-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يشتهونها في النهار ويزهدون فيها بعد الإفطار

أطعمة فاخرة ينتهي بها المطاف في المزابل

رانية. م
  • 1512
  • 0
أطعمة فاخرة ينتهي بها المطاف في المزابل
ح.م

لا تزال كميات الطعام الملقى بها في المزابل وعلى قارعة الطرقات، تفوق تلك التي تستهلكها العائلات خلال شهر رمضان، حيث يكون الجشع والتخمة سادة الموقف، وتصطدم كل محاولات التوعية والتحسيس، أمام سيادة البطن وسلطته على الأفراد خلال هذا الشهر الفضيل، الذي تحول في السنوات الأخيرة، إلى مناسبة يتم فيها الرضوخ لشهوات البطن بدل العبادة، فنجد القمامة والمزابل أوفر حظا من المحتاجين والفقراء، نظرا لكمية ونوعية الأطعمة التي تلقى فيها كل يوم وعلى مدار شهر كامل.
باءت حملات التوعية والتحسيس التي شهدتها المساجد، ونظمتها الجمعيات بخصوص تفادي التبذير خلال شهر رمضان، رغم التطمينات التي وجهتها السلطات بخصوص توفر المواد الغذائية الأساسية، كالزيوت، الخبز، السميد، اللحوم، الحليب وغيرها، باءت بالفشل الذريع منذ أولى أيام الصوم في مختلف مناطق الوطن، حيث انتشرت مظاهر التبذير عبر صور وفيديوهات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى أرقام وكميات منسوبة للجهات الرسمية، تشير إلى استمرار الجزائريين في تغذية القمامة بكل ما لذ وطاب، خلال هذا الشهر الفضيل، رغم الشكاوى المتعالية بخصوص التدهور المعيشي وتندني القدرة الشرائية للمواطن، والتهاب أسعار مقتنيات شهر رمضان من خضار وفواكه ولوازم أخرى.
وفي مقدمة ما تتخلص منه العائلات الجزائرية وتقتنيه بشراهة في شهر رمضان، نجد أنواع الخبز الذي اضطرت مصالح النظافة لتخصيص أوقات وحاويات خاصة لجمعه، حيث قدرت الكمية الملقى بها يوميا عبر الوطن بما لا يقل عن 45 طنا من مختلف أنواع الخبز الصناعي منها والتقليدي، وصولا إلى الحلويات والمعسلات التي يضعف المواطن أمامها، لتنوعها وكثرتها، فلا تتفاجأ حين تجد البقلاوة، قلب اللوز، القطائف وغيرها، في حاويات الزبالة، ناهيك عن الأطباق الشهية التي لا تزور موائد الجزائريين إلا في السنة مرة، وأكياس السميد المخزن والتالف، الوضع الذي يرافقه انعدام العقلانية في الاستهلاك والتسوق، يجعل المواطن نهاية الشهر مفلسا ومبذرا وقد يخرج مدانا.
وفي ذات السياق، دعا بعض الأئمة إلى ضرورة اعتماد العقلانية في الإقبال على الطعام واقتناء الحاجيات بالكميات المطلوبة، خلال هذا الشهر الفضيل، الذي يعتبر مناسبة للعبادة، وفعل الخير وكسب الحسنات، بدل تموين المفرغات أكثر من البطون الجائعة، وسط المحتاجين والفقراء، ناهيك عن المخاطر الصحية، الناجمة عن الاستهلاك المفرط لبعض الأغذية، كاللحوم والحلويات، التي تشهد إقبالا خرافيا، من قبل المواطنين في هذه الفترة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!