-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عملية خيرية صامدة في وجه الغلاء

إبراهيم بلوط.. سنوات من إطعام الصائمين في معسكر

قادة مزيلة
  • 433
  • 0
إبراهيم بلوط.. سنوات من إطعام الصائمين في معسكر
ح.م

في الأسبوع الأول من شهر رمضان الفضيل، عرفت العديد من بلديات ولاية معسكر، افتتاح مطاعم للرحمة يقصدها عابرو السبيل والعائلات الفقيرة التي لا تجد ما تسد به رمقها بعد صيام النهار، وهي ظاهرة إيجابية نبتت كبذرة خير في المجتمع المعسكري، رغم أن التوقعات كانت تنبئ باختفاء هذه الموائد والوجبات جراء غلاء الأسعار.
ومن بين المراكز الثابتة في مدينة معسكر منذ سنوات طويلة ذاك الذي يشرف عليه الناشط في المجال الخيري والعمل التطوعي ابراهيم بلوط بمطعم الجزيرة بقلب مدينة معسكر، الذي يشرف يوميا على إعداد وجبات ساخنة للعائلات الفقيرة وأخرى تنقل إلى الفضاءات العمومية، على غرار محطة نقل المسافرين، حيث يصل عدد الوجبات إلى 150 وجبة، بحسب السيد بلوط.
هذا العمل يقوم عليه هذا الأخير بنفسه برفقة عدد من النسوة اللائي دأبن على العمل معه في هذا المجال، على غرار خالتي الزهراء التي تترك يوميا عائلتها وتأتي للمطعم لإعداد الوجبات منذ 12 عاما راجية الأجر الوفير من ربّ العالمين، إلى جانب رفيقتها الحاجة ذات أربع سنوات في هذا النشاط، وكذا أشخاص آخرين شباب اقتسموا العمل بينهم بين منظف ومساعد طباخ وناقل ومساعد على استقدام ما يحتاجه المطعم.
وقال إبراهيم لـ”الشروق”، إن فرحته تكون عندما تفرح العائلات والأسر بما يعده لها من طعام، وتكون أكبر عندما يلتقي عابري السبيل من المسافرين وقاصدي الولاية أو المارين عليها، وهذا لا يتحقق حسبه إلا بتضافر جهود رفاقه في هذا النشاط من المحيطين به داخل هذا المطعم أو رجال الخفاء الذين يساعدون بمستلزمات المطبخ من محسنين، وهم الذين قال عنهم المتحدث، إنهم رأس مال هذا العمل الخيري. ودعا إبراهيم المحسنين ومن لهم رغبة في المساعدة على التواصل معه لتدعيم هذا النشاط ومضاعفة عدد الوجبات المقدمة للعائلات وعابري السبيل.
“الشروق” زارت هذا المكان الذي هو عبارة عن مطعم في سائر الأيام يتحول خلال شهر رمضان إلى مطبخ لإعداد الوجبات في إطار العمل التضامني، حيث يلتحق المتطوعون من رجال ونساء بالمطعم صباحا، يتقدمهم ابراهيم بلوط صاحب المبادرة، يشرعون في تحضير الوجبات الساخنة بالقدر الذي يتوفرون عليه من مواد غذائية في انتظار ما تجود به الساعات الموالية من مواد غذائية من أبواب الخير. وفي الوقت ذاته يتولى متطوع آخر استقبال العائلات لتسجيلها قصد الرجوع مساء لأخذ وجبتها، فيما يتولى آخرون جلب ما يستحقه المطعم من مواد بتوجيه من صاحب المبادرة.
ومع مرور ساعات اليوم، يتم إعداد الأطباق الباردة لضمها للساخنة، فتكتمل الوجبة قبل منحها لمستحقيها. يعتمد هذا العمل على العلاقات الطيبة التي نسجها إبراهيم طيلة السنوات الفارطة مع بعض المحسنين، حيث إنه في ظل شح مصادر التموين وعدم وجود جهات معينة كمصدر لعمله التضامني، فإن اتصالاته بحكم علاقاته الطيبة جعلته قادرا على ضمان مرور يوم مفعم النشاط وكثير الوجبات. وقال محدثنا إن الشخص يفرح عندما يجد نفسه مساهما في زرع الفرحة والابتسامة على وجوه من هم في حاجة لهذه الوجبات، وما يبتغي من رواء ذلك سوى وجه الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!