-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الكاتبة والشّاعرة عبير حسن علام للشروق العربي:

أكتب لأخرج مع القارئ من ظلام السَّطحيﱢ ونَسبرَ معًا عمقَ وجودنا الإنسانيﱢ

صالح عزوز
  • 214
  • 0
أكتب لأخرج مع القارئ من ظلام السَّطحيﱢ ونَسبرَ معًا عمقَ وجودنا الإنسانيﱢ
ح.م

تتحدث الأديبة “عبير حسن علَّام” في هذا الحوار، عن الكثير من التفاصيل في مسيرتها الإبداعية وعن شغف الكتابة التي بدأتها بالقراءة والمطالعة، حتى أسست لنفسها قاعدة صلبة في عالم الإبداع. تُراقص اليوم الكلمات فوق لوحة الحروف في الكثير من الفنون الأدبية سواء نثرًا أو شعرًا. استطاعت بذلك أن تثري المكتبة العربية بإبداعاتها، وأن تعالج الكثير من الموضوعات. تعانق بذلك _رفقة قرَّائها_ العمق الإنسانيَّ، بعيدًا من ظلام السطحية على حدﱢ تعبيرها.    

أوَّلًا: حدﱢثينا عن شغف الكتابة.. كيف استيقظ هذا الشعور بداخلك؟ هل جاء بفعل فاعل أم هو جزءٌ منك؟

منذ طفولتي كان أبي يزوﱢدني بالقصص والكتب ويحثُّني على المطالعة. وكنتُ أشارك في حفلات المدرسة بكلمة عريف الحفل في المناسبات المختلفة. وأذكر أنَّني كنتُ أكتب موضوعاتٍ إنشائية تحصد ثناء المدرﱢسين وإعجاب أصدقاء والديَّ ووالديَّ بالطبع. وكانت والدتي بشكلٍ خاصﱟ تستمع دائمًا لِكلﱢ ما أكتُب وتُدلي برأيها. ورافقني شغف المطالعة والكتابة خلال مراهقتي حتى مرحلة الشباب. ترافق ذلك دائمًا مع تشجيع والديَّ اللذين كانا موهوبَين في الكتابة. لا أدري إن كانت هذه إجابةً كافية على سؤالك. إلَّا أنَّ ما يعنيني هنا هو شغف الكتابة بحدﱢ ذاته وعلاقتنا به وتناميه بداخلنا:

لعلَّ الكتابة لا تجيب دائمًا عن أسئلتنا، إلَّا أنَّها تضعُنا _حين نسأل_ نحن والقُرَّاء في عمق سيرورة الكون وعمق سيرورة وجودنا. نحن نكتب لنخرج معًا من ظلام السَّطحيﱢ ونسبرَ نور عمق وجودنا الإنسانيﱢ.

لعلّي حين بدأتُ الكتابة أردتُ الإجابة عن أسئلةٍ كثيرة. لعلّي كتبتُ بدايةً لأخرجَ ذلك الصراخ الذي بقيَ مكتومًا لِسنواتٍ حين سألتُ نفسي: “لمَ لم أصرخ حينها: لا؟”. لكنَّني في ما بعد نضجتُ كفايةً لأدرك أنَّ بعض ما يحصل لنا رغمًا عن إرادتنا يحصل أيضًا لِهدفٍ ما. ما يمكن أن يعبّر عنه قولٌ منسوبٌ إلى “كارل غوستاف يونغ”: “أنا لستُ ما حدث لي، إنَّما أنا ما اخترتُ أن أكونَه بالرغم من ذلك”. (وأقول هنا “منسوبٌ” لأنَّني قرأته بالأمس على متصفّح ال facebook وليس في كتاب. ولم أتأكَّد بعد من صحَّة نسبته).

