أطول خسوف على وقع قيام الساعة ونهاية العالم!
![أطول خسوف على وقع قيام الساعة ونهاية العالم!](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/03/الخسوف-2-1.jpg?resize=790,444.375)
راجت في مواقع التواصل الاجتماعي أحاديث عن نهاية العالم وتداولت منشورات يزعم أصحابها أن يوم الجمعة، الذي سيشهد ظاهرتين فلكيتين نادرتين جدا، ألا وهما خسوف القمر الأطول من نوعه في القرن 21 واقتراب كوكب المريخ من الأرض، هو موعد قيام الساعة وهو ما أحدث ذعرا وخوفا كبيرين.
كثر الحديث عن نهاية العالم هذا الجمعة في الفضاء الافتراضي، حيث يروج الكثير لإشاعة قيام الساعة، وهو ما ضاعف رعب وتوتر الكثير من المراهقين الذين بات همهم الوحيد هل حقا سينتهي العالم؟ مثلما يتداول في المواقع أو ستستمر الحياة وتكون مجرد إشاعة؟ خصوصا وقد تزامنت هذه المرة مع يوم الجمعة.
ولأن الظاهرة فلكية وقديمة قدم الكون تحدث باستمرار اقترنت بالإشاعات، فقد كانت الشعوب العربية قديما تعتقد أن الحوت هو من ابتلع القمر، ولذا يهرعون إلى الأواني الحديدية والنحاسية لإصدار أصوات حتى يرتعب الحوت ويخرج القمر من بطنه ، وهناك من كان يعتقد أنها إنذار بموت شخص عظيم.. وبالرغم من المخاوف الكبيرة التي رافقت الظاهرتين الفلكيتين، غير أنها فتحت الشهية للعديد من المنجمين والمشعوذين المترصدين للكواكب والنجوم النادرة، حتى يمارسوا طقوسهم في ضوءها لكونها لن تتكرر حتى بعد مرور عشرات السنين.
والخسوف هو إحدى آيات الله الناتجة عن دوران القمر حول الأرض، لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته..” ويحدث الخسوف عندما تكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة، ويحدث هذا عادة عندما يكون القمر بدرا حيث يعبر القمر في مخروط ظل الأرض الذي يمتد خلفها في الفضاء لآلاف الكيلومترات نتيجة أشعة الشمس، أي خسوف القمر لا يراه إلا سكان نصف الكرة الأرضية التي يسودها الظلام. عندما ينخسف القمر كليا يحتجب عن أشعة الشمس التي تنيره وتكسبه النور الذي يعكسه عادة، ولكن رغم ذلك، فإن القمر لا يختفي تماما إذ إن الغلاف الجوي المحيط بالأرض سيكون له عمل العدسات المحدبة التي تنحرف بعض الأشعة الشمسية عندما تعبرها لتتجمع من جديد فتكسب القمر لونا أحمر آجريا شاحبا.
فلكيون يكذبون الإشاعات
ووصف رئيس جمعية البوزجاني الفلكية، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، جمال فهيس، الإشاعات بالظاهرة المتكررة في كل مناسبة فلكية وحدث هام، ضاربا لنا مثلا بـ 31 ديسمبر 1999، عندما روج لنهاية العالم وأزمة اتصالات لكن لم يحدث شيء، فقد أصبحت الإشاعات متجددة، واستطرد المختص قائلا بأننا كمسلمين لا نصدق هذه المعتقدات فمثلا اقتراب كوكب المريخ وظهوره باللون الأحمر يعتقده البعض إنذارا بالحرب.
وأضاف المختص الفلكي أن بعض المنجمين انتهزوا الفرصة للترويج لبعض الإشاعات والمعتقدات الخاطئة، كتأثير الظاهرة على فيزيولوجية الإنسان وسلوكه وتحويله إلى شخص هجومي عنيف، لكن جميع المسلمين يعلمون أن الكواكب لا تأثير لها علينا فالخسوف ظاهرة فلكية عادية تحدث بصفة دورية كل 6 أشهر قمرية، لكننا لا نراها باستمرار فمثلا في شهر جانفي الماضي وقع خسوف للقمر ولم نشاهده في الجزائر.
حجيمي: يوم القيامة يكون يوم الجمعة ولا يعلمه إلا الله
من جهته، أوضح الإمام الشيخ جلول حجيمي، أن موعد قيام الساعة يكون يوم جمعة وهو أمر لا يعلمه سوى المولى عز وجل وهناك العلامات الكبرى التي تدل عليها مثل رفع القرآن الكريم، وهو أمر لم يحصل بعد لكن هذه الظاهرة الفلكية وغيرها تخويف من المولى عز وجل لعباده كي يعودوا إليه فيردوا المظالم، ويتوقفوا عن الظلم والإساءة إلى الآخرين فالشمس والقمر آيتان من آيته سبحانه عز وجل.
وسرد الشيخ حجيمي واقعة الرجل الذي سأل الرسول- صلى الله عليه وسلم- متى الساعة يا رسول الله؟ قال ماذا أعددت لها؟ فلا ينبغي علينا أن نتساءل متى تقوم القيامة بل علينا العمل لهذا اليوم العظيم. ونصح الشيخ حجيمي بالإكثار من الأذكار والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن في ذلك الموقف العظيم.