-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أضاع‮ ‬الفلسطينيون‮ ‬أوقاتهم‮ ‬خلف‮ ‬السراب

صالح عوض
  • 7140
  • 0
أضاع‮ ‬الفلسطينيون‮ ‬أوقاتهم‮ ‬خلف‮ ‬السراب

قتل ياسر عرفات لأنه حسب زعم الزاعمين لم يكن مؤهلا للسلام مع اسرائيل وبعض الفلسطينيين السياسيين وجدوا في موته فرصة للتحرر من خطاب يمسك البندقية بيد وغصن الزيتون بيد، وأصبح الساسة الفلسطينيون لا يمسكون الا بغصن الزيتون بعد ان جرده المستوطنون من كل أوراقه.. وذلك من أجل دخول المربع السياسي الا ان الامر تعثر طويلا بسبب دخول حماس على الخط السياسي وكان لابد من إخراج حماس من إطار الشرعية الفلسطينية كي يرفع الفيتو عن السلطة الفلسطينية،

  • وقد أخرجت حماس من المربع بيدها وبيد آخرين دفعوها دفعا فظن بعض الساسة الفلسطينيين أن‮ ‬ذلك‮ ‬يعطيهم‮ ‬فرصة‮ ‬الدخول‮ ‬في‮ ‬العملية‮ ‬السياسية‮ ‬بلا‮ ‬قيود‮ ‬مصدقين‮ ‬كل‮ ‬مايقال‮ ‬لهم‮ ‬من‮ ‬البيت‮ ‬الابيض‮ ‬الامريكي‮ ‬ومن‮ ‬موظفي‮ ‬الخارجية‮ ‬الامريكية‮.‬
  • وكانت المفاوضات واللقاءات على قدم وساق وعلى مدار الساعة وفي النهاية لم تقدم المفاوضات أي شيء حقيقي وكثرت التكهنات والقيل والقال بأن اتفاقا وشيكا أصبح على الابواب الا ان الضربة جاءت مزدوجة تمثل أحد وجهيها باقتراح من قبل أولمرت بأن ينسى الفلسطينيون الآن ملف القدس واللاجئين والاغوار ويقبلوا بجزء من الارض الفلسطينية تحت شروط احتلالية قاسية ليقيم الفلسطينيون عليها دولتهم مقابل توقيع اتفاقيات صلح مع اسرائيل ..لم يصح الفلسطينيون الرسميون من وقع الصدمة حتى جاءت الضربة الثانية على لسان رئيس الكيان الصهيوني وأخطر قياداته‮ ‬شمعون‮ ‬بيرس‮ ‬بأن‮ ‬لا‮ ‬طائل‮ ‬من‮ ‬المفاوضات‮ ‬مع‮ ‬الفلسطينيين‮ ‬بشكل‮ ‬منفرد‮ ‬ولابد‮ ‬للتعاطي‮ ‬مع‮ ‬المبادرة‮ ‬العربية‮..‬الكلام‮ ‬نفسه‮ ‬أكده‮ ‬وزير‮ ‬الحرب‮ ‬الاسرائيلي‮ ‬ايهود‮ ‬باراك‮..‬
  • من جهة أخرى شكرت كونداليزا رايس حركة حماس على جهودها في تثبيت التهدئة مع اسرائيل وأملت ان تتعاون حماس والولايات المتحدة في مقاومة الارهاب والعنف في المنطقة. كما أسرع ايهود باراك بالطلب بتمديد التهدئة كما أعلن قائد المنطقة الجنوبية الاسرائيلي ان الحدود مع قطاع‮ ‬غزة‮ ‬لم‮ ‬تشهد‮ ‬منذ‮ ‬1967‮ ‬هدوءا‮ ‬شبيها‮ ‬بما‮ ‬عليه‮ ‬الوضع‮ ‬الحالي‮.‬
  • التهدئة اليوم من قبل الفلسطينيين في ظل استمرار الحصار وتدمير مطار رفح الفلسطيني وإغلاق المعابر جميعا..وهذا يكشف الى أي مدى بلغت خسارة الشعب الفلسطيني السنوات الاخيرة. فكل ما استطاعوا ان ينجزوه على هامش اتفاقيات أوسلو سيئة السمعة والصيت هاهو يتبخر ويتلاشى فلا‮ ‬ممر‮ ‬أمن‮ ‬بين‮ ‬غزة‮ ‬والضفة‮ ‬ولا‮ ‬مطار‮ ‬ولا‮ ‬ميناء‮ ‬لغزة‮ ‬ولا‮ ‬انسحابات‮ ‬من‮ ‬المنطقة‮ “‬ا‮” ‬والمنطقة‮ “‬ب‮” ‬ولا‮ ‬كرامة‮ ‬او‮ ‬سيادة‮ ‬بأي‮ ‬شكل‮ ‬كان‮.. ‬فلقد‮ ‬أعاد‮ ‬الاسرائيليون‮ ‬احتلالهم‮ ‬لكل‮ ‬الضفة‮.‬
  • انها‮ ‬سنوات‮ ‬الضياع‮ ‬أفقدت‮ ‬الفلسطينيين‮ ‬كثيرا‮ ‬من‮ ‬إنجازاتهم‮ ‬والاخطر‮ ‬انها‮ ‬أوصلتهم‮ ‬الى‮ ‬الانشقاق‮ ‬والتفسخ‮ ‬وضياع‮ ‬بوصلة‮ ‬الكفاح‮..‬فهل‮ ‬آن‮ ‬الاوان‮ ‬ان‮ ‬يعتذر‮ ‬قادة‮ ‬فلسطين‮ ‬لشعبها‮ ‬وللأمة‮.‬؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!