وعِوَضًا عن أن أسأل مع “أحلام مستغانمي”: “هل الورق مطفأة الذاكرة؟” دعني أجيب: نعم، أنا أكتب لأشفى من ذاكرتي المِلحية. ولكن، إن شُفينا.. ماذا بعد الشفاء؟ بعد الشفاء هنالك الفرح. الكتابة دعوةٌ إلى الفرح، إلى تنشُّق كلﱢ نفَسٍ، كلﱢ نسمة هواءٍ أوجدَها الخالق على هذه الأرض بملء رئتَي الحياة.

ويأتيني السؤال المُربك بعد انتهائي من كتابة كلﱢ نَصﱟ: هل هذا ما أردتُ قولَه حين بدأتُ؟

أكتبُ بِوجه كلﱢ أشكال القمع، الظاهر منه والمقنَّع. نعم، لديَّ ثاراتٌ شخصية مع الدنيا، لكنَّني لا أكتبُ لِنفسي فقط. بل أكتبُ للحب ﱢولحرﱢية الشعوب والأوطان والإنسان. أكتبُ لأرحّبَ بالحبﱢ كلَّما أتى مهما تعدَّدت وجوهه. أكتب للحبﱢ، للفرح، لحياةٍ نستحقُّها نحن الذين حطَّمنا الدمار وسكنَنا الموت.

من المؤكَّد أنَّ المولود الورقيَّ الأوَّل لكلﱢ كاتب لا يختلف عن مولوده الأوَّل في حياته الاجتماعية. كيف كانت التجربة الأولى؟ وماذا كان مضمون الكتاب؟

خلافًا لمعظم التجارب الأولى، كان مولودي الأوَّل أكاديميًّا ولم يكن إبداعيًّا. كنتُ قد أنهيتُ دراسة الماجستير حول رواية “مجاز العشق” للروائيﱢ والناقد السوريﱢ “نبيل سليمان” يوم دعاني للمشاركة في مهرجان العجيلي للرواية العربية بنسخته الرابعة في العام 2008 في الرقَّة_سوريا. هناك طلب منّي “نبيل سليمان” نسخةً من بحثيَ الموسوم بِعنوان “شعرية السرد وسيميائيته في “مجاز العشق””. بعد سنواتٍ وبينما كنتُ جالسةً ألاعب طفلي ذات ليلةٍ من شهر كانون الأوَّل جاءني اتّصالٌ من والدي يخبرني فيه أنَّ كتابي موجودٌ في معرض بيروت الدوليﱢ للكتاب العربيﱢ. فوجئتُ ولم أتبيَّن مقصده بدايةً؛ فأنا لم أعمل على إصدار أيﱢ كتاب! فسَّر لي والدي قائلًا أنَّ أستاذي البروفيسور “علي مهدي زيتون” قد اتصل به ليعلمه بِصدور كتابي “شعرية السرد وسيميائيته” عن دار الحوار التي يملكها ويديرها الأستاذ “نبيل سليمان” وبِوجود الكتاب في جناح دار الحِوار في معرض بيروت حيث كان أستاذي يتجوَّل مُستطلعًا الإصدارات الجديدة. طبعًا كانت تلك مفاجأةً كبرى. مولودٌ لم أنتظره ولم أعدَّ شهور الحمل فيه! فما كان منَّا إلَّا أن انطلقنا بسرعةٍ إلى بيروت قبل حلول ساعة الإقفال.. بقيتُ في السيارة مع طفلي بينما ترجَّل والده ليحضرَ لي النسخ التي رصدَتها لي الدار. احتفلتُ تلك الليلة مع عائلتي الصغيرة إذ أصرَّ والد طفلي على الخروج للاحتفال بالمناسبة. وبرغم سحر المفاجأة، فإنَّ الكتاب لم يأخذ الحيّز الذي يفترض أن يأخذه في يومياتي؛ إذ كنتُ منشغلةً تمامًا ومنهمكةً في عملي وتفاصيل تربية طفلي والاهتمام به. [حينها كان طفلي قد جاوزَ عامَه الأوَّل بشهورٍ قليلة]. إلَّا أنَّ هذا الكتاب اكتسبَ أهمّيته في حياتي بشكلٍ تدريجيﱟ، وما زال يحتلُّ المقام الأوَّل في جميع ما كتبتُ. لقد كتبتُه بِذهنٍ صافٍ وعقلٍ مُقبلٍ بِكلّيَّته على البحث.

