“أليانس” تطلق شركة للتأمين على الحياة وأخرى عقارية ومراكز صحية متطورة

كشف الرئيس المدير العام لشركة “أليانس للتأمينات”، أن فتح رأس مال الشركة عن طريق البورصة عملية تاريخية بالنسبة للشركة وبالنسبة للسوق المالية، على أكثر من صعيد، وخاصة بالنسبة إلى الأهداف الإستراتيجية التي ستتحقق من وراء العملية الأولى من نوعها في تاريخ السوق المالية الجزائرية.

وقال حسان خليفاتي، ضيف منتدى “الشروق”، إن الهدف الأول من العملية هو رفع رأس مال الشركة تطبيقا لشروط قانون التأمينات الجديد الصادر سنة 2006، وتوسيع قاعدة الشركة بمساهمين جدد عن طريق الادخار العام واقتسام الثروة الناجمة عن العملية من خلال إعطاء فرصة جديدة للجزائريين لتوظيف أموالهم عن طريق وسائل جديدة للادخار، فضلا عن المساهمة في بعث السوق المالية، وأخيرا تحمل مسؤولية بعث بورصة الجزائر، من قبل المتعاملين الجزائريين العموميين والخواص. 

وأكد ضيف “الشروق”، أن هيئة إدارة بورصة الجزائر، والبنوك العمومية والخاصة التي تكونت في شكل نقابة بقيادة القرض الشعبي الجزائري، تساهم بفعالية في إنجاح العملية الأولى من نوعها بالجزائر، مضيفا جدية العمل الذي تقوم به جميع الهيئات المساهمة في العملية وحرص وزارة المالية على نجاح العملية لإعطاء إشارة إيجابية للسوق، مكن الشركة من بيع أزيد من 800 ألف سهم في أقل من أسبوعين من انطلاق عملية الاكتتاب، وهو ما يعادل 45 % من إجمالي عدد الأسهم التي طرحت للبيع، موضحا أن مساهمة “سوسيتي جنرال” في العملية كانت سلبية جدا ولم تتمكن من بيع أزيد من 3000 سهم مقابل 20 ألف سهم بالنسبة لبنك التنمية المحلية، في حين كانت مشاركة البنوك العمومية الأخرى أكثر من إيجابية، متوقعا أن يتم تسجيل عمليات بيع قياسية خلال الأيام التي تعقب العيد وفترة الحج، وخاصة من طرف رؤساء شركات القطاع الخاص وأعضاء منتدى رؤساء المؤسسات. 

مشاريع جديدة

أكد ضيف المنتدى، أن الشركة وضعت خطة إستراتيجية لتوظيف الأموال الجديدة التي سيتم رفعها من البورصة عن طريق طرحها لـ1.8 سهم للبيع، مشددا على أن المشاريع التي ستوظف فيها أموال المساهمين الجدد مرتبطة كلها بتطوير قطاع التأمين بالجزائر ومنها إنشاء شركة للتأمين على الحياة، وشركة لرأس المال الاستثماري بالتعاون مع صندوق استثمار أوروبي مؤسساتي قبل نهاية العام الجاري، كما سيتم إطلاق شركة لتسيير وتنمية العمليات العقارية التي تشمل عمليات بناء وبيع وتسيير العقارات، وهي العملية التي تهدف لدعم نشاط التأمين، ويتمثل الهدف الأساسي في الكراء وليس البيع والمضاربة، فيما ستتخصص شركة رأس المال الاستثماري، في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ذات الصلة بقطاع التأمين على الحياة ومنها شركات متخصصة في الخدمات الصحية ومنها مشاريع إنشاء مصحات متطورة ومراكز للتصوير بالأشعة ومراكز التحاليل الطبية ومؤسسات للمساعدة الطبية والإسعاف في البيوت. وأوضح خليفاتي، أن هذه المؤسسات ستطرح لأول مرة خدمات جديدة في سوق التأمينات الجزائري، وستكون تلك الخدمات موجهة أولا لزبائن الشركة وثانيا لبقية المواطنين الآخرين، مع مطلع 2012، كما أن تلك الخدمات ستكون متكاملة مع قطاع الضمان الاجتماعي وليس بديلا له، كما سيتم تسيير تلك المصحات عقود نجاعة وشراكة، تمكن زبائن الشركة من الحصول على خدمات بمقاييس عالمية، مع ضمان التحويل للخارج في حالات الضرورة.  

