أغاني القناص أو المحقق كونان أو ريمي أو بوكيمون ستبقى خالدة

صنعت الفنانة، رشا رزق، الحدث، في ندوة جمعتها بأجيال مختلفة بين من قاده الحنين إلى الطفولة وأغاني أشهر الرسوم المتحركة، في التسعينيات، وبين من حفزهم الفضول من جيل الألفية الثانية للتعرف على شخصيات أبدعت وراء الكاميرا، سواء بصوتها في الدوبلاج أم بأداء أغاني الشارات.

لم تتفاجأ رشا رزق بالحضور القوي والتفاعل وترديد أغاني: “قد لمعت عيناه” أو “أنا وأخي” أو “كابتن ماجد” أو “ريمي” أو “بوكيمون” أو “المحقق كونان” أو “سايث ولاحق” أو “القناص”، وغيرها كثير في الدورة التاسعة للمهرجان السينمائي الدولي للطفل والشباب الذي تنظمه مؤسسة “فن” تحت شعار “فكر سينما” بمركز جواهر.

رشا رزق لـ”الشروق”: “نحن في حاجة إلى أعمال تراثية وأتمنى لقاء أطفال الجزائر”

فأينما حلت وارتحلت، أعادت جيل الثمانينيات والتسعينيات إلى ذكريات الطفولة السعيدة، وبدورها تتجاوب بكل تواضع مع جمهورها الواسع وتلبي طلباتهم وتؤدي معهم أشهر هذه الأغاني.

وكشفت الفنانة رشا رزق، في لقاء مع “الشروق”، على عودة قريبة في حفلات بعدد من الدول العربية، واعتبرت السر وراء تعلق أجيال بهذه الرسوم المتحركة، هو الصدق والإيجابية والرسائل الهادفة والقصص المشوقة البعيدة عن العنف. كما أكدت في معرض حديثها، أن أطفال الجزائر جزء لا يتجزأ من جمهورها ومحبيها ويتواصلون معها ومع قناة سبايس تون، وتتمنى إحياء حفل لهم بالجزائر.

وأخذت رشا رزق جمهور المهرجان في رحلة إلى تجاربها الفنية، التي بدأتها مع قناة سبيس تون، وتستمر مع مشاركتها بدور أساسي في أول مسلسل خيال علمي عربي: “أجوان”.

وأكدت على أن التراث العربي حافل بالأحداث والقصص التي تثري الصناعة السينمائية بأعمال فنية عالية، وأن تقييم أعمال الأطفال ينبغي أن يسهم فيه الأطفال أنفسهم، ولا تفرض عليهم من الكبار، وأن الإبداع في الإنتاج هو الكفيل بإيصال الأفكار والقيم إلى قناعات المشاهدين، مشيرة إلى أن نجاح أفلام الخيال العلمي يكمن أولاً في نجاح كتابة روايات الخيال العلمي واحترافها.

وفي معرض حديثها عن مشاركتها في فيلم “الرحلة” الذي جاء بإنتاج سعودي ياباني مشترك، أكدت رشا أن الفيلم يعتمد في أحداثه على منهج الفنتازيا التاريخية، ولكنه يتميز بأن أحداثه تستند إلى الواقع، وهي مستوحاة من سيرة الصحابي أوس بن جبير الأنصاري، حيث تؤدي رشا فيه دور زوجته.

وأشارت رشا رزق إلى أن التراث العربي حافل بالأحداث والقصص التي تثري الصناعة السينمائية بأعمال ذات سوية فنية عالية جداً وجاذبة للمشاهدين، وأن الفن السينمائي والتلفزيوني هو من أهم أدوات التغيير الإيجابي وتعزيز القيم في نفوس الأجيال.

وقالت رزق: “يكمن سر الفن وسحره في سرعة وصوله إلى قلوب الأطفال، إذ جاذبية خاصة في إقناع الأطفال والمشاهدين بالقيم والاعتبار بما يحدث من صراعات بين الخير والشر، وما تؤول إليه من انتصار الخير”.

كما أكدت رشا أن الأفكار والطروحات الفنية متوافرة بكثرة، ولكن الإبداع والنجاح في المنافسة هو في إخراج تلك الأفكار بأساليب إبداعية قادرة على صنع الفارق في إيصال تلك الأفكار إلى قناعات المشاهدين وملامستها مشاعرهم صغاراً كانواً أو كباراً.

وحول مشاركتها في مسلسل الخيال العلمي أجوان، لفتت رشا إلى أن الفن العربي قادر على خلق فارق في عالم السينما، وأن نجاح أعمال الخيال العلمي تكمن أولاً في نجاحنا في كتابة روايات الخيال العلمي، مثل رواية أجوان، التي استند إليها العمل، وهذا يشكل تحدياً بالنسبة للمكتبة العربية التي بدأت تنطلق بنجاح في عالم الكتابة الخيال العلمي.

وحول الشروط التي ينبغي أن تتوافر في الأفلام التي تستحق المنافسة على جوائز المهرجانات السينمائية، أوضحت رشا أن النجاح التجاري واقتحام شبابيك التذاكر للأفلام ليس شرطاً لريادة الأعمال السينمائية واستحقاقها التتويج في المهرجانات، فالقيمة الفنية هي المقياس الذي يضمن للأفلام الفوز في مهرجانات السينما الدولية، التي يقع مهرجان الشارقة ضمن أهمها في تقديم منتج فني إبداعي رائد يخاطب الأطفال والشباب ويلامس شغفهم.

كما حفّز “مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب” 2022 ذاكرة الزوار، وأحيا ذكريات أيام الطفولة والشباب بباقة من أغاني مسلسلات الرسوم المتحركة “الأنيميشن”، التي أداها الفنان محمد إكس، حيث تجمع زوار المهرجان من الأطفال واليافعين والزوار أمام منصة المهرجان، والحماس يملأ نفوسهم، وشاركوا في الغناء والتصفيق، متمايلين على أنغام أغاني شارات مسلسلات الأنيميشن التي عرضت على قناة سبيس تون في التسعينات ولا تزال تعرض إلى اليوم، وحفظها الأطفال العرب في جميع أنحاء الوطن العربي والعالم.

وضمن باقة الأغاني التي أداها منتج ومغني شارات الكرتون العربية، التي عادت بالجميع إلى بطولات “صقور الأرض” وبراءة “سالي”، وذكريات “عهد الأصدقاء”، ومغامرات “المحقق كونان” الذي يبدو واثقاً من ذكائه وتوقعاته التي لا تخيب في اكتشاف المجرمين، بالإضافة إلى أغاني “أمي”، و”ماوكلي”، و”هدير الرعد”، و”القناص”، و”ريمي”، وغيرها من الأغاني.