يمكن للمبدع أن يقطف من كلﱢ فنون الأدب. لكن هناك دائمًا عطرٌ يستهويه أكثر. فما هو عطركِ المفضَّل من بين فنون الأدب والإبداع؟ ولماذا؟

في البدايات كتبتُ قصيدة النثر (بحسب فهمي لها في ذلك الحين). ثمَّ رأيتُني أتحوَّل إلى كتابة النثر. وكانت مجموعة نصوص تشكَّلَ منها كتابي الذي صدرَ مؤخَّرًا “نبض الأزرق”.

خلال السنوات الثلاث المنصرِمة وجدتُني من حيث لا أدري أكتبُ القصيدة الكلاسيكية وقصيدة التفعيلة، وأنا التي كنتُ ثائرةً على كلﱢ شكلٍ للوزن يقيّد الفكرة _هكذا كنتُ أرى_ وكانت لي حينها محاولاتٌ في القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. إلَّا أنَّني مع الشعر وبِفضله عثرتُ على الكثير منّي ممَّا كان خبيئًا حتى عنّي!! لقد غيَّرت هذه التجربة الجديدة نظرتي كلّيًّا. وأعترفُ بأنَّني أحببتُ مغامرة الشعر وتحدﱢي الكتابة على مفاتيح الوزن؛ فهي تُشبه مداعبتك لِمفاتيح آلةٍ موسيقية. يقول الشاعر اللبنانيُّ “حسن المقداد”: “لغة الشعر لغةٌ عالية، وهي الشكل الأسمى للُّغة لِكونها لغةً تكثيفيةً مشغولةً بِعناية”.

لا يعني ذلك أنَّني أقيم أيَّ مُفاضلةٍ بين عطور الأدب، فجميعها رائعة. لكن مِنَّا من يميل إلى العطر الفرنسيﱢ ومِنَّا من يميل إلى رائحة العود وأشباهه من العطور العربية. ما زلتُ أجدُ راحةً لا توصف ورضًى كبيرًا حين أكتب النثر. إلَّا أنَّ النقطة التي أريد التأكيد عليها هي أنَّني أكتبُ بِمعزلٍ عن الأجناس وبِتحرُّرٍ كاملٍ من سطوتها؛ بمعنى أنَّ الفكرة عندما تأتي تأتي فقط وأكتُب بلا تخطيطٍ مُسبقٍ يتعلَّق بالشكل. الفكرة تهطلُ هطولًا فتتجمَّع في شكل نصﱟنثريﱟ أو قصيدةٍ عموديَّة أو قصيدة تفعيلة أو حتى قصيدة نثر. لا قرار لي في الأمر. الفكرة تأخذ الشكل الذي تريد. بل إنَّني في كثيرٍ من الأحيان أظنُّها فكرةً واحدة كَومضة، يكفيها سطرٌ أو بيتٌ واحد.. فإذا بالعبارات تتوالد وإذا بالتعابير تتكثَّف لتصبح الفكرة قبيلةً يزدحم جيشُها على حبري ويطارده حتى آخر نفَس. أعشقُ هذا الازدحام الذي يُنهكني؛ فلا وصف يعبّر عن مدى السعادة التي تهطل عليَّ بعد تفريغ شحنات كلﱢ نصﱟ على الورق أو على شاشة الهاتف.