وأكد خليفاتي، أن مشكلة العقار لن تكون مطروحة أساسا، لأن الشركة لا تهدف للمضاربة، كما أنها ستحاول الخروج بمشاريعها نحو مناطق جديدة على أطراف المدن الكبيرة لإطلاق فضاء حياة جديدة ومريحة وعصرية بعيدا عن ضجيج وضغط وضوضاء المدن الكبرى، مع توفير  جميع الخدمات الأساسية، على غرار التجربتين الاسبانية والتركية في بناء فضاء حياة عصري، مع التزام الشركة بضمان تسيير عصري لتلك الفضاءات، التي سنقدمها للحكومة وللولاة وسنطلب أيضا تنمية مناطق جديدة سياق المساهمة في بناء اقتصاد وطني بديل.

مصداقية القطاع الخاص على المحك

أكد حسان خليفاتي، أن مصداقية القطاع الخاص الجزائري على المحك، وأن نجاح العملية الأولى من نوعها في فرصة حقيقية لتأكيد القطاع الخاص الجزائري لجاهزيته وقدرته الحقيقية في المساهمة الفعلية في بناء الاقتصاد الوطني الحقيقي وفك الترابط التاريخي بمصدر وحيد للثروة وهو المحروقات.

وأوضح خليفاتي، أن بعث السوق المالية الجزائرية سيمكن القطاع الخاص من تحضير فضاء جديد للحصول على التمويلات الضرورية للتوسع بشروط جديدة بعيدة عن الضغوط التي يتكبدها القطاع الخاص عند اللجوء إلى القروض التقليدية من البنوك.

وكشف رئيس شركة “أليانس”، أن رئيس منتدى رؤساء المؤسسات رضا حمياني، ورؤساء مؤسسات عديدة اتصلوا بغرض التأكيد على ضرورة نجاح العملية والقيام بعمليات شراء رمزية لأسهم الشركة لإعطاء صورة إيجابية عن القطاع الخاص الوطني، وتشجيع المزيد من الشركات الخاصة على دخول السوق المالية وخاصة مع فرصة إصلاح السوق التي قررتها الحكومة بداية 2011، مشددا على أن مساهمة القطاع الخاص في تطوير السوق المالية هو التزام من الكفاءات الجزائرية بتكسير أسطورة التخلف، كما قام الأجداد بتكسير أسطورة التبعية للمستعمر الفرنسي.

وكشف المتحدث، قرار اللجوء إلى البورصة كان قرارا شجاعا جدا على الرغم من وجود بعض الحلول البديلة لرفع رأس المال، ومنها المفاوضات التي كانت جارية مع صندوق استثماري أوروبي مؤسساتي، يتكون من مستثمرين مؤسساتيين دوليين ومنهم الصندوق الكويتي للاستثمار وصندوق الثروة النرويجي وكريدي أغريكول وسوسيتي جنرال، قبل أن يتقرر الاستفادة من تجربة الصندوق في إنشاء شركة لرأس المال الاستثماري بمجرد موافقة المجلس الوطني للاستثمار، مع مساهمة الصندوق الأوروبي في رأسمال الشركة الجديدة في حدود 20 بالمائة.

المساهمون الجدد يستفيدون من فوائد سنة 2010

توزيع الأرباح سيتم وفق الشريعة الإسلامية  

قال، حسان خليفاتي، رئيس مدير عام، “أليانس للتأمينات” إن العائد الذي سيحصل عليه المساهمون الجدد في رأس مال الشركة التي قررت فتح رأسمالها للادخار العام عن طريق البورصة، سيكون وفق قواعد الشريعة الإسلامية، مضيفا أن “العملية مطابقة تماما لأحكام الشريعة من خلال اقتسام الأرباح والخسارة، على اعتبار أن المساهمين الجدد هم مشاركون في رأس مال الشركة”.

