رياضة
أمطروا وسائل التواصل برسائل الدعم والتشجيع

أسهم بورصة حُبّ الجزائريين لبلماضي تحقق رقما قياسيا رغم الإقصاء

م. عبد الرحمان / توفيق. ع
  • 5194
  • 2

أظهر الجزائريون مجدّدا حبهم المطلق ودعمهم اللامشروط والدائم للناخب الوطني جمال بلماضي، رغم التعثر الأخير الذي سجله المنتخب الوطني أمام الفيلة الايفوارية، وذلك ما عكسته المنشورات التي أمطر بها الجزائريون وسائل التواصل الاجتماعي خلال وبعد المباراة، أين أعرب الجميع عن دعمه لوزير السعادة..

واصفين التعثر والإقصاء من “كان” الكاميرون مجرد كبوة جواد، واستراحة محارب، معربين في ذات الوقت عن تضامنهم مع الناخب بلماضي وأشباله، بالنظر إلى الجهود التي بذلت، رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بمشاركة المنتخب في هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا.

ففي الفضاء الأزرق أكد بعض الفيسبوكيين أن التعثر في “الكان” لن ينسي الجزائريين تلك الفرحة والنشوة التي استمر مسلسلها  ثلاث سنوات كاملة ومتتالية في سابقة لم يعشها الجزائريون في حياتهم، خصوصا الأجيال الحالية.

ومن باب رد الجميل والموضوعية كما علق البعض، راح الفيسبوكيون يطلقون العناء لمشاعرهم وكتاباتهم عبر صفحاتهم وصفحات غيرهم تعليقا وإعجابا، لدرجة أن هذا التفاعل القوي جعل من أسهم بورصة حبّ الجزائريين للناخب الوطني جمال بلماضي تواصل صعودها لتصل الجمعة إلى تحقيق أرقام قياسية قد تكون غير مسبوقة ربما في علاقة الجماهير الرياضية بمدربي منتخباتها قاريا وعربيا وربما حتى عالميا. وهذا السرّ في هذه العلاقة الوطيدة جدا بين بلماضي وأنصار الخضر ردّها البعض إلى عديد الأسباب منها الإخلاص في العمل حبا للوطن، والصدق الذي أبداه بلماضي في عمله.

والكاريزما التي يظهرها دوما في خرجاته الإعلامية وفي تصريحاته التي كانت دوما موفقة ورزينة، شافية وكافية، وهي دوما تصيب الهدف المقصود مباشرة دون لف أو دوران وبكل شفافية واحترافية، فبلماضي كما علق بعض الفيسبوكيين هو شخصية فريدة متمكنة من كل النواحي، حيث رآه هؤلاء كغيرهم من الجزائريين قاطبة  كيف أنه مثال للشخص المتخلق والملتزم بدينه، والمتواضع جدا في تعامله مع محيطه ومع الناس من أنصار ومواطنين، وهو أيضا، كما خبره وعرفه الجميع، مثال للمدرب المتميز الناجح من خلال ما قدمه ويقدمه منذ التحاقه بالعارضة الفنية للخضر، استمرار لما أنجزه قبل ذلك مع المنتخب القطري والنوادي التي أشرف عليها.

ولأن بلماضي وبحسب بعض المنشورات الفيسبوكية أسعد الجزائريين طويلا فهو يستحق الدعم المطلق مهما كانت نتائج المنتخب. فقياس محبة الجزائريين للناخب جمال كما نثر أحدهم في صفحته لم ولن تكون لتقاس بمعيار النتائج المسجلة إيجابا أو سلبا بل بمقدار شخصية هذا الرجل الذي ما تغيرت يوما صورته المثالية التي رسمت في عقول وقلوب الجزائريين وبمختلف فئاتهم. ولأن المناصر الجزائري رجل من طينة الرجال الحقيقيين فإنه يعرف جيدا قيمة الرجال أمثاله ويضعهم في منازلهم التي يستحقون، وذلك ما تجلى في صورة المحبة الجنونية والقوية والدائمة بين بلماضي ومناصري الخضر من الجزائريين .

هذه ورشات جمال بلماضي لإعادة هيبة “محاربي الصحراء”

شكّل الخروج المبكر للمنتخب الوطني من كأس أمم إفريقيا صدمة قوية لدى الجماهير الجزائرية، التي لم تكن تنتظر ظهور زملاء محرز بهذا الوجه الباهت في الكاميرون، وعجزهم حتى عن تسجيل ولو فوز واحد في مبارياته الثلاث بالمجموعة الخامسة، وهي معطيات أدخلت الشكوك لدى الجزائريين بخصوص قدرة زملاء رياض محرز في التأهل إلى كأس العالم إن ظهروا بهذا المردود في الدور الفاصل، وسيكون الناخب الوطني، جمال بلماضي، مدعوا لإصلاح العديد من الأمور قبل شهر مارس المقبل تاريخ إجراء المواجهة الفاصلة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.