وأنت تقفين أمام مجالات الإبداع، كيف ترَين المشهد من حيث المضامين وكذا التفاعل؟

بالطبع لا يمكنني الادﱢعاء أنَّني متابعةٌ لكلﱢ ما يُكتَبُ ويُنشَر. ولكن إلى الحدﱢ الذي يسمح لي به الوقتُ بين عملٍ وسفرٍ والتزاماتٍ، يمكنني القول أنَّنا نشهد طفرةً إبداعيَّةً جميلةً يرافقها مجهودٌ نقديٌّ بنَّاءٌ ملحوظ. لكنْ ثمَّةَ غيومٌ تسيء إلى المشهد بين الفَينة والأخرى، تتمثَّل في تجاوزاتٍ لن يردعها إلَّا الوعيُ بالأدب وبأهمّيته وبرسالته السامية. المؤلم في الأمر أنَّ مِنَ المشتغلين في الأدب والنقد مَن يشجّع هذه النماذج ويدعمها بدلًا من أن يقدﱢم النُّصح والنقد البنَّاء. وكانت نتيجة ذلك ما نشهده من استسهالٍ في كتابة الرواية والشعر وغيرهما من الأجناس الأدبية.. والنماذج كثيرةٌ للأسف.

أعوﱢلُ كثيرًا على النقَّاد الحقيقيين الذين يتحلَّون بالمسؤولية تجاه الأدب وأرى منهم من يحاول ويُناضل في مواجهة هذا الاستسهال. المطلوب أن يصبح هذا المجهود حالةً عامَّةً وألَّا يبقى على مستوى فرديﱟ. ومع ذلك، فأنا أؤكّد _كما أقولها لِطلَّابي دائمًا_ أنَّ الزمن كفيلٌ بِغربلة ما يُكتَب وإنصاف المبدعين. المستقبل يحاكم الحاضر. وتبقى خشيتي من غياب النقد الحقيقيﱢ المسؤول أو ندرته، ممَّا يزيد في انتشار هذه الظاهرة واستفحالها. ماذا سيتبقَّى للمستقبل من أسس يُحاكم مُستندًا إليها ونحن نشهد بأمﱢ أعيننا كيف تُهدم الأسس ويتمُّ تجاوزها وتخطّيها في استفزازٍ سافرٍ؟! أخشى على الأجيال القادمة أن تُصبح بعض المراهَقات التي تُكتَبُ اليوم مخزونها الأدبيَّ وموروثها الإبداعيَّ.

حُكِمَ علينا _نحن الشعب العربيُّ_ أنَّنا شعبٌ لا يقرأ. ما قولك؟

نعم، لطالما ردَّدتُ أنَّنا “أمَّة ﴿إقرأ﴾ التي لا تقرأ”. لكنَّني في الوقت ذاته أحاربُ على المستوى الفرديﱢ هذه الظاهرة من خلال مهنتي إذ أحثُّ طلَّابي دائمًا على القراءة والاطّلاع على كلﱢ جديد، وأتعمَّد أن أعرض عليهم في النقاشات الصفّية والاختبارات ما يُكتَبُ الآن. هكذا أجعلهم يقرأون ويحلّلون ما يُكتَب في اللحظة الراهنة، ويتابعون الجديد في الأدب.

أمَّا في ما يتعلَّق بالمشهد العامﱢ، فإنَّ الواقع قد تغيَّر أيضًا نحو الأفضل. هنالك منتديات مُهتمَّة بالفكر والأدب والفنﱢ والثقافة تنشطُ وتقيمُ بشكلٍ أسبوعيﱟ جلساتٍ حواريةً حول كتابٍ مُحدَّدٍ. وهذا يعني رفع منسوب القراءة والمطالعة ورفع مستوى الوعي بما نقرأ.

أضعف الإيمان أن نُثنيَ على أداء هذه المنتديات وأن تُعمَّم هذه المبادرة الراقية. إضافةً إلى هذه التجربة المتميّزة هنالك الندوات والأمسيات التي تُفعّل القراءة والأنشطة المتعلّقة بها بطبيعة الحال. وهي كثيرةٌ ومتنوﱢعةٌ حتى أنَّني على المستوى الشخصيﱢكثيرًا ما أضطرُّ للاختيار بين ندوةٍ من اثنتين أو ثلاث في التوقيت ذاته.

