-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
8 ملايين توفر 50 كلغ من اللحم الصافي

حسابات الجزائريين تميل نحو التضحية بالأبقار

سمير مخربش
  • 1046
  • 0
حسابات الجزائريين تميل نحو التضحية بالأبقار
أرشيف

حول العديد من الجزائريين الوجهة هذا العام ناحية الأبقار التي تعتبر أفضل بديل لخروف العيد، ليكثر بذلك الطلب على هذا النوع من الأضحية التي زعزعت مكانة الخروف، وفرضت نفسها على بعض المضحين الذين