ما هو المنصب الذي يليق بأمين عمورة مع الخضر ؟

لا حديث في الشارع الكروي هذا الأسبوع سوى عن الوجه الطيب الذي ظهر به محمد الأمين عمورة، في ظرف أقل من أربعة أيام عندما لعب أول مباراة في حياته في كأس أوروبية مع ناديه البلجيكي، ودخل احتياطيا وسجل هدفا جميلا في مرمى تولوز الفرنسي، وفي يوم الأحد كان رجل لقاء فريقه في بروج، عندما سجل هدفي اللقاء الوحيدين وقذف كرة في العمود وحرمه الحكم من هدف جميل آخر..

فبصم عمورة صاحب الـ 23 سنة، عن وجوده في أوربا، وقد يكون موسمه البلجيكي أحسن من شهور الضياع في سويسرا، حيث أهدر وقته في دوري ضعيف وفريق غير معروف، وحتى تواجده حاليا في بلجيكا يجب أن لا يطول، لأن عمر اللاعب يجري بسرعة، وكلما أضيفت سنة من عمره إلا ونقصت لدى الأندية الأوروبية الكبيرة.

والسؤال الكبير المطروح حاليا، هو عن المنصب الذي يمكن لجمال بلماضي أن يمنحه للاعب وفاق سطيف سابقا في حالة تواصل تألق عمورة وإجباره لجمال بلماضي المراهنة عليه كأساسي خاصة في كأس أمم إفريقيا حيث ثبتت صلاحية لاعبي السرعة والقامة القصيرة في أدغال القارة، أمام أصحاب القامات العملاقة، فهل سيمنحه جمال بلماضي منصب قلب هجوم وهو منصب كان قد فكر فيه قبل مباراة السينغال لكنه أشرك بغداد بونجاح في آخر لحظة، أم مهاجم أيسر أم سيتركه في الوسط الهجومي ليبني اللعب أم سيقتنع بأنه جوكر يدخل لقتل أي مباراة صعبة يسيطر فيها المنافس أو يريد التسجيل بكل الطرق، المؤكد في كل الأحوال أن عمورة نجم حقيقي قادر على أن يكون قطعة هامة في مشروع جمال بلماضي القريب المدى.

فبالرغم من أن عمورة تجاوز الثالثة والعشرين من العمر بأربعة اشهر، إلا أنه يمتلك السنوات الكثيرة لمزيد من التطور، وقد يكون مساره مثل النجم المصري الكبير محمد صلاح الذي تنقل إلى سويسرا وتألق مع فريق بازل السويسري في ربيع عمره، وخلال مباراة أوروبية أعجب به مورينيو وكان سببا في نقله إلى إنجلترا لتقمص ألوان تشيلسي ثم تفتحت شهيته فانتقل إلى فيورونتينا ومنها إلى روما قبل أن تنفجر مواهبه في ليفربول وأصبح واحد من أحسن لاعبي العالم.

أمام عمورة نماذج ناجحة من اللاعبين الذين تكوّنوا في الجزائر ونجحوا في أوربا ومنهم رامي بن سبعيني وإسلام سليماني ويوسف عطال، وإذا نجح في التنقل إلى بلد أوربي أقوى في صورة الدوريات الخمس الكبرى بداية من الموسم القادم أو حتى في الميركاتو الشتوي القادم، فيمكن للمناصر الجزائري أن ينتظر لاعبا كبيرا بطريقة لعب مختلفة مع قامته القصيرة وبنيته الضعيفة، على أمل أن يواصل نجم الخضر تسجيله للأهداف، بعد ثلاثيته الأخيرة، التي فتحت الشهية فعلا للمزيد.