الجزائر
تحديد العقارات لـ350 مخزن واستكمال دفتر الشروط للعمل الفوري

أوامر باستعجال إنجاز مخازن وصوامع القمح تحسّبًا للحصاد الوفير

إيمان كيموش
  • 5249
  • 0
أرشيف

أمرت الحكومة بالتعجيل في إنجاز 350 مركز لتخزين الحبوب ومشروع الصوامع المسطّرة ضمن مخطط عملها لتخزين مختلف محاصيل الحبوب وبالدرجة الأولى القمح، مع توزيع دفاتر الشروط الخاصة بالإنجاز على المتعاملين المعنيين وتقديم التوجيهات اللازمة للشركات المشاركة في الإنجاز على غرار المجمعات العمومية كوسيدار وجيكا.
ويتم الإنجاز بالتنسيق بين مختلف الوزارات المعنية على رأسها الفلاحة والتنمية الريفية والصناعة والإنتاج الصيدلاني والداخلية والجماعات المحلية، حيث سيشرف ولاة الجمهورية على متابعة الإنجاز على مستوى ولاياتهم، مع العلم أن معظم هذه المخازن ستكون بالمناطق السهبية والفلاحية، وستشهد العاصمة على سبيل المثال إنجاز مخزنين تضاف إلى المخازن الأخرى المتوفرة بالميناء، كما سيتم إنجاز ما يفوق 4 مخازن بولاية البليدة، حيث تبلغ التكلفة الإجمالية لكل مركز تخزين 25 مليار دينار وسيمكن هذا الأخير من تخزين 6 آلاف طن.
ووفق ذات المصدر يتزامن استعجال الشروع في إنجاز هذه المخازن، مع منتوج وفير للقمح هذه السنة منتظر بالولايات الجنوبية وحتى بمناطق الشمال، رغم أن المشاريع المنجزة لن تكون جاهزة هذا الموسم وإنما ستكون موجهة بالدرجة الأولى لتغطية محاصيل مليون هكتار إضافية من الأراضي الفلاحية سيتم استصلاحها في إطار برنامج الحكومة.
وفي السياق، يثمن الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين عبد اللطيف ديلمي في حديث لـ”الشروق” الجهود المبذولة من طرف السلطات العليا لضمان مخازن للقمح، والتي قال إنها حاليا تغطي أقل من 30 بالمائة من الحاجيات، مشددا على أن المسارعة في تشييد المخازن والصوامع التي أمر بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ستحل الإشكال بنسبة مائة بالمائة، في حين توقع المتحدث أن تكون هذه الأخيرة جاهزة بشكل تام الموسم المقبل الذي يجب البدء في التحضير له بداية من اليوم.
وعن محصول القمح هذه السنة توقع المتحدث أن يكون وفيرا بالجنوب بالدرجة الأولى الذي تعول عليه السلطات، معلنا بداية الحصاد الثلاثاء ببسكرة ووادي سوف وورقلة، وأيضا الولايات الشرقية وبدرجة أقل بالولايات الغربية إلا أنه عاد ليؤكد أن المحصول هذه السنة يفوق التوقعات ويثلج الصدور، مشددا على أنه في حال استمرار الإصلاحات والجهود المبذولة فسيتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في ظرف ثلاث سنوات، وسيتم التخلص من التبعية للخارج في مادة الحبوب.
وقال ديلمي إن المخطط الاستراتيجي لوزارة الفلاحة يقوم على تطوير عدة فروع أخرى مثل الذرة والسكر والزيوت وليس فقط القمح، منتقدا الإشاعات التي طالت المحصول الجزائري في الجنوب من طرف دولة جارة، ومشددا على أن الإنتاج سيكون وفيرا وسيشمل عدة محاصيل وسيستمر مستقبلا بفضل التخطيط المحكم.
هذا، ومعلوم أن تشييد صوامع ومخازن القمح يسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي وضمان توفر القمح على مدار السنة، مما يلعب دوارا هاما في استقرار الأسواق، وتجنب الأزمات الناتجة عن نقص الإمدادات.
كما أن هذه الصوامع والمخازن تقلل من الفاقد الناتج عن الآفات والعوامل البيئية، مما يساعد في الحفاظ على كميات القمح المخزنة لفترات أطول وبجودة عالية، بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود مخزون كاف من القمح يمكن الحكومة من تنظيم السوق بشكل أفضل، مما يؤدي إلى استقرار الأسعار وحماية المستهلكين من التقلبات الكبيرة.
ويسهم ذلك أيضا في تحسين التخطيط الزراعي، حيث يمكن للمزارعين معرفة الكميات المطلوبة والإنتاجية المتوقعة، مما يدعم الاقتصاد الوطني من خلال توفير محصول استراتيجي يساهم في تعزيز القدرة التنافسية للمنتج المحلي، ويعد توفر الصوامع والمخازن استجابة فعالة للطوارئ، مثل الكوارث الطبيعية أو الأزمات الاقتصادية، حيث يكون من الممكن الاعتماد على المخزون الموجود لتلبية احتياجات السكان في الظروف الصعبة.

مقالات ذات صلة