الرأي

أمريكا تتكشف كذبا وظلما

صالح عوض
  • 3856
  • 0

في شوارع أمريكا العتيدة تنطلق مسيرات لأناس زكمت أنوفهم أكاذيب الإدارة عن الحرب المقدسة التي أعلنها الرئيس الأمريكي ضد المسلمين في العراق وأفغانستان..اليوم، يكتشف الأمريكان أن رئيسهم كذاب عندما أعلن أن الحرب قد انتهت في العراق وان الشبان من جنود القوات المسلحة الأمريكية حققوا انتصارا باهرا من أجل الحرية والديمقراطية..ها هم الأمريكان يستقبلون شهريا عشرات القتلى ومئات الجرحى ومئات المرضى نفسيا من ساحة حرب لا تعرف الهدوء، وها هي وكالات الأنباء تبث صور المجازر الرهيبة التي ترتكبها القوات الأمريكية بحق الامنين العراقيين في المدن والقرى.العجيب ان هذا الرئيس لا يكف عن الكذب، فقبل أيام قليلة وقف أمام عدسات التلفزيونات ليقول انه فخور بإنجازات حققها تحالف القوى الغربية في افغانستان، فيما الجميع يعلم ان معظم افغانستان تقع تحت سلطة طالبان ولا يخجل وهو يطالب الكونغرس بمزيد من مئات مليارات الدولارات لتزويد جيوشه في العراق بما يكمل حلقات الهجوم على معاقل المقاومة..ولكن الأسوأ حالا من بوش هم من يجري خلف وعوده من عرب وعجم باعوا عقولهم وهرولوا خلفه ظانين انه يملك من امره شيئا.. ولا احد من هؤلاء اخذ من بوش، الا مهمة قتل ابناء شعبه، كما يفعل المالكي بالعراق وأهله الافربين.. وأشباه المالكي كثيرون مشرقا ومغربا.الان ينوي الرئيس الأمريكي زيارة المشرق العربي وعاصمته دولة اسرائيل!!! وهناك سيلقي خطابا بمناسبة قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ولا يكتفي بذلك إهانة للزعماء العرب أصدقائه وحلفائه، بل سيلقي هناك موعظته السياسية بأنه لن يقبل بتقسيم القدس ويوافق على ضم المستوطنات الكبرى لدولة إسرائيل وانه يدعو لعدم الحديث حول عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم.تبخرت رؤية بوش وخريطة الطريق وكلامه المعسول للمسؤولين الفلسطينيين وانكشف هذا المخلوق، كما لو انه شيطان رجيم، كما وصفه الرئيس الفنزويلي شافيز.. كان الرئيس الفلسطيني يعبر عن خيبة أمله به، وهو يقول له اذن انت تريد ان تضحي بسمعتي وشعبيتي لصالح أولمرت وحكومته.. رد الرئيس الامريكي انه لن يقبل بنصائح عباس، لان ذلك يعني انه يخل بوعوده لشارون.يبدو ان الرئيس الفلسطيني سيقدم على خطوة سياسية مهمة تتمثل في استقالته..ان ذلك أفضل ما يمكن ان يفعله الرئيس عباس وان كان هذا لا يكفي.. فلا بد من اعتذار للشعب الفلسطيني عن رحلة عمر طويلة خسرنا فيها شيئا كثيرا من كرامتنا ودمائنا وخسرنا فيها عرفات القائد الفذ، لاننا صدقنا وعود بوش ورأينا ان المقاومة وعرفات هما الخطر على التسوية.. ألم يحن الوقت لصحوة الضمير وان تقلع حماس عن التنازع عن السلطة وينخرط الجميع فيما لابد منه: المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة.

مقالات ذات صلة