ملامح قائمة لاعبي بلماضي لـ “كان” 2024 اتّضحت؟

يُؤمن مُتابعون لِشأن المنتخب الوطني الجزائري لِكرة القدم، بِأن قائمة لاعبي “الخضر” لِنهائيات كأس أمم إفريقيا 2024، ارتسمت إلى حدّ كبير في ذهن جمال بلماضي.

ويذهب أصحاب هذا الطّرح إلى أن لائحة لاعبي “مُحاربي الصّحراء” الخاصّة بِمواجهتَي الصّومال والموزمبيق، بِمثابة قائمة أوّلية لِعناصر المنتخب الوطني الذين سيُشاركون في “كان” كوت ديفوار. عِلما أن بلماضي جلب 23 لاعبا لِخوض هاتَين المقابلتَين، وهو العدد ذاته للائحة عناصر البطولة الإفريقية.

صحيح أن لقاءَي الصّومال والموزمبيق رسميان وهامّان في طريق تصفيات كأس العالم 2026، لكنّهما من زاوية أخرى مواجهتان تحضيريتان لِنهائيات كأس أمم إفريقيا، التي تنطلق في الـ 13 من جانفي المقبل.

ولكن إلى أيّ مدى يصدق ما تبنّته هذه الفئة من النّقّاد؟

1- كأس أمم إفريقيا 2019 بِمصر:

في أواخر مارس 2019، لعب المنتخب الوطني مواجهتَين: رسمية أمام غامبيا وودّية أمام تونس. قدّمتا لِبلماضي معطيات هامّة عشية “الكان” المصري، الذي انطلق في الـ 21 من جوان للعام ذاته.

وفي المحفل الإفريقي المصري، جلب بلماضي 17 لاعبا شاركوا في مقابلتَي غامبيا وتونس. ويُمكن أن يتحوّل الرّقم إلى 19، لِأن الحارس رايس وهّاب مبولحي والمدافع مهدي تاهرت كانا مُصابَين في مارس 2019.

وبِالمقابل، وجّه النّاخب الوطني الدّعوة إلى 4 لاعبين للمشاركة في “كان” 2019، ربّما كانت فرص حضورهم ضئيلة، وهم: المدافع مهدي زفان لِكي يكون بديلا (احتياطيا) للظهير الأيمن يوسف عطال. ومتوسّط الميدان عدلان قديورة تعويضا لِزميله بِالخطّ ذاته أسامة شيتة، بعد تعرّضه لِإصابة خطيرة في ماي 2019، أبعدته عن المنافسات لِمدّة 8 أشهر. وياسين براهيمي بديلا لِمتوسّطي الميدان فيكتور لكحل المُصاب في مباراة تونس (غياب عن الميادين لِمدّة 6 أشهر)، وسفير تايدر الذي تراجع مستواه الفني بِصورة لافتة، و محمد بن خماسة الذي “رسب” في امتحان الجهاز الفني. أمّا اللاعب الرّابع ومفاجأة آخر لحظة، فكان المهاجم أندي ديلور، الذي حلّ بديلا لِهاريس بلقبلة، المُبْعَد بِسبب القضية التي يعلمها الجمهور الجزائري.

بِعبارة أخرى، اعتمد بلماضي في “كان” مصر بِنسبة 82.6%، على اللاعبين الذين شاركوا في آخر محطّة دولية سبقت البطولة الإفريقية.

2- كأس أمم إفريقيا 2022 بِالكاميرون:

أوّلا، يجب التذكير بِأن “الكاف” سمحت في هذه النسخة – استثناءً – بِإحضار 28 لاعبا بدلا من 23، وذلك بِسبب استمرار مخاطر جائحة “كورونا”.

وفي نوفمبر 2021، لعب “الخضر” آخر مقابلتَين رسميتَين، وكانتا ضدّ جيبوتي وبوركينا فاسو لِحساب تصفيات كأس العالم 2022. وبعد شهرَين من ذلك خاض رجال بلماضي نهائيات كأس أمم إفريقيا بِالكاميرون.

وجلب النّاخب الوطني إلى محفل الكاميرون 23 لاعبا، شاركوا في مواجهتَي جيبوتي وبوركينا فاسو. وكان يُمكن للرّقم أن يتحوّل إلى 24 لاعبا، ذلك أن المدافع أحمد توبة تعرّض لِإصابة في ديسمبر 2021، أبعدته عن خوض البطولة القارّية.

وطعّم بلماضي القائمة بِخمسة عناصر، وهم: المدافعون محمد الأمين توغاي وحسين بن عيادة وإلياس شتي، ومتوسّطَي الميدان سفيان بن دبكة وياسين براهيمي. بعد تألّقهم في كأس العرب بِقطر، ما بين نوفمبر وديسمبر 2021.

وهكذا اعتمد جمال بلماضي في “كان” الكاميرون بِنسبة 82.1%، على اللاعبين الذين حضروا وقائع مواجهتَي جيبوتي وبوركينا فاسو.

وتمنح هذه المُعطيات كثيرا من المصداقية للجهات التي تهمّها قائمة لاعبي “كان” 2024، والمُشار إليها أعلاه. ولكن يجب عدم استباق الأحداث، ذلك أنه ما زالت تفصلنا فترة شهرَين عن “كان” كوت ديفوار، مع ما يتخلّلها من إصابات، وتراجع المستوى الفني، وتماثل البعض للشفاء، وأمور أخرى.

عموما، سينتقي جمال بلماضي 23 لاعبا، على أن تضمّ القائمة لاعبَين لِكلّ مركز (أساسي وبديل)، بِاستثناء منصب حراسة المرمى الذي يتطلّب استدعاء 3 حماة العرين.

وفي الأخير، وجبت الإشارة إلى عدم تطرّقنا إلى تربّصَي قطر اللّذَين سبقا البطولة الإفريقية بِمصر والكاميرون، والمقابلات الثلاث الودّية في هذه المحطّتَين الإعداديتَين (ضدّ البورندي ومالي وغانا). لِأنه لا يُعقل أن بلماضي يضبط قائمة لاعبين بعد تربّص قصير، يسبق منافسة كبيرة من فصيلة كأس أمم إفريقيا.