-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
50 بالمائة صينية توقف استيرادها

ألعاب الأطفال.. الغائب الأكبر في العيد

وهيبة سليماني
  • 1063
  • 0
ألعاب الأطفال.. الغائب الأكبر في العيد
أرشيف

تراجعت تجارة بيع ألعاب الأطفال الخاصة بعيد الفطر، ولم تعد تستقطب الشباب الذين ينصبون طاولاتهم في الأسواق الفوضوية. فرغم عودة الحياة الطبيعية وبهجة المناسبات، وحركية المرح واللعب دون قيود فيروس كورونا، عند الأطفال، إلاّ أنّ غلاء الأسعار وتراجع استيراد هذه الألعاب منذ 3 سنوات تقريبا، تسبب في ركود شبه تام لتجارة لطالما أنعشت الربح الموسمي عشية العيد، وشكّلت جوهر المتعة للصغار.
ويعد الترويج لألعاب العيد هذه السنة، من طرف التجار الموسميين، أكثر النشاطات التي شهدت فتورا وعزوفا من قبل عائلات أنهكتها مصاريف رمضان الكريم وتوفير الضروريات، وتزامن ذلك مع نقص واضح في كميات الألعاب ذات الصنع الصيني، كالمسدسات والسيوف التي كانت تقابلنا عشية الأعياد، حيثما نولي وجوهنا، فاليوم اكتفى الكثير من الأطفال بالبالونات الملونة المتطايرة بخفتها في سماء الأحياء ومساحات الترفيه والتسلية، بينما الهواتف الذكية أخذت وقت بعضهم وشغلتهم عن مثل هذه الألعاب الكلاسيكية اليدوية.

مخزون ألعاب صينية قديم والمحلي لا يلبي الطلب
وعن أسباب الركود الملحوظ في تجارة ألعاب الأطفال، عشية عيد الفطر، لهذا العام، أوضح رئيس المنتدى الوطني للتصدير والاستيراد، والتجارة الدولية، محمد حساني، أن ألعاب الأطفال المستوردة من الصين تستحوذ على السوق المحلية الجزائرية، وهي تمثل نسبة 50 بالمائة مقارنة بالألعاب الأخرى المستوردة من دول آسيوية وأوروبية، في حين إن الإنتاج المحلي لا يتعدى، بحسبه، 10 بالمائة في السوق.
وقال حساني إن الوضع الصحي في الصين الذي أثار مخاوف عدوى كورونا منذ 3 سنوات، أثر سلبا على عمليات الاستيراد من طرف المستثمرين الجزائريين، وتوقف استيراد ألعاب الأطفال اليدوية، ولم يعد موجودا في السوق سوى مخزون قديم، حافظ في الغالب على نفس الأسعار.
وأوضح محمد حساني أن الإنتاج المحلي عرف مؤخرا ارتفاعا نسبيا، رغم أن نسبته في السوق ضئيلة ولا تلبي الطلب وأغلبها من نوعية رديئة أو بسيطة لا تتميز بالجودة. ويرى حساني بأن فتح حظائر التسلية والترفيه في أغلب الولايات، يمكن أن يعوض حرمان الأطفال من الألعاب يومي العيد، وذلك بقضاء أوقاتهم وسط اللهو واللعب.
وقال المتحدث إن ركود استيراد ألعاب الأطفال، جعل بعض المستثمرين، يطالبون وزارة التجارة وعلى رأسها الحكومة الجزائرية، بفتح مجال الاستثمار في صناعة الألعاب واستيرادها من بلدان أخرى، مع إعادة النظر في القوانين وآليات التعامل مع مثل هذه السلع المتعلقة بفئة عمرية في طريق النمو العقلي والسلوكي.

تراجع الألعاب الكلاسيكية أسهم في رواج الألعاب الإلكترونية
وفي ذات السياق، حذّر البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصّحة وتطوير البحث، من الألعاب سيئة الصنع التي لا تراعي المرحلة، التي تصنع من مواد بلاستيكية أو من القش، وتسبب أمراضا جلدية وحساسية للأطفال.
وقال خياطي إنّ توقف استيراد الألعاب من الصين، قد يؤدي إلى رواج سلع من نوعية رديئة، سواء مستوردة أم مصنوعة في ورشات محلية دون رقابة وضوابط صنع لعب خاصة بالطفل.
ويرى خياطي بأن تراجع الاهتمام بالألعاب الكلاسيكية اليدوية الخاصة بالأطفال، يفتح المجال للألعاب الإلكترونية، التي تتسبب في رؤية قصيرة المدى عند الطفل وتؤثر على عقله وسلوكياته، عكس الألعاب القديمة التي تستخدم فيها الحواس وتزويد الأطفال بالمهارات وتكسبهم قدرات عقلية وحركية ومعرفية يحتاجونها، كما تسهم الألعاب غير الإلكترونية، بحسب خياطي، في تنمية الذكاء، وتوسيع القدرة على حل المشاكل.
وفي العيد تكتمل فرحة الطفل وسعادته، بوجود أشياء جديدة، مثل الألعاب، حيث أكّد البروفيسور خياطي أنّ هذه الأخيرة تولد تفاعلا قويا عكس الألعاب الإلكترونية ذات التفاعل الضعيف من طرف الطفل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!