-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قهر التوحد ليؤم المصلين في أكبر مساجد الجلفة

إبراهيم.. ولد “بمعجزة” وحفظ القرآن بالأحكام في العاشرة

عمارة نورين
  • 1001
  • 0
إبراهيم.. ولد “بمعجزة” وحفظ القرآن بالأحكام في العاشرة
ح.م
الطفل عبد المولى إبراهيم

ولد في الشهر السادس، أمه اعتقدت أنها أجهضت جنينها، لكن الأطباء اكتشفوا أنه حي يرزق ويحتاج للعناية المركزة. وفعلا، أدخل العناية المركزة مدة ثلاثة أشهر. في هذه المدة، كل يوم يأتون والده بخبر أنه توفي.. وشاءت الأقدار أن يبقي حيا ثلاثة أشهر، وكل النساء اللاتي أدخلن المستشفى أرضعنه من حليبهن، إلى أن خرج من المستشفى نحيل الجسد ضعيفا.. إنه الطفل عبد المولى إبراهيم، أو الطفل المعجزة، الذي حير من حوله من أطباء وغيرهم. والمعجزة الأكبر، مع مرور الوقت، في حفظ القرآن، رغم فقدانه البصر، إلا قليلا..
بعد مرور سنتين من عمره، اصطفاه الله على باقي الأطفال، فكان يستمتع عند سماع القرآن في التلفزيون، وكانت والدته تشغل قناة القرآن الكريم، وهو يقترب من التلفزة، ويحاول أن يصل إلى الشاشة للسماع أكثر، وتعلق قلبه بالقرآن الكريم في تلك السن الصغيرة، واكتشفت والدته هذا السر، فأصبحت تداوم على اختيار قنوات القرآن الكريم، ليزداد هذا الغلام تعلقا بكلام الله. يقول والد الطفل إبراهيم لـ”الشروق”، إن والدته حين تغير قناة القرآن الكريم بقناة الرسوم المتحركة، كان يبكى بشدة، إلى أن تعاد له قناة القرآن الكريم.
في تلك المرحلة، اكتشفت والدته حبه للقرآن، وبدأت تلقنه القرآن، وهو يحفظ قصار السور في سن الرابعة، وفي تلك السن، اكتشفت والدته بياضا غير طبيعي في عينيه، وبعد تحويله إلى الطبيب، فحص دماغه وعينيه بجهاز السكانير، واكتشف أن مخه مصاب بالانكماش وعينيه مصابتان بمرض في الشبكية، وأنه مصاب بالتوحد، بحسب ما أكده والد إبراهيم.. فكانت الصدمة قوية جدا للعائلة، التي فوضت أمرها لله.
ولم تزد هذه الأمراض أسرته إلا عزيمة وتحديا، فألحقه والده بالمدارس القرآنية، وبدأ يحفظ القرآن الكريم ثم حوّل إلى الشيخ المالكي، الذي لاحظ ذكاءه الحاد، فكان يعامله معاملة خاصة، مراعاة لظروفه الصحية، وكان إبراهيم لا يكتب القرآن، بل كان يحفظه مباشرة من الكتاب، وهو ما أدهش معلمه، فكان إبراهيم يحفظ نصف حزب في اليوم، دون أخطاء، وبقي عند معلمه مدة خمسة أشهر فقط، ختم خلالها القرآن الكريم كاملا. والغريب، أنه كان يقرأ بالأحكام، والأغرب من كل هذا، أنه كان متأثرا بالشيخ في تجويد القرآن، لكن كانت له قراءته لوحده دون تقليد. بالرغم من ضعف البصر والأمراض، قرر معلمه أن يشارك به في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم.
ونزلت لجنة تحكيمية من ولاية الجلفة، واستمعت لإبراهيم، فكانت الدهشة من لجنة التحكيم، وتحصل على المرتبة الأولى ولائيا، وتأهل وطنيا، وأصبح إبراهيم يشارك في المسابقات الخاصة بالقرآن، ويتحصل على المراتب الأولى وأيضا يؤم المصلين في أكبر مساجد الولاية، كمسجد سي أحمد بن الشريف وسط مدينة الجلفة، الذي صلى فيه بالناس صلاة التهجد. ويشار إلى أن إبراهيم التحق بمدرسة المكفوفين بمدينة الجلفة، حيث يزاول دراسته في السنة الأولى متوسط، وفتح الله عليه ببصيرة العلم فتفوق في الدراسة النظامية. يقول إبراهيم إن حلمه أن يصبح إماما خطيبا، وهو حلم الوالد أيضا.. فهل يتحقق حلم هذا الطفل، الذي حير الأئمة ولجان التحكم والمختصين في قراءات القرآن؟ فإبراهيم اصطفاه الله وجعله من المحسنين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!