جواهر
 لأن مشاعر الود بينهم لم تنطفىء

أزواج يعودون إلى بعضهم بعد سنوات من الطلاق!

سمية سعادة
  • 20718
  • 5

بعد سنوات طويلة من الانفصال الذي تخللته مشاعر متبادلة من الحقد والاستياء، يقرّر الاثنان إنهاء حالة الصراع وبدء حياة جديدة مفعمة بالحب والتفاهم.

هي حالات كثيرة لأزواج أجبرتهم الخلافات المستمرة على اللجوء إلى القضاء كحل أخير، غير أن بعض الود ظل رسولا بينهما ينقل الأحاسيس العالقة في الفؤاد إلا أن يستعيد القلب نبضه المعتاد.

وما يميّز هذه الحالات، أن الطرفين يشعران بالارتياح في بداية الانفصال لكونهما تخلصا من الضغط النفسي الذي سببته المشكلات التي كانت تحتدم بينهما، غير أن مشاعر من الفقد والانفصال العاطفي تجتاحهما بين الحين والآخر إلى أن تتمكن منهما وتجبرهما على التفكير في العودة لبعضهما.

 في هذه الأثناء التي تتوقد فيه مشاعر الاحتياج للآخر الذي يفرضه البعد والهجر، يحاول أحد الطرفين أن يرمي حبل الوصال فيمسك به الطرف الآخر وتعود الحياة إلى مجاريها.

 السيدة صباح، هي واحدة من هؤلاء الزوجات اللواتي ابتسمت لهن الحياة بعد 12 سنة من الطلاق بعدما كشرت في وجهها وهي لا تزال في بداية العقد الثاني من عمرها.

تزوجت صباح برجل ثري جدا، وهي الفتاة التي تنتمي التي عائلة متوسطة الحال، وقبل أن تمر سنة على زواجها اشتدت الخلافات بينها وبين زوجها وأهله، خاصة بعد أن عوملت على أنها أقل منهم شأنا.

أنجبت الزوجة طفلها الأول في بيتها، وبعد فترة من الخلافات المتواصلة قرر زوجها أن يعيدها إلى أهلها مطلقة لأن الحياة بينهما أصبحت مستحيلة.

لم تجد صباح بدا من التفرغ لتربية ابنها، واستبعدت فكرة الزواج ثانية، ولكن شاء الله أن يكون طفلها سببا في تجديد العلاقة بينها وبين طليقها، حيث كان والده يتعمد أن يشتري الثياب لطليقته ويرسلها مع ابنه، الأمر الذي أيقظ مشاعر الحب بينهما، وباتت عودتهما إلى بعض متوقعة وهو ما حدث بعد 12 من الطلاق.

عادت صباح إلى بيتها حتى وهي تعلم أنها ستسكن مع ضرتها في نفس البناية، ولكن في الطابق الثاني، حيث لا تلتقيها إلا في بعض المناسبات.

وعن نفس الموضوع، تقول السيدة أم جنى إنها تطلقت من زوجها لمدة عشر سنوات، حيث عادت بابنتها الرضيعة إلى بيت أهلها مكسورة الخاطر، ولأنها موظفة استطاعت أن توفر بيتا من غرفتين عاشت فيه هي وابنتها.

ولأن الطليق لم يتمكن من دفع نفقة ابنته منذ أن ولدت، حكم عليه القضاء   في الأخير بدفع مبلغ 50 مليونا وإلا أودع السجن.

تقول أم جنى في هذا السياق، إن طليقها ترجاها أن تتنازل عن المبلغ حتى لا يدخل السجن، ومن حسن حظه أن ابنته وقفت إلى جانبه وأجبرت والدتها على ذلك، وبالفعل تنازلت على المبلغ عند المحضر القضائي.

كانت هذه المناسبة فرصة لعودة المياه إلى مجاريها، وقرر الزوجان أن يعودا لبعضهما وينهيا حالة الانفصال، وبدل أن تذهب آم جنى إلى بيته جاء إلى بيتها وعاش معها في تفاهم وود.

وبعد سنتين حصل الزوجان على سكن اجتماعي وتحصل الزوج على مستحقات من عمله تقارب الـ 50 مليون فقاما مع زوجته بتجديد أثاث البيت وأصبح طلاقهما مجرد ذكرى يتسامران بها في أوقات فراغهما.

بعض الخلافات الزوجية تحتاج إلى “هدنة” أو ” إجازة طلاق ” كما يسميها المختصون في علم الاجتماع قبل أن تصل إلى الطلاق.

وكلما ابتعد الطرفان عن بعضهما، شعرا بأهمية كل واحد منهما في حياة الآخر، وأن تلك الخلافات ليست قوية أو ذات تأثير كبير حتى تتسبب في طلاقهما، ولكن الظاهر أن الكثير من المتزوجين يضعون أصابعهم على زناد الطلاق، فكلما حدثت مشكلة أو خلاف ضغطوا عليه لتنطلق منه الرصاصة القاتلة للزواج.

مقالات ذات صلة