-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مطالب بالتفتيش في الحواجز الأمنية ومنع السائقين نقل القُصَّر

أطفال يهربون من عائلاتهم إلى الشواطئ عبر رحلات خاصة!

وهيبة سليماني
  • 1656
  • 0
أطفال يهربون من عائلاتهم إلى الشواطئ عبر رحلات خاصة!

شبكة ندى: جائحة كورونا شكلت ضغطا نفسيا على الأطفال

بوشريط: قُصَّر يتسلّلون إلى الحافلات مستغلين رحلات النقل للشواطئ

أدى غلق الشواطئ مع بداية عطلة الصيف، كإجراء للتقليل من انتشار فيروس كورونا، إلى حرمان الأطفال من الترفيه والتسلية، وبقائهم في المنزل، ومع غلق آخر لفضاءات كانوا يهربون إليها رفقة أوليائهم، لتفريغ الشحنات الزائدة والترويح عن النفس تأزمت حالتهم النفسية… وكان قرار إعادة فتح الشواطئ بمثابة فتح الباب لسجين ثائر لم يتحمل كبح جماح حريته، وهو شعور عايشه المراهقون والأطفال خلال صيف 2021، ما أدى إلى تمرد الكثير منهم على عائلاتهم راكضين نحو البحر بمفردهم دون الأخذ بالحسبان، مخاطر ذلك، حيث يقطع بعضهم مسافات طويلة لأجل السباحة!

ولتعويض الوقت الضائع، هب الكثير من الجزائريين إلى الشواطئ، بمجرد الإعلان عن فتحها للاستمتاع قبل الدخول المدرسي، باعتبار الطفل المحفز الرئيسي للعائلات في غالبية الحالات، وقد يحرم بعض الأطفال سيما الذين يقطنون في ولايات داخلية من متعة الشواطئ بسبب صعوبات تعترض عائلاتهم سواء تعلقت بالمال أو بالنقل، أو بظروف اجتماعية، كأن لا يكون هناك رب العائلة الذي يصطحب ابنه إلى البحر، أو تكون الأم ماكثة في البيت ولا تخرج ولها أبناء يتوقون إلى أجواء الشاطئ، ولا يمكن لهم التمتع بها، لأنه ببساطة ليس هناك من يرافقهم إلى مثل هذه الأماكن التي تعتبر من أكثر الفضاءات تنفيسا عن الضغوطات واستمتاعا باللعب وتفريغ الشحنات السلبية.

هروب القُصَّر وحافلات الرحلات نحو الشواطئ فرصة!

وانتشرت مؤخرا، وبعد إعادة فتح الشواطئ، ظاهرة تنافس سائقي حافلات النقل، حول رحلات منظمة من مناطق داخلية ونائية إلى البحر، وهذا للربح من جهة، وتوفير الفرصة لبعض محدودي الدخل والذين لا تتوفر لديهم وسيلة نقل، حيث تمكنت الكثير من العائلات من السباحة في الشواطئ ولو مرة واحدة، لكن مع هذه الرحلات، يهرب القصر من الجحيم الذي يشعرون به، ومن عائلاتهم إلى الشاطئ أو إلى مكان آخر مختفين وسط الكبار المتهافتين على الحافلات المتوجهة إلى الساحل، او يتظاهرون انهم رفقة شخص ما، هذا الأخير الذي قد يوهم سائق الحافلة، أن هذا الطفل ابنه او ابن احد افراد عائلته.

وفي ظل فوضى نقل الأشخاص إلى الشواطئ، يجد المراهقون والقصر، ضالتهم، للذهاب من دون أوليائهم، الذين يتمردون عليهم أو لا يعلمونهم بهذه المغامرة، التي قد تنتهي بكارثة تصدم آباء وأمهات، إثر سماعهم خبر غرق ابنهم أو هروبه دون عودة!

وفي هذا السياق، أوضح رئيس الفيدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، عبد القادر بوشريط، أن سائقي الحافلات لديهم الحق في النقل إلى الشواطئ مرة أو مرتين في الأسبوع، وهذا حسب ترخيص من مديرية النقل، وقال إنه يمنع تماما نقل القصر إلا بإذن من أوليائهم، ومرافقة شخص راشد.

وأكد بوشريط، أن هناك وجود لبعض الخروقات من طرف بعض السائقين، لكنهم في جميع الأحوال، حسبه، غير مسؤولين عن نقل القصر، سيما أن بعض هؤلاء لا يظهرون على أنهم أطفال، أو ربما يقومون بخداع السائق، ويستعينون بشخص كبير في بداية الصعود للحافلة أو داخلها، ثم يذهبون بمفردهم للسباحة في الشاطئ.

ويرى عبد القادر بوشريط، أن الحل يتمثل في المراقبة الأمنية في الحواجز من خلال تفتيش هذه الحافلات المتوجهة في رحلات إلى البحر، وأن المسؤولية الأولى تعود للوالدين.

وقال “لا ننكر وجود بعض السائقين الذين لا يهمهم إلا ملء مقاعد الحافلة وقبض المبلغ، لكن لمصالح الأمن في الحواجز دور رقابي هام، وهذا التصرف حسبه، يجعل حتى سائق الحافلة الذي ينظم رحلات أسبوعية إلى الشواطئ يخاف ويمنع القصر من الذهاب في رحلته”.

شبكة “ندى”: رحلات الشواطئ وراء اختفاء فتيات قاصرات

من جهتها، قالت الأمينة العامة للشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل “ندى”، السيدة حميدة خيرات، إن ظاهرة هروب القصر عن طريق رحلات الحافلات نحو الشواطئ، استفحلت منذ السنوات الأخيرة، وأن ضغوطات إجراءات كورونا، وحرمان الأطفال من الترفيه، والسباحة في الشواطئ مع بداية الصيف، تسبب لهم في سلوكيات مضطربة، خاصة هؤلاء الذين لم يحظوا باهتمام وسط الأسرة سواء من الأب أو الأم.

وأكدت المتحدثة أن شبكة “ندى”، سجلت مؤخرا هروب أطفال من عائلاتهم، عن طريق رحلات الحافلات سواء نحو الشواطئ أو على محطات النقل في المدن الساحلية، وطالبت بمنع نقل القصر في وسائل السفر، إذا كانوا بمفردهم، وبمحاسبة ومراقبة سائقي الحافلات وخاصة أصحاب النقل الخاص الذين لا يهمهم إلا تحصيل الأموال.

وأشارت إلى أن عائلة من ولاية الجزائر العاصمة، عانت هذه الأيام بعد اختفاء ابنها البالغ من العمر 13سنة، والذي سافر عبر حافلة إلى شواطئ تيبازة، ثم إلى منزل خاله في المنطقة، حيث طلب منه البقاء عنده، حتى لا يتعرض للضرب من طرف والده، وقد اتصل الخال بشبكة “ندى”، لحل المشكل واستدعاء والدي الطفل لكي يسمحا له بالعودة.

وقالت حميدة خيرات، إن العائلة أصيبت بالذعر بسبب اختفاء ابنها، مضيفة أن طفلة في 11سنة هربت من عائلتها ببرج منايل عبر رحلة حافلة إلى العاصمة، واختفت هذه الأيام، وقد اتصلت عائلتها بالشبكة.

وحالات هروب كثيرة، حسب خيرات، تمت من طرف قصر وجدوا في الرحلات المنظمة من طرف سائقي الحافلات، إلى الشواطئ، فرصة للهروب أو للتحرر من القيود، والتمرد على أجواء متوترة ومشحونة بالشحنات الطاقة السلبية، وهذا حسبها، نتيجة الحرمان من الترفيه والتسلية، وتأثرا بتدابير الحجر الصحي، ومشاكل العائلة، وعدم الاهتمام بهم، وتغاضي الأولياء عن أهمية اللعب والتمتع بالطبيعة والخرجات السياحية لدى الطفل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!