أوروبا تستقر على المقاربة الجزائرية لمواجهة الهجرة السرية

اعتبر خبراء دعوة دول أوروبية إلى عقد شراكات في مجال مكافحة الهجرة السرية مع دول الانطلاق ودول شمال إفريقيا باعتبارها دول عبور متأخرة، كونها اعتادت على معالجة الظاهرة وفق مقاربة أمنية فقط دون الخوض في أسبابها، وفق المقاربة الجزائرية.

وجاء في بيان مشترك صدر في نهاية قمة بين قادة دول متوسطية في الاتحاد الأوروبي أو مجموعة “ميد9″، بأنه يجب معالجة القضية من جذورها من خلال شراكات قوية وشاملة مع جميع الشركاء في جنوب البحر الأبيض المتوسط.

وقال المحلل السياسي، عبد القادر سوفي، إن الجزائر لطالما نادت  بضرورة مشكل الهجرة غير الشرعية من أساسها، أي بمعالجة أسبابها وليس أمنيا بالوقوف في وجه المهاجرين عند حدود الدول الأوروبية، وذلك من خلال توفير الأسباب التي تدفع بالأفارقة إلى الهجرة مثل مسألة التنمية داخل بلدانهم .

وأكد سوفي لـ”الشروق” أن أوروبا لم تبحث في الأسباب لمكافحة الهجرة لاعتقادها أن مجرد الوقوف في وجه المهاجرين كاف لكبح الظاهرة، واليوم هي تتبنى المقاربة الجزائرية التي تعتبر محاربة الهجرة من خلال مساعدة الدول الإفريقية على ضمان العيش الكريم للمواطن وهو ما أقدمت عليه الجزائر من خلال تخصيصها مساعدات مالية للدول الإفريقية تقدر بمليار دولار تقريبا وفتحت شراكات مع العديد منها لتطوير البنى التحتية من خلال فك العزلة عبر عدة مشاريع على غرار طريق الوحدة الإفريقية.

ويقول المحلل السياسي إنه كان على أوروبا البحث في الأسباب التي أدت إلى هجرة الأفارقة، وهي مشكل التنمية المحلية وغياب البنية التحتية ما أدى إلى مشاكل بيئية وصحية، وأزمات أدت في الكثير من الأحيان إلى صراعات اثنية، إلى جانب نهب الشركات المتعددة الجنسيات لخيرات البلدان الإفريقية، وهو ما أدى إلى منع تطور هذه الدول وساهم في نمو ثلاث ظواهر خطيرة هي الإرهاب، الجريمة المنظمة والهجرة.

أما المحلل السياسي جيلالي شقرون فيرى أن هذه الدعوة تتوافق مع المقاربة الجزائرية التي عملت على تفكيك الظاهرة من خلال معالجتها لملف الهجرة على أراضيها، عن طريق منح بعض المهاجرين الراغبين في العودة الطوعية إلى دولهم بما يمكنهم من إقامة مشاريع في بلدانهم الأصلية.