وهنا لا بدَّ من ملاحظةٍ هامَّةٍ: لقد سجَّلت جائحة Corona بعض الإيجابيات برغم سلبياتها الكثيرة. من تلك الإيجابيات أنَّ الندوات والأمسيات باتت تُعقَدُ عن بُعد (Online)، ممَّا مكَّنَ المتابع والمهتمَّ من الحضور بدون عناء الانتقال وخسارة الوقت. هذه ظاهرةٌ إيجابيةٌ بل ممتازة. هذه النشاطات مجتمعةً شكَّلت فسيفساء رائعة ومُلفِتة بشكلٍ لا يمكن تجاهلُه، فأصبحت القراءة فعلًا وممارسةً وغدَت أمرًا ملحوظًا حتى لِغير المعنيين. يكفي أن تصبح المطالعة ومتعلَّقاتها مشهدًا مرئيًّا إلى هذا الحدﱢ حتى تخلق حالة وعيٍ بالقراءة وأهمّيتها في بناء الأجيال والأوطان والمجتمعات.

هل أثَّرت الوسائط الاجتماعية بمختلف أنواعها على مجالات الإبداع لأنَّها فتحت الباب أمام الكلﱢ للكتابة وأوقعتنا في فخﱢ الرداءة؟

كما هو شأن معظم الاختراعات، لِلوسائط الاجتماعية سلبياتها إلى جانب إيجابياتها الجمَّة. لقد عرَّفتنا تلك الوسائط إلى المبدعين والنقَّاد.كما قلَّصت المسافة بين القارئ والباحث أو الناقد من جهة، وبين المبدع من جهة أخرى. لكن من سلبياتها أنَّها فعلًا فتحت الباب أمام الجميع وأوقعت الكثيرين في فخﱢ الرداءة. وقد يكون ذلك من سلبيات استخدام الوسائط وليس مأخذًا لنا عليها تحديدًا، إنَّما على من يستخدمها بهذه الطريقة وهذا التوجُّه. لكنَّني _كما أسلفتُ القول_ أعوﱢل على الزمن في غربلة الجيّد من الرديء، وأعوﱢل كثيرًا على النقَّاد وأدعو البعض منهم إلى دخول عالم الوسائط الاجتماعية للمشاركة والمساهمة في عملية إصلاح الذوق العامﱢ في فهم الأدب والرؤية إليه. فليس كلُّ ما يُكتَب على صفحات الfacebook والinstagram وغيرهما أدبًا. ولنا في لبنان تجربةٌ سبَّاقة في هذا المجال قام بها الدكتور “علي نسر” في كتابه النقديﱢ الذي صدر مؤخَّرًا بِعنوان “في شعرية القصيدة العربية (من الجاهلية حتى التغريدات الفيسبوكية)”. الدكتور “علي نسر” مثالٌ يُحتذى للجرأة في خوض غمار كلﱢ جديدٍ وطارئٍ على ثقافتنا وأدبنا ولغتنا.

وأنهي إجابتي هذه بالقول: لا بدَّ للبعض ممَّن يكتبون من استيعاب أنَّ الأدب ليس “عمل من لا عمل له”.

حدﱢثينا باختصار عمَّا رسمته أناملك حتى الساعة في مجال الإبداع؟ وهل صحيح أنَّك ترسمين أيضًا إلى جانب الكتابة؟

كما ذكرتُ في إجابةٍ سابقة، كان كتابي الأوَّل مساهمةً أكاديميَّةً في نقد الرواية. وقد صدر في العام 2012.

تلتهُ ثلاث مجموعاتٍ صدرت في العام 2019، وهي:

  • “دانيال أو صلاة استسقاء الحبيب”: وهي محاولةٌ خجولة في المحكية اللبنانية، تحتاج إعادة نظر.
  • “وسط البلد”: مجموعة قصائد نثرية (بحسب فهمي حينها لقصيدة النثر).

وأنا غير راضيةٍ عن المجموعتين، وأرى أنَّني تسرَّعتُ في إصدارهما. وكان أستاذي البروفيسور “علي زيتون” قد نصحني بالتريُّث في ذلك، فلم أستمع لنصيحته للأسف. وإذا تسنَّى لي الوقت مُستقبَلًا سأعدﱢل فيهما.

