جواهر
يتم اكتشافها بعد الزواج

أزواج يخفون أمراضهم على شريك الحياة!

سمية سعادة
  • 12306
  • 3

تلجأ بعض الأسر الجزائرية إلى التستر على الأمراض التي يعاني منها أبناؤها المقبلون على الزواج تجنبا لأي رفض أو تراجع في استكمال مشروع الارتباط.

وبعد فترة قصيرة من الزواج، تكتشف الزوجة أن زوجها الذي كان يبدو بكامل قواه العقلية أثناء فترة الخطوبة يتعاطى عقاقير لعلاج اضطرابات عقلية في وقت محدد.

ويتفاجأ الزوج بعد أشهر قليلة أن زوجته تحتاج إلى رعاية طيبة مستمرة لأنها تعاني من مرض مزمن لم يُصرح له به قبل الزواج.

وعادة ما يكون هؤلاء الأزواج “جاهزين” لإقناع الطرف الآخر أن المرض الذين يعانون منه إنما هو حديث العهد وظهر نتيجة ضغوط مرتبطة بترتيبات الزواج أو ما شابه، ويمكن أن يتحقق لهم الشفاء بعد فترة قصيرة.

في هذا الوقت، يكون الزوج أو الزوجة الذي اكتشف حقيقة المرض الذي يعاني منه شريكه في حالة من الصدمة والقلق، خاصة إذا كان المرض الذي يعاني منه لا يرتجى منه شفاء ولا يمكن أن يعيش صاحبه بدون علاج.

هذا حال منيرة”اسم مستعار” التي تبلغ من العمر 39 سنة، التي تقول إنها تزوجت زواجا تقليديا منذ عشر سنوات، واكتشفت بعد فترة أن زوجها يعاني من قصور كلوي ويخضع لعملية تصفية الدم ثلاث مرات في الأسبوع، الأمر الذي أخفته عنها أسرته قبل الزواج.

وخلال هذه السنوات، لم تنجب منيرة أطفالا لأن زوجها عقيم كما أثبتت التحاليل، ولكنها اضطرت أن تبقى إلى جانبه خاصة وأن علاقتهما يسودها التفاهم، بالإضافة إلى أنها لا تملك مكانا يمكنها أن تلجأ إليه بعد الطلاق.

أما مصطفى، فيقول عن زواجه من فتاة مريضة، إنه بعد الزواج اكتشف أن زوجته تعاني من عدة أمراض وتعالج منها ولم تخبره بذلك قبل الزواج، لذلك وجد نفسه مضطرا للانتقال بها من طبيب إلى آخر ما جعله يتعب ويشعر بأنه تعرض للخداع، متسائلا إذا كان يحق له أن يطلقها لأنها لم تصارحه بمرضها قبل الزواج؟.

وحول رأيها في الموضوع، تقول (سمرة س) إنه أصبح من الضروري طلب شهادة السلامة العقلية والصحية قبل أي عقد زواج وللطرفين، وليس الاقتصار فقط على تحاليل العدوى، تجنبا لأي تضليل أو تدليس الحقائق، سيما وأن بعض الأمراض لا تكتشف إلا بعد مدة من الزواج، في الوقت الذي ارتفعت فيه الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية وتناول المؤثرات العقلية.

وأصبح متداولا على مستوى العديد من المنصات الاجتماعية أن الكثير من المصابين بأمراض عقلية تمكنوا من الزواج لأنهم أخفوا حالتهم الصحية على الطرف الآخر الذي هو الزوجة، وإيهامها بأن ابنهم يعاني من مس أو سحر ما يضطرها للعيش مع رجل مريض تجنبا للطلاق، وبعض هذه الزيجات كما هو معروف إعلاميا، انتهت بجرائم قتل ضد الزوجة التي دفعت ثمن إخفاء حقيقة مرض زوجها.

الحالات التي لا يصرح فيها بالمرض

حكم الشرع في هذه المسألة، واضح جدا ولا يحتاج إلى تأويل، وهو أنه إذا كان المرض الذي يعاني منه أحد الزوجين غير مؤثر على العلاقة الزوجية وتربية الأولاد، ولا تترتب عليه مفاسد بعد الزواج، وإذا كان غير منفر في مظهره ورائحته، وأنه ليس متخيلا بل طارئا ويزول بعد مدة، فلا حاجة لإخبار الخاطب.
أما إذا كان مؤثرا، ولا تتحقق به السكينة والمودة فيجب عدم كتمان الأمر على الطرف الآخر لأن ذلك يعتبر غشا وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة