-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لقطع الطريق على اليمين المتطرف في الوصول إلى السلطة

ألف مؤرخ فرنسي يستحضرون جرائم حزب لوبان في الجزائر

محمد مسلم
  • 514
  • 0
ألف مؤرخ فرنسي يستحضرون جرائم حزب لوبان في الجزائر
أرشيف

وقع نحو ألف مؤرخ ومؤرخة فرنسيين، من خلفيات سياسية مختلفة، مقالا حذروا من خلاله أبناء وطنهم من ضياع قيم الثورة الفرنسية (1789)، في حال وصول اليمين المتطرف بقيادة “الجبهة الوطنية” سابقا و”التجمع الوطني” حاليا، إلى سدة الحكم.
والمثير في هذه العريضة هو أن جميع هؤلاء المؤرخين أجمعوا على أن مؤسسي هذا الحزب، هم من غلاة “الجزائر الفرنسية”، الذي لم يستفيقوا بعد من صدمة خسارة فرنسا لمستعمرتها السابقة.
من بين هؤلاء المؤرخين يوجد باتريك بوشرون، وأنتوان ليتلي، وبيار نورا، ومونا أوزوف، وميشال بيرو، جوال ألازار الأستاذة المحاضرة بجامعة تور، ستيفان أودوان ـ روزو مدير الدراسات بالمدرسة العليا للعلوم الاجتماعية، رفائيل برانش البروفيسور بجامعة باريس نانتير، أرلات فارج مديرة البحث في المركز الوطني (الفرنسي) للبحث العلمي، كلود غوفار الأستاذ بجامعة الصوربون، لوران جولي مدير البحث بالمدرسة الوطنية (الفرنسية) للبحث العلمي، جون نوال جانيني..
ومن أهم ما حملته هذه الرسالة التي وقعها المئات من المؤرخين الفرنسيين بخصوص الجزائر، هو تأكيدهم على الدور الذي لعبه الحزب الذي أسسه ماري لوبان، أحد جلادي حرب التحرير الجزائرية، بحيث عمل متطوعا في جيش الاحتلال الفرنسي، على مستوى العاصمة، وهناك تورط في تعذيب الجزائريين في السجون، وفق شهادات العديد من المؤرخين، ومن بينهم الصحافية الشهيرة، فلورانس بوجي، التي عملت مراسلة لصحيفة “لوموند” من الجزائر، وأنجزت تحقيقا مفصلا للصحيفة ذاتها في بداية الألفية الثالثة عرض بالتفصيل جرائم مؤسس حزب “الجبهة الوطنية”، اليمينية المتطرفة.
وتوقف المؤرخون عند تغيير تسمية هذا الحزب من “الجبهة الوطنية” إلى “التجمع الوطني”، وألمحوا إلى أن لذلك علاقة بمحاولة قيادة هذا الحزب من الجيل الثاني، التملص من تركته الثقيلة على الصعيد السياسي، الحافلة بالعنصرية وكراهية الأجانب والتضييق عليهم بكل السبل.
وجاء في المقال المنشور في عدد الأربعاء الثالث من جويلية 2024، في صحيفة “لوموند” أنه: “على الرغم من تغيير الواجهة (يقصدون التسمية)، يبقى “التجمع الوطني ” (RN) لا يزال قائما في الواقع، وهو أنه وريث “الجبهة الوطنية”، التي تأسست في عام 1972 من قبل الذين يحنون لحكومة “فيشي” (إبان الحرب العالمية الثانية) وكذا “الجزائر الفرنسية”. ونبهوا: “دعونا لا ننخدع بالحذر الخطابي والتكتيكي الذي تتظاهر به الجبهة الوطنية”.
ويعتبر جون ماري لوبان ورفقائه في حزب “الجبهة الوطنية” المتطرفة، شركاء في تأسيس منظمة الجيش السري الإرهابية (OAS)، التي أنشئت من قبل غلاة جيش الاحتلال الفرنسي، الذين لم يتوقعوا أن يصل المطاف بأول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة، الجنرال شارل دي غول، الذي جاءوا به إلى السلطة في سنة 1958 على أنقاض الجمهورية الرابعة، التي أُسقطت تحت ضربات الثورة التحريرية، لم يكونوا يتوقعون أن يجلس مع من كانوا يسمونهم الإرهابيين، في إشارة لقادة الثورة الجزائرية، من أجل المفاوضات على الانسحاب من جنتهم في الأرض، “الجزائر الفرنسية”، كما كانوا يسمونها، وهو السبب الذي كان وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الجنرال “دي غول” في 22 أفريل 1961.
وبالنسبة للمؤرخين فإنه “لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، اليمين المتطرف على أبواب السلطة في فرنسا. لا يمكننا أن نبقى صامتين في وجه هذا الاحتمال المخيف الذي لا يزال بوسعنا مقاومته. هذا الحزب (التجمع الوطني) لا يمثل الحق المحافظ أو الوطني، ولكن التهديد الأكبر من أجل الجمهورية والديمقراطية”.
وبعد ما أكد المؤرخون على مخاطر السياسة المنتهجة من قبل اليمين المتطرف الفائز في الانتخابات التشريعية المسبقة، التي تنتظر دورها الثاني الأحد المقبل، وخاصة تجاه المهاجرين، من قبيل تعقيد الحصول على الجنسية ومنع ازدواجيتها، شددوا على أنه “لن يقوم مجتمعنا الوطني بعد الآن على أساس العضوية السياسة من أجل المصير المشترك، وتصعيد التدابير الأمنية والقضاء على الحريات. ليست هناك حاجة للجوء إلى الماضي البعيد لإدراك التهديد”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!