  • المجموعة الثالثة هي أيضًا قصائد نثرية بالاشتراك مع الشاعر السوريﱢ “فادي حسن”، وهي موسومة بِعنوان “العاشرة فجرًا”. وأنا راضيةٌ عنها إلى حدﱟ ما.

في الثاني من حزيران من العام 2020 صدر كتابي الخامس بِعنوان “دمشقي وأنت”. وهو أيضًا مجموعة قصائد نثرية. لكنَّ جائحة Corona وتردﱢي الوضع الاقتصاديﱢ في ذلك الوقت شكَّلا أزمةً للعديد من دور النشر ممَّا حالَ دون طباعة أعدادٍ من المجموعة. ونعمل على استئناف نشرها بعد إضافة مجموعة قصائد نثرية كُتِبت في مرحلةٍ لاحقةٍ على صدور المجموعة.

… إلى أن اقترب موسم معرض بيروت الدوليﱢ للكتاب العربيﱢ للعام 2023، وكانت قد تجمَّعت لديَّ خلال السنوات (2018…2023) مجموعة كبيرة من النصوص النثرية. فقرَّرتُ نشرها لتكون مضمون كتابي الجديد “نبض الأزرق”، وهو كذلك عنوان صفحتي الأدبية في facebook.

كذلك أكتبُ الشعر بِشكلَيه (القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة). وقد أجمع هذه القصائد لاحقًا في ديوان.

بالطبع لستُ بعيدةً من مشروع الرواية، بل إنَّ المسوَّدات تزدحم في جهاز الكمبيوتر خاصَّتي منذ سنوات. حتى أنَّ إحداها قابعةٌ في ذاكرة الكمبيوتر منذ 2003، وهذا سرٌّ أفشيه للمرَّة الأولى. لكنَّني أنتظر أن أتفرَّغ بشكلٍ كافٍ لأنَّ الرواية مشروعٌ ضخمٌ لا يجوز التسرُّع أو الاستسهال فيه.

نعم، أرسم. كنتُ أرسم في طفولتي… وقد رسمتُ مرَّةً portrait لشخصيَّةٍ عامَّةٍ من بلدتي. ثمَّ أخذتني الدراسة والسنون وبعدَها العمل بعيدًا جدًّا…

خلال جائحة Corona والتزامنا المنازل، كنتُ أضع لِطفلي ألوانه وأحثُّه على الرسم كما عوَّدتُه منذ صغرِه. وذات يومٍ قال لي: “ماما، أرسمي معي”. رسمنا لوحةً معًا. وكنتُ قد بدأتُ أشعر في تلك المرحلة أنَّ اللغة صارت ضيّقةً على صراخ روحي، فاتَّسعت له الألوان.. وهكذا كان. رسمتُ خلال الحَجْر وبُعيدَه عدَّة لوحاتٍ تُعبّر عن مكنونات نفسي وضجيج روحي في تلك الفترة.لكنَّني لا أدَّعي أبدًا أنَّني فنَّانة تشكيلية. أنا أرسمُ لِنفسي ولِتفريغ الشحنات السلبية. ويمكنني التأكيد لك أنَّ ما نحصده من متعة ونشوةٍ وراحة بممارسة الرسم لا يقلُّ حجمًا وشأنًا عمَّا تقدﱢمه لنا الكتابة.

السرقات الأدبية أصبحت تؤرق الكتَّاب والمبدعين الحقيقيين. ما الذي يجب علينا فعله للحدﱢ من هذه الظاهرة من وجهة نظرك؟

هذا الأمر يزعجني فعلًا منذ سنواتٍ. ولا يمكن مواجهته فرديًّا أو جماعيًّا إلَّا بالاحتكام إلى القانون من خلال تنفيذ بنود قوانين حماية الملكية الفكرية على صفحات ال facebook وسواها، حيث تفاقمت هذه المشكلة ولا حسيب ولا رقيب!

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!