ماذا يعني تعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الإفريقي؟

على عكس الكثير من وسائل الإعلام العربية، اعترف إعلام الدولة العبرية بأن تل أبيب لم تنجح في تجنب ما كانت تخشى وقوعه في قمة رؤساء الاتحاد الإفريقي الأخيرة المنعقدة بالعاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، وفق ما جاء في جريدة “ذو جيروزاليم بوست”.

ولم يسبق لقمم الاتحاد الإفريقي أن شهدت تركيزا إعلاميا، كذلك الذي شهدته القمة الأخيرة المنعقدة مطلع الأسبوع الجاري بالعاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، والتي شهدت استقطابا غير مسبوق بين معسكرين، كانت الجزائر ضمن الطرف الذي كسب المعركة.

وكما هو معلوم، فالمعركة كانت بسبب كائن غريب حاول التسلل إلى جسم الاتحاد الإفريقي وهو الكيان الصهيوني، مدعوما ببعض الأطراف المشبوهة. المعركة لم تكن عادية، استعملت فيها كل الوسائل الممكنة، فما الذي فقدته تل أبيب بعد تعليق عضويتها؟

في مقدمة هذه المعركة، كانت الجزائر وجنوب إفريقيا اللتان استندتا إلى قواعد وإجراءات الاتحاد الإفريقي التي تنص على أنه إذا اعترضت دولة عضو واحدة على قبول دولة غير إفريقية بصفة عضو مراقب، يحتكم إلى المجلس التنفيذي ليقرر ويطرح الأمر للتصويت، وهو ما لم يحدث بسبب الضغوط الأمريكية على بعض الدول الإفريقية.

كان يمكن للدولة العبرية لو نجحت في تأمين عضويتها كمراقب في الاتحاد الإفريقي، أن تشارك عبر سفيرها المعين لهذا الغرض في العاصمة الأثيوبية، أدماسو ألالي، الحضور والمشاركة الدائمة في اجتماعات الاتحاد الإفريقي، وفي مقدمة هذه الاجتماعات مفوضية السلم والأمن في إفريقيا، فضلا عن الجلسات الافتتاحية والختامية لقمم الاتحاد الإفريقي، وهو ما يتيح للعضو المراقب التواصل المباشر مع الفاعلين في هذه الهيئة القارية الكبرى ونسج العلاقات معها ومع أعضائها.

ويوجد حاليا نحو 100 عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، وعلى رأسهم هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الفرعية التابعة لها، إضافة إلى التجمعات القارية والإقليمية الكبرى، مثل الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة الكومنولث، والاتحادات البرلمانية المختلفة، وكذا المنظمات الحقوقية، والاتحادات النقابية والعمالية.

وتحصل الدول التي تحوز على صفة العضو المراقب، الاطلاع المحدود على وثائق الاتحاد الإفريقي، وهو ما يمكن الدولة العبرية من التمتع بحق لا تستحقه، وفق مصدر دبلوماسي، لأن تل ابيب لا تعترف بمبادئ الاتحاد ولاسيما فيما يتعلق بتعاطيها مع حقوق الشعب الفلسطيني المنتهكة لرفضها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضيها وعاصمتها القدس الشرقية وفق نصوص الاتحاد، وهو ما يجعلها في دائرة الدول المستعمرة (بكسر الميم)، المنبوذة في تقاليد وأعراف الهيئة الإفريقية.

وكان الاتحاد الإفريقي قد رفض طلبين قدمتهما إسرائيل للانضمام إلى الاتحاد بصفة عضو مراقب وكان ذلك في عامي 2013 و2016، كما تمت الإطاحة بعضويتها في منظمة الوحدة الأفريقية في عام 2002، ولم يتغير هذا الوضع الذي رفض فيه طلب دولة الكيان الصهيوني، وذلك بالرغم من الضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على بعض الدول الإفريقية من أجل قبول هذا الطلب.