الرأي

ألحان وشباب… ورؤساء!

قادة بن عمار
  • 5824
  • 0

ملاحظات كثيرة يمكن تسجيلها بخصوص الرئاسيات المقبلة، أو لنقل تحديدا عن أولئك الذين يتحرّشون حاليا بمنصب القاضي الأول في البلاد وهم لا يعلمون أصلا ما إذا كان الرئيس بوتفليقة سيتنازل عنه طواعية أو يتمسك به “شنانة في الحسّاد”!!

أبرز تلك الملاحظات أن عدد الذين يريدون منصب الرئيس، أو استخرجوا استمارات الترشح من وزارة الداخلية، تجاوز عدد الذين ترشحوا لبرنامج “ألحان وشباب” في طبعتيه السابقة واللاحقة!

كما أنّ عددا كبيرا من هؤلاء قالوا مرارا وتكرارا، ومن دون أيّ عقدة أو حمرة خجل، أنهم يترشحون، لكنهم يساندون بوتفليقة.. وهنا، قد يكون من الصعب جدا، بل من المستحيل على جميع دارسي العلوم السياسية أن يفهموا منطقا أعوج كهذا.. (نحبك لكن نحب بلاصتك أكثر)!!

مرشحون قالوا أنهم لا يريدون الخروج من السباق ولن ينسحبوا – في حال انطلقوا أصلا – حتى وإن ترشح بوتفليقة، حجّتهم في ذلك أنه “شرف كبير” أن يسابقوا “عبد القادر المالي” الرجل الثوري وحبيب الملايين، صاحب العهدات الثلاث بجدارة واستحقاق!

أما الملاحظة الثانية، فهي تقدّم عدد كبير من رجال الأعمال إلى منصب الرئيس، بل تجرأ أحدهم فصرّح أن البلاد تحتاج الى مفكر اقتصادي أكثر من رجل سياسة!! دون أن يدرك، أن الاقتصاد في حد ذاته سياسة، بل انه عصب السياسة!

ومن بين “نوادر” المرشحين الجدد، قول أحدهم أنه سيحوّل الجزائر الى سويسرا، من كثرة ما سيتناوله الجزائريون من “الشوكولاتة”، في حين دعا آخر، يقيم في كندا، كافة المواطنين للتعلم من تجربة الفريق الوطني لكرة القدم، والذي أهّله لاعبون “مستوردون” من الخارج، وبالتالي، فإن هذا البلد لن يتطور إلا بقدوم مسؤولين “مستوردين” أيضا وفي مقدمتهم الرئيس الجديد طبعا!

وبخصوص الملاحظة الثالثة.. فهي تتمثل في ترشح عدد لا يستهان به أيضا من مزدوجي الجنسية، وهنا نذكر، أن “أتباع” السلطة الحالية “الوطنية جدا” من رموز العائلة الثورية، هددوا مرارا وتكرارا بكشف أسماء الوزراء والمسؤولين والجنرالات من ذوي الجنسية المزدوجة، أولئك الذين عاثوا في البلاد فسادا، لكن واقع الحال، أننا انتظرنا سنين طوال، ولم نقرأ عن اسم وزير واحد ولا حتى بواب وزارة من هؤلاء، رغم محاولة البعض الاستهانة بأعدادهم، حين قيل أنهم لم يتجاوزوا سبعة وزراء في حكومة سابقة للرئيس بوتفليقة!

فإذا كنا متورطين مع “سبعة فقط” وثامنهم (في علم الغيب).. فما بالك إن ترشح للإقامة في قصر المرادية، من جسده هنا وروحه معلّقة في باريس أو مونتريال أو واشنطن أو جنيف..!؟

أما الملاحظة الأخيرة حول الترشيحات والرئاسيات المقبلة، فتتمثل في بروز “طبقة جديدة” من “زبائن السلطة”.. أولئك الذين تخرجوا من رحم الإصلاحات التي تعهد بها بوتفليقة، والذين يباشرون في الوقت الراهن حملة لمساندته، بحجة “رد الجميل”.. على طريقة الجنرال السفاح عبد الفتاح السيسي في مصر وحملة “كمّل جميلك”؟!

الزبائنية الطاغية على الأداء السياسي في الوقت الراهن، لم تعد حكرا على كبار “الشياتين” في الأفلان والأرندي وتاج والحركة الشعبية، بل امتدت إلى “صغار القوم” من الحزيبات التي ترى في “دعم بوتفليقة” فرصة أخيرة للصمود، وقد لا تجد مانعا في ترشيح غيره، إن تبدّلت الخطة وتعدّل السيناريو، بل همها الأول والأخير، الوقوف على رجليها.. ليس بالبحث عن رصيد شعبي، بل بتقوية الحضور في البلاط السلطوي.. وما أدراك ما البلاط السلطوي؟!!

مقالات ذات صلة