيها شروط اللباس الشرعي، مكدسة تبدو كدقة قديمة، حتى عزف أصحاب المحلات عن إحضارها والاستثمار فيها.

يقول السيد جمال: “الحمد لله، تمكنت بناتي من لبس الحجاب الشرعي عند بلوغهن، ولم نجد أي إشكال في إقناعهن، على العكس، كن متعودات على اللباس المحترم منذ الصغر، غير أن المأزق الذي نقع فيه كل مرة، هو إيجاد ملابس أنيقة ومناسبة لأعمارهن، دون أن يشعرهن بالحرمان أو التشدد.. فلا نجدها لا في السوق ولا على المواقع، ما يجعل والدتهن تلجأ دائما إلى ورشات الخياطة، لتفصيل فساتين جميلة محتشمة، تليق بهن مع الخمار”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!