وأفاد المتحدث خلال منتدى “الشروق”، أن الجانب الشرعي مهم جدا في هذه العملية، موضحا أن أصحاب الأسهم سيكونون شركاء فيما تحققه الشركة وأنهم يتقاسمون معها المخاطر المحتملة، على قلتها بالنظر إلى الفرص الهائلة التي توفرها السوق الجزائرية بالنسبة لهذا النوع من العمليات. 

وأكد خليفاتي أنه لا توجد نسبة فائدة تحسب بمرور السنة، وإنما اقتسام للأرباح المسجلة سنويا وسيحصل كل مساهم ما يعادل الأسهم التي يملكها، موضحا أن الشركة لديها استعداد لمشاركة المساهمين في بناء الشركة وضمان مستقبلها، مشيرا إلى أن الشركة ستشارك جميع المساهمين في أرباح السنة الجارية، مضيفا “سيأخذ المساهمون الجدد أرباحهم من الفائدة المقدرة بحلول جوان 2011، عقب انتهاء فترة الحسابات”.

ولذات الغرض اتفقت “أليانس” مع القرض الشعبي الوطني، المعني بتسيير عملية بيع الأسهم، من أجل ضمان سيولة الأسهم في السنة الأولى، مشيرا إلى وجود إمكانية لرفع مدة السيولة إلى ثلاث سنوات، بمعنى أن أي مساهم يريد بيع الأسهم التي اشتراها خلال السنة الأولى من العملية سيتمكن من ذلك بكل سهولة من خلال التقدم مباشرة إلى مكاتب القرض الشعبي الجزائري ويعطي أمر ببيع أسهمه بكل سهولة.    

المنافسة الأجنبية حافز لتطوير السوق

خليفاتي: حجم سوق التأمينات بالجزائر 7 ملايير دولار 

أكد حسان خليفاتي، أن مستقبل التأمين على الحياة، واعد جدا بالجزائر، مرجعا ذلك إلى التغير الحاصل في تركيبة المجتمع الجزائري وارتفاع المستوى الثقافي، وكذا نشوء الطبقة المتوسطة. وقال خليفاتي، إن السوق المالي في الجزائر يتطور، مضيفا “نتطلع ليصل سوق التأمين على الحياة ما بين 40 إلى 50 بالمائة”، موضحا أن سوق التأمينات على الحياة في فرنسا يمثل ما نسبته 70 بالمائة من السوق، فيما يبلغ في الجزائر 10 بالمائة فقط. وفي ذات السياق، دعا المتحدث السلطات العمومية لتقديم دعم كبير للسوق المالية الجزائرية، وتعزيز الإصلاحات وتطوير السوق وجعلها قادرة على منافسة أسواق المنطقة.

وأكد خليفاتي، أن المنافسة الأجنبية الممثلة في دخول شركات تأمين أجنبية إلى الجزائر، ستسمح بتطور سوق التأمينات من خلال الاحتكاك بمهنيين كبار في عالم التأمين، مضيفا أن السنوات القادمة تمثل أكبر تحدي لتطوير السوق والخدمات، حيث أن رقم أعمال سوق التأمينات في الجزائر بلغ مليار دولار، في حين أن حجمه الحقيقي هو 7 ملايير دولار، موضحا أن “الجزائري بطبعه موضوعي ومتشبع بثقافة التأمين ويطمح للتطلع لما يطرح من خدمات ومدى تجسيدها فعليا”.

أصداء:

سنمنح المساهمين الجدد مقعدا داخل الإدارة لأننا نعمل في شفافية ولإعطائهم فرصة تحقيق الثروات.

قرار السلطات بإعفاء ضريبي لمدة 10 سنوات يعتبر إشارة قوية لانتعاش السوق المالية بالجزائر.