أول مشكل وجب على بلماضي إيجاد حلّ له  هو وسط الدفاع الذي كان من أبرز النقاط السلبية في “كان الكاميرون”، في ظل عدم استقراره على اسم معين للعب مع عيسى ماندي، ما بين الثنائي جمال بلعمري وعبد القادر بدران، وبغض النظر عن ذلك فإن وسط دفاع المنتخب الجزائري ارتكب العديد من الأخطاء، خاصة في المواجهة الأخيرة أمام كوت ديفوار، بسبب تراجع مستويات بلعمري وعدم التجانس بين بدران وماندي، وعليه فإن بلماضي مطالب بإيجاد التوليفة المناسبة في أقرب وقت، كما أن خط وسط الميدان كان الحلقة الأضعف في المنتخب الجزائري خلال كأس أمم إفريقيا، فبغض النظر عن الغيابات التي مسته في المباراتين الأولى والثانية، إلاّ أن بن ناصر وزروقي لم يكونا كافيين لمنح التوازن لهذا الخط، في ظل وجود خلل واضح في البناء الهجومي بعد أن فشل كل من فيغولي وبراهيمي وبولاية وبن رحمة في أداء هذه المهام بنجاح، ما يؤكد بأن جمال بلماضي مطالب بمراجعة حساباته في هذه المنطقة بالذات، في وقت لم ينل فيه آدم زرقان المتوهج أي فرصة خلال هذه البطولة، ورغم أن مدرب “المحاربين” لا يملك الوقت الكافي لإجراء الكثير من التغييرات لكنه مطالب بإيجاد الحلول.

إلى ذلك، اكتفى المنتخب الوطني بتسجيل هدف واحد فقط في 3 مباريات بكأس أمم إفريقيا بالكاميرون، وهي حصيلة ضعيفة جدّا وغير مقبولة بالنسبة لبطل إفريقيا السابق والمدجج بالنجوم في خط الهجوم، وهو الذي كان سجل 81 هدفا في 35 مباراة على التوالي، ويحتاج بلماضي لضخ دماء جديدة في خط الهجوم بعد أن تيّقن الجميع بأن بغداد بونجاح فقد الثقة في نفسه وليس بحاجة لفرص من أجل الاستعراض فقط أو بفلسفة “إنه يحصل على ثقتي”، ونفس الشيء ينطبق على سليماني، وعليه فمدرب “الخضر” مدعو لمنح الفرصة لأسماء جديدة قبل فاصلة المونديال المقبل، حتى لو استدعى الأمر إعادة فتح الأبواب أمام آندي ديلور المغضوب عليه، كما سيطر اللعب الفردي في العديد من الفترات خلال مباريات “الخضر” في كأس أمم إفريقيا، على بعض اللاعبين، في صورة يوسف بلايلي وياسين براهيمي ورياض محرز، ما فوّت على المنتخب الوطني العديد من الفرص السانحة للتهديف، وافقدته صورة المنتخب الجماعي التي ميّزت بطل إفريقيا خلال الثلاث سنوات الماضية، وتركت الانطباع بأن اللاعبين لجأوا إلى مهاراتهم الفنية والفردية بعد أن عجزوا عن إيجاد الحلول الجماعية، وهو الأمر الذي وجب على بلماضي وضع حد له قبل مباراتي الدور الفاصل، التي لا تقبل مثل هذه الحلول غير المجدية.

من جهة أخرى، هناك عامل آخر متعلق آخر بشخصية جمال بلماضي وجب على الأخير التخلص منه من أجل منح صورة متجددة للمنتخب الجزائري، وهو عناده بخصوص التمسك ببعض الأسماء والقناعات الفنية العقيمة، على غرار إصرار مدرب منتخب قطر السابق في التمسك بأسماء أثبتت فشلها في المباريات الأخيرة، مثل بغداد بونجاح، فضلا عن رفضه التجديد في التشكيل الأساسي منذ كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، بدليل أن التشكيلة التي لعبت مثلا أمام منتخب كينيا في النسخة الماضية كانت نفسها في مباراة سيراليون في النسخة الحالية وبتغيير واحد فقط، مشاركة سفيان بن دبكة مكان عدلان قديورة، وإذا كان بلماضي يستند لفلسفة لا تغيير للتشكيلة التي تفوز فإن هذه الحجة سقطت الآن بعد الخسارة، وهو مطالب بمنح فرص لأسماء جديدة في أقرب وقت.

وزير الرياضة يستقبل الخضر ويدعم بلماضي

جددت السلطات العليا في الجزائر، دعمها للمنتخب الأول لكرة القدم، ومدربه جمال بلماضي، عقب الخروج المبكر من بطولة كأس الأمم الإفريقية، الجارية حاليا بالكاميرون.

وفشل رفاق القائد رياض محرز في الحفاظ على اللقب الذي حققه منتخب الجزائر، عام 2019 بمصر. وعادت الليلة بعثة منتخب الجزائر في رحلة خاصة، وفرتها السلطات لنقل ما تبقى من لاعبين وطاقم فني، على اعتبار أن عددا كبيرا من القائمة فضل مغادرة مدينة دوالا مباشرة عقب الإقصاء، مستغلين تواجد أماكن شاغرة في رحلة دوالا-باريس. وكان في استقبال البعثة التي وصلت مطار هواري بومدين وزير الشباب والرياضة الجزائري، عبد الرزاق سبقاق، الذي جدد دعم السلطات العليا للمنتخب وللمسؤول الأول عن طاقمه التدريبي. وبعد انتهاء مغامرة كأس أمم إفريقيا، يتبقى أمام منتخب الجزائر مهمة صعبة لضمان تاشيرة التأهل إلى مونديال قطر، حيث يتعرف المنتخب غدا على منافسه في المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم.

مقالات ذات صلة