الجزائر
بسبب الحرائق التي طالت الأشجار

أزمة حادة مرتقبة في إنتاج زيت الزيتون بسطيف

سمير مخربش
  • 1433
  • 0
أرشيف

يتوقع الفلاحون بولاية سطيف أزمة حادة في زيت الزيتون بالمنطقة، بعد الحرائق الكبيرة التي أتت على مساحات واسعة من أشجار الزيتون، التي ضاعت قبل قطف ثمارها.
وفي حصيلة لمصالح الحماية المدنية بولاية سطيف، فإن الحرائق الأخيرة تسببت في إتلاف 1276 هكتار، شملت الأشجار الغابية والأحراش والأشجار المثمرة، بينما قدرت الخسائر المتعلقة بأشجار الزيتون بـ5115 شجرة زيتون، قضت عليها النيران في بضع أيام، وأغلبها بقع بالجهة الشمالية لولاية سطيف وبالضبط بعين الروى وأيت تيزي وماوكلان وبوعنداس وعين لقراج وحربيل وحمام قرقور وذراع قبيلة وبوسلام وتيزي نبشار، بالإضافة إلى المناطق الواقعة بالجهة الشرقية كقجال والبلاعة وعين السبت ومعاوية، وكل هذه المناطق معروفة بإنتاج الزيتون الذي يسجل عادة وفرة بولاية سطيف التي تشتهر أيضا بالمعاصر الحديثة التي تنتشر في العديد من المناطق، والتي تحولت إلى مشاريع استثمارية مست حتى فئة الشباب في إطار دعم التشغيل، كل هذه الحيوية مع الزيتون ومشتقاته اصطدمت هذا العام بجدار من نار.
وحسب السيد بلوط محمد من بلدية بوعنداس المختص في إنتاج زيت الزيتون، فإن المحصول هذا العام سيكون ضعيفا بعد إتلاف مساحات واسعة من أشجار الزيتون، بسبب الحرائق، وينتظر حسب محمد أن نسجل إقبالا محتشما على المعاصر، خاصة في الجهة الشمالية للولاية وكذا المناطق القريبة التابعة لولاية بجاية، فهناك فلاحين سجلوا خسائر بنسبة مائة بالمائة وضيعوا كل الأشجار التي غرسوها منذ سنوات، أي أن هناك من تخلى عن هذا النشاط ولم يعد يملك القدرة على استئناف دورة الغرس بالنظر لعودة الحرائق كل عام.
وأما فيما يخص فريد القاطن ببلدية تيزي نبشار بولاية سطيف والمختص في بيع زيت الزيتون، فهو يرتقب ندرة في الزيت هذا العام مع ارتفاع في الأسعار، فالمنتج الذي كان يتراوح سعره بين 700 و800 دج للتر الواحد سيتجاوز 1000 دج، ولا يمكن الحديث عن الجودة العالية التي اعتادت عليها المنطقة الشمالية لولاية سطيف، التي كانت تصدر زيت الزيتون إلى الخارج، لكن في السنتين الأخيرتين سجلت تراجعا كبيرا بسب جائحة كورونا التي عرقلت التصدير وزادت الأزمة تعقيدا مع الحرائق التي أتلفت أشجار الزيتون وتسببت في تراجع الإنتاج بنسبة تفوق 50 بالمائة.
وإذا كان الوضع غير مبشر بالخير بولاية سطيف، فإن الجزائر التي كانت في السابق تتوفر على حوالي 500 ألف هكتار بها ما يقارب 70 مليون شجرة زيتون تنتج ما يزيد عن 120 ألف طن سنويا، فإن الوضع هذا العام سيعرف تراجعا كبيرا في شعبتي الزيت والزيتون.

مقالات ذات صلة