-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أكبر من “القاف”.. أصغر من “قسنطينة”!

قادة بن عمار
  • 4341
  • 0
أكبر من “القاف”.. أصغر من “قسنطينة”!

تعتقد نادية لعبيدي، أن بحديثها عن استضافة فلسطين في الأيام الأولى لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تكون قد سحبت من منتقديها جميع الذرائع وأفحمتهم بالدليل القاطع والملموس أن التظاهرة تأتي في ظرف زمني مهم للّم شمل العرب!!

مسكينة فلسطين.. تحولت من قضية إلى ذريعة، ومن أزمة وطن محتل إلى احتلال جديد، ومن سبب مقنع للوحدة إلى تكريس رديء للتفرقة !!

تريحنا نادية لعبيدي، فتقول: “اطمئنوا ولا تخشوا شيئا، فقد اكتسبت الجزائر تجربة في تنظيم هذه التظاهرات، واستخلصت دروسا من الماضي!!

كان يمكن تصديق مثل هذا الكلام، وتلك الوعود، لولا أن ذاكرتنا ليست مصابة بالنسيان، ولم يمسسها (الزهايمز) بعد، مثلما هي ذاكرة معظم المسؤولين عندنا.. وعلى سبيل المثال فقط، وللتذكير، بـالماضي السعيد في التسيير القريب والبعيد“.. نحيل معالي الوزيرة إلى ما قام به قاضي التحقيق في محكمة تلمسان قبل سنتين فقط، حين فجر فضيحة تبديد 125 مليار سنتيم في عاصمة الثقافة الإسلامية، وأيضا، ما ردده عشرات المقاولين عن تجاوزات مالية ضخمة في التظاهرة ذاتها.. ناهيك عن فضائح أخرى، تبدأ بهدر المال، ولا تنتهي عند الإقصاء وممارسة المحسوبية في الانتقاء!!

قد يقول قائل: لكن.. وما ذنب نادية لعبيدي في ما نورده من أمثلة وحقائق وفضائح، طبعا لا ذنب مباشر لها.. لكن ذنبها الوحيد والفادحأنها قررت الانتماء لذات المنظومة الفاسدة التي لا تفرق في ممارستها بين النصب والاحتيال والكذب والسرقة، بين تهيئة طريق أو ترميم مسرح!!

ثانيا: لا أعرف هل من الظلم، الحكم على نادية لعبيدي باعتبارها وزيرة للثقافة من منطلق تظاهرة واحدة وإن كانت كبيرة (بحجم قسنطينة) أم أن ما تقوم به هذه الأستاذة الجامعية والمنتجة السينمائية المعروفة يجب أن يؤخذ كاملا دون نقصان حتى يكون الحساب عادلا والحكم صائبا وموضوعيا؟

تظاهرة قسنطينة انطلقت، ولاشك أنكم ستقرؤون وتشاهدون وتسمعون الكثير عنها في الأيام المقبلة.. لا شك أنكم ستلاحظون اختلافا كبيرا في تقييم مسارها.. سيهلل لمجدها المستفيدون.. وسينتقد تسييرها المحرومون.. سيبرّر أخطاءها الانتهازيون، وسيفضح أسرارها المنسحبون.. لكن.. ماذا بعد؟

ما الذي سنستفيده جميعا وما الذي ستسفيد منه قسنطينة؟

قسنطينة ليست مجرد مدينة.. وبالتالي فالحدث الذي تعيشه الآن ليس مجرد تظاهرة ثقافية عابرة..

قسنطينة مدينة تسكنك وإن لم تزرها، تأسرك وإن لم تشاهدها، وعليه، فإن ما تعيشه من أحداث، لا بد أن تكون على مستوى تاريخها.. طيبة سكانها.. وعلوّ جسورها!!

هذه قسنطينة التي نريد، لكن قسنطينة التي تخطط لها نادية لعبيدي ومن معها، بدأت بفضيحة.. ثم تكررت التصريحات والفضائح والنزوات والأزمات، دون أي تحرك ملموس، أو إشارة للإصلاح والتحقيق وقطع دابر الفساد والمفسدين“..

القصة بدأت بفضيحة سرقة (القاف).. وبالمناسبة.. (القاف) لم يكن مجرد حرف، بل كان إعلانا خائبا عن سرقة انتماء.. وسطوا على إبداع.. وفضح لجنين مشوه لا يريد أن يتخلى عنه الآباء!!

ومع (القاف) تبددت آمال الطامحين لتظاهرة ثقافية نقية.. تظاهرة بعيدة عن الفساد والمفسدين.. صحيح أن الجزائريين تعودوا على كثير من التلوث الأخلاقي في مشاريع تتعلق بالنفط والطرقات وبالسكن والمناصب لكن لم يتعودوا أو ربما لا يريدون ذلك حين يتعلق الأمر بالأخلاق والثقافة والقيم..

الفساد حين يتعلق بالثقافة يكون بشعا.. وأكثر إيلاما وسوادا من كل الفضائح الأخرى التي تزكم رائحتها الضمائر قبل الأنوف!

قبل يومين، قالت نادية لعبيدي على شاشة التلفزيون العمومي، إنها تطبق في برنامج قسنطينة، ما يريده الرئيس ويخطط له،إنها فلسفة بوتفليقة في تحويل البلد إلى نعيم، هكذا قالت المنتجة السينمائية المعروفة عند الجزائريين ذلك المساء على التلفزيون، دون أن تعرف بأن (لا أحد) سيصدق ما تقول، الأمر يتعلق هنا ربما.. بفيلم سينمائي جديد، تريد لعبيدي أن تقنع المشاهدين بحقيقته، وبأنه واقعي جدا، وليس مجرد (فانتازيا) مثلما هي وعود كثير من المسؤولين في الحكومة التي تنتمي لها..

في كل بلدان العالم، لا يوجد وزراء طيبون ومتخلقون وحريصون على الخدمة العمومية، بل توجد هنالك حكومات متخلقة وحريصة على مصالح الناس، وإن كان فيها انحراف، فسيسقط لا محالة بفعل التيار الجارف الذي يهيمن على المشهد السياسي..

في الجزائر، العكس تماما، هنالك من يحاول إقناعنا أن في الحكومات المتعاقبة، وزراء يستحقون الاحترام، وإن وجدوا أنفسهم في حكومات غير محترمة، فهم مضطرون لمسايرتها وليس لمقاومتها.. إنهم حريصون على البقاءتحت الشمسخوفا من الظل.. وبسبب تعود المريض على الدفء..

 

في كل الحالات.. ستظل قسنطينة تحت الشمس وخصومها في الظلمة مستمرون، عابثون.. منسيون لا محالة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • عبداوي ساعد

    بعد سنة سينتهي الفيلم السينمائي لنادية العبيدي بمدينة كنا نراها تاريخا وحضارة ،وأردناها مستقبلا ، سينتهي الفيلم فأتمنى أن لا تنتهي قسنطينة من مدينة العلم والثقافة إلى مدينة الرقص والغوغاء التي تطمس كل معالمها ، وتزيل عنها ثوب الحياء الذي كان يكتسيها ، بعد سنة لن تجدوا القاف التي كنتم تعرفونها

  • دنون بخدة

    لمادا ترى يا سي قادة الامور كلها سوداء مع العلم ان المستوى المعيشي الدي تعيشه راقي وفاخر ارجوك لا تتاجر بمشاكل الشعب ان هدا الاخير يحب دولته يجب ان تنتقد وفق اسس علمية وتقنية دعك من التجريح و الهدرة ( )

  • بدون اسم

    كي تفهم كيفاه يختارو عاصمة الثقافة العربية علق
    العاصمة تكون مدينة ولا تكون بلد بأكمله
    مثلما حدث عند اختيار الجزائر العاصمة عاصمة للثقافة العربية ومثلما يحدث في كل عواصم الثقافة العربية

  • robert

    سلام,
    العنصري لسمى هده التسمية واقصى جزائريين منها. والله لا ابغض احدا, لكن لا احب الكدب.

  • مومن

    بداية شكرا لك ايها الصحفي المتألق ثانيا مـــاذا ننتظـــــــــر من دواــــــــة تعيش في مرحلة من أسوأ مراحل تاريخها فساد على جميع المستويات و الاصعدة اننا نعيش عصر التتار في الجزائر منذ ان ابتلينا بالعهدة التالثة و خرق دستورها اكيد المستقبل أسوأ مرعب لاننا نزرع الاشواك فحتما سنحصد الجراح.

  • robert

    السلام عليكم,
    لرقم 4,
    1-بالنسبة لانتاج, كل الا نتاج الثقافي الجزائري. اما الانتمان العربي الاسلامي ما عندانا مشكل, وكيف لا واجدادنا العظام ساهموا كثيرا في الحضارة الاسلامية. لكن ليس على حساب هويتنا??
    2- انا حطيت ملاحظة على التسمية الاقصائية للتظاهرة هدا مكان.
    3-اما حكايات المشكك فيها بوخوس ...لخ, فلن تبدلوا شيءا.شوفوا الخينات اليوم?لكن انا لا اضع كل الناس في سلة واحدة.
    4-من فظلكم لا نريدوا ان نسب مرة اخرى كما حدث في مصر!لابد ان نحترم انفسنا كي يحترمنا الغير?
    الله يوفقك خو.

  • مهاجر

    علي ما تظحكون ..تبذير الاموال في عز الازمة.ما هكذا يبنى الوطن .ما هكذا يبنى الفرد..والله هي مناسبة للنهب والسرقة وتبذير اموال الشعب الغلبان . البلاد تئن ومشاكل الشعب متعددة وانتم تمرحون وتشطحون...لماذا يا شعب قسنطينة لا تقاطع هذه التظاهرة .اموالك تبذر وانت تتفرج وتقول بعد ذالك لنا مشاكل طرقات ..و مساكن ووووووو ..تنويم مغناطيسي لهذا الشعب والهاءه عن جادة الصواب.....تحيتى اليك سي قادة ....

  • سماعيل

    1ـ شكرا على تنبيهك لوزيرة الثقافة وغيرها من المسؤولين المعنيين ان فضائح الفساد ستظهرفيما بعد.
    2ـ التلفزيون لذي ظهرت فيه الوزيرة حكومي وليس عمومي.
    3ـ اطلب منكم وخلال برنامجكم المحترم (هنا الجزائر) ان تسلطوا الضوء على اسباب ضعف قيمة الدينار حتى امام عملات بلدان اقتصادها لايساوي شيئا امام الاقتصاد الجزائري لان اغلب الجزائريين ربما97(%) لم يفهمو هذا التراجع في قيمة الدينار.وشكرا

  • ابن آدم

    وقتاش تفكونا من العنصرية والرسيزم ؟كلكم لآدم وآدم من تراب

  • مالك ب

    الذي يتحدث عن الإقصاء ويوقع بما يكشف عنصريته وجهويته
    قل لنا ما هو الانتاج الثقافي الحضاري الذي تريد أن تنسبه لقسنطينة، المدينة الأمازيغية التي تعتز بانتمائها العربي الإسلامي، ونحن مستعدون لننادي باعتماده.
    قستطينة عاصمة نوميديا تطورت فأصبحت رمزا للحضارة العربية الإسلامية، لأن كونها عاصمة تاريخية ( وبغض النظر عن صراعات ماسينيسا مع أخيه وانحيازه لروما ضد قرطاجنة ليسرق زوجته) لا يحرمها من حقها الذي تفاخر به كل المدن العربية وغير العربية
    ونوميديا تعتز بيوغورطة الذي باعه بوكوس للرومان....بوكوس...هه

  • anis

    bravo monsieur.....vous êtes toujours dans le bon chemin ......ton émission est toujours réussi...........bonne continuation

  • abdou

    كالعادة المقالة في الصمصم، لكن الأحرى أستاذنا لو كان العنوان: (ق) قسنطينة فيلم جديد لحكومة قديمة ، شكراً

  • matoublounes@yahoo.f

    بارك الله فيك سي قادة.

    لكن لم تعطي رايك في التسمية الاقصائية والعنصرية (قسنطينة عاصمة الثقافة العربية).

    لكن مهما زوروا و كدبوا, فليس باشطيح و الرديح والقرقابو نغير تاريخ عاصمة نوميديا.

    هاكدا هم العرب يصنعون التاريخ في الورق ووسائل الاعلام, اما في الا رض الواقع ما صنعو ولا شيئ, حاشا الشرفاء منهم.
    والطامة الكبري, يكدبون في التاريخ ويقولوا مسلين. اهل المسلم الصالح يجوز له الكدب?وبعد دلك يقولوا لك ننشروا لاسلام, اباخلاقكم هده تدخلون الناس في الدين?وانا خايف تخرجوا النا س لكانوا مسلمين