أكثر من 300 عائلة بحي قايدي القصديري ببرج الكيفان تنتظر الترحيل

تعيش أكثر من 300 عائلة تقطن بالحي الفوضوي قايدي في برج الكيفان شرق العاصمة، ظروفا مأساوية أقل ما يقال عنها إنها بعيدة كل البعد عن الحياة العادية، وقريبة من تلك التي تستمد مسارها من البؤس والمعاناة نظير افتقاد سكناتهم أبسط الضروريات، بدءا من شبكة الصرف الصحي التي تعد من الأساسيات لتفادي مختلف الأمراض المتنقلة فضلا عن الآفات الاجتماعية التي باتت مصدر إزعاج الأولياء.

حي قايدي القصديري الذي ظهر إلى الوجود منذ أكثر من 20 سنة، عرف نزوح كبير من العائلات باتجاهه قادمة من مختلف الوجهات التي ظلت تعاني من الإرهاب سنوات التسعينات من القرن الماضي بحثا عن الأمن والاطمئنان، لتجد نفسها مضطرة للتعايش مع مختلف النقائص والمشاكل اليومية التي لا تعد ولا تحصى داخل حي اغلب سكناته المشيدة بطريقة عشوائية، أنجزت من مادة الترنيت اللافح والزنك القادح بنيرانه، فلا هي مريحة في فصل الحر ولا في الشتاء أين تتحول إلى ثلاجات نظير البرودة التي تطرحها.

وتشير شهادات السكان الذين ينتظرون بفارغ الصبر موعد ترحيلهم، إلى أن لغياب شبكة الصرف الصحي اثر سلبي على صحتهم وأبناءهم، فكل الفضلات المطروحة من طرفهم تذهب باتجاه الوادي المجاور وأحيانا أخرى تعود لتدخل إلى السكنات من جديد في مشهد مقزز كما طرح السكان قضية انقطاع الكهرباء عن الحي بشكل مستمر ومزعج لأسباب تبقى مجهولة لديهم، أما في حال حلول فصل الشتاء، فان المياه تتسرب بشكل ملفت إلى داخل سكناتهم معلنة كل موسم مماثل طوارئ للعائلات التي تجبر على ملاقاة مياه الأمطار بمختلف الأواني والدلاء وحتى البلاستيك.

وأضافت شكاوي هؤلاء أن معاناتهم تضاعفت مع استفحال مختلف الآفات الاجتماعية التي تحولت إلى هم يطارد الأولياء خوفا على أولادهم من ولوج عالم المخدرات الذي لا يفصله عنهم سوى بضع الخطوات، فضلا عن أمراض الربو والحساسية الفتاكة التي لم تترك أي بيت إلا وطرقته، وذكر المعنيون أن آخر إحصاء إقامته اللجنة المختصة كان منذ أكثر من 8 أشهر، ونظرا لطول مدة الإعلان عن ترحيل حيهم مقابل تفاقم المشاكل اليومية به، تنقل ممثلو الحي لمعرفة آخر المستجدات من مسؤولي الدائرة الإدارية للدار البيضاء غير أنهم لم يتلقوا أي وعود –حسب تأكيداتهم.