-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أنا المشكلة.. وأنا الحل!

قادة بن عمار
  • 10891
  • 10
أنا المشكلة.. وأنا الحل!

عندما يقول وزير التجارة محمد بن مرادي إن عمليات الاستيراد في معظمها “عملياتٌ مشبوهة كانت تستعمَل لتهريب العملة الصعبة نحو الخارج”، فهو يورط نفسه والحكومات المتعاقبة التي اشتغل لحسابها سابقا، ليس فقط بسبب غياب الرقابة وتعطيل آلياتها أو لتخليها عن المحاسبة، وإنما يورطها إلى حدّ التواطؤ في ارتكاب تلك العمليات المشبوهة التي يقول بن مرادي إنها دمّرت الاقتصاد الوطني!

وزير التجارة وهو يتحدث إلى بعض المنتجين بالأمس، لم يعثر على جواب بخصوص الإبقاء على قاعدة 49/51 من عدمه، مكتفيا بالصمت، لكنه صمتٌ كالكلام، يدل أو يؤشر على أن الخطوة المقبلة قد تكون التخلص من تلك القاعدة في سبيل البحث عن شركاء جدد من خارج القطاع العمومي، ولتكن البداية من القطاعات الأقل حساسية وإستراتيجية بالنسبة للاقتصاد.. وهكذا يكون هذا الأخير قد تم توزيعه بين الخواص ورجال الأعمال الجزائريين وفقا لقاعدة 34/66 وبين الشركاء والمستثمرين الأجانب بعد التخلي عن قاعدة 49/51!

بن مرادي قال إن الحكومات المتعاقبة فشلت عقب التوقيع على اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي في جلب استثمارات أجنبية كتلك التي تحققت لدى جيراننا في تونس والمغرب، وعليه فإن المشكلة تكمن في قاعدة 49/51، وقد يكون التخلص منها هو الحل السحري بالنسبة للحكومة حاليا!

ربما لا يعرف بن مرادي أن المشكلة ليست في اتخاذ هذه الإجراءات ولا في اللجوء إليها كحلول عاجلة واضطرارية من أجل إنقاذ الاقتصاد الوطني، لكن المشكلة تتمثل في الأشخاص الذين يملكون حق التصرف والتسيير، وفي غياب ضمانات من أجل تفادي الأسوأ لو وقع.

بتعبير آخر: كيف لمن كانوا وزراء في حكومات شهدت عمليات استيراد مشبوهة وتهريب واضح للعملة الصعبة إعطاءنا حلولا لهذه المشاكل، بل واقتراح البدائل على الجزائريين؟ الأمر شبيه تماما بمن يزعم أنه “المشكلة” و”الحل” في الوقت ذاته!

ثمّ كيف يمكن الوثوق في حكومة لا تعرف حتى عدد المواد الممنوعة من الاستيراد لحماية المنتوج الوطني؟ فبعدما قال بن مرادي إنها في حدود 900 منتوج، عاد أويحيى ليرفعها في الثلاثية إلى ألف، ثم عاد بن مرادي مجددا ليقول إن لديه قائمة بـ851 منتوج وقد عين لذلك لجنة وزارية من أجل ضبطها نهائيا!

الوزارات المعنية لا تملك حتى التكنولوجيا المطلوبة لمرافقة فتح رأس مال الاقتصاد العمومي أو توزيع استثماراته بين الخواص الوطنيين والأجانب، بدليل الاعترافات التي ساقها وزير المالية هذا الأسبوع عن عوائق تقنية كثيرة تواجه تطوير وعصرنة القطاع البنكي، مما يجعل مراقبة رؤوس الأموال “الداخلة والخارجة” أمرا صعبا، ليس فقط بالنسبة للتحصيل الجبائي أو الضريبي وإنما أيضا في توزيع تلك الأموال على القطاعات!

والغريب أن وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام، والتي اعترفت بعجزها عن مواجهة مجرّد  لعبة الكترونية، أو تطبيقٍ على الإنترنت يقتل الأطفال منذ فترة ليست بالقصيرة، وعدت وزير المالية بمساعدته لتكون التكنولوجيا مرافِقة للتنمية الاقتصادية في 2018..”يا ودّي ساعدي غير روحك بزاف”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • وليد حاتم

    و هل هناك حكومة أصلا؟؟؟

  • سلطان امير

    حاميها حراميها

  • fatouma

    عندما تسمعهم يقدمون تصورات لحلول لمشكلات اقتصادية تقول ان المفتاح لديهم وانتهت المشاكل وعندما يصلون الي الممارسة في التسيير يخلطون الامور حتي لا نفهم اي شيء مثل بن خالفة الدى كنا نتصور انه المنقد للاقتصاد الوطنى او هدا بن خالفة اوزير الصناعة السابق او ......انهم كلهم من خريجي مدرسة FLN الرائدة في لغة الخشب

  • ali1800

    الازمه هي ازمة رجال..بمعنى الفاشلين اللذين فشلو في نهضة البلاد..ايام رخاءها...لا يمكن ان يفلحو في اوقاتها الصعبة....التاريخ لا يرحم.....

  • abdelkader

    ياسي عمار دافع عن حلول خاليك من لاكريتيك راها ما تجيب والو. مثلا عوض ان ننقد قطاع العدالة جملتا و تفصيلا, فلن نطالب ليلا و نهار باستقلالية العدالة...الخ

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ..
    ايصبحكم بالخير مسيو قادة
    .. رانا نشوفو العالم راه يتجه أو يركز على بعض أو عدة مجالات
    تقنية ، الرقمنـــــــة - التكنولوجيا - خاصة سوق العمل
    الذي يتطلب "التخــــــــــــــصص "
    الذي يحجز لك مكانة في قطار التنمية حتما تصبح " مميــــــــــز "
    كيما راهم يقولوا العملاق الاقتصادي أو اليابان ؟
    وشكرا

  • ابن الجنوب

    التخلاط في المال العام من قبل المسؤولين من أدنى درجات المسؤولية إلى أعلاهادون حسيب ولارقيب والتصرف في الأملاك العامة من قبل هؤلاء المسؤولين وكأنهاملكيةخاصةفتح شهيتهم للعبث والنهب والتلاعب بالأرقام والمصيبة أنهم لم يكتفوا بعبثهم بل فتحواالأبواب على مصراعيهاللأجانب بحجةتطوير القطاعات الصناعيةوالإقتصاديةوالتيجةهي إستيلاء البعض منهم على أموال من البنوك وأسسواشركات وهمية تدير السيولة المالية وتهريبها للخارج وعلى نفس النهج يسير الأجانب فالنزيف في عملتناحاد وحاد جدا والنتيجة أننا مقبلون على رهن الجزائر

  • سليم

    قبل توقيف المواد المستوردة يجب اعطاء مهلة عامين للتكيف وايجاد حلول باانشاء شركات صناعية انتاجية مصغرة لحماية الاف العمال .وايضا حماية المنافسة في الوطن وتعيين مراقبين للاسعار .

  • نصيرة/بومرداس

    الوزراء عندنا مجرد موظفين حكوميين لا يقدمون اي شئ لهذا الشعب....لقد تعبنا من هذه الوجوه وهذه المشاكل....بالنسبة للوزارة التي تعرض مساعدتها لوزارة اخرى..وهم لم يؤدوا مهامهم كما يجب نقول لهم فاقد الشئ لا يعطيه.

  • الطيب

    مخلوف البومباردي هو المشكلة و الحاج ابراهيم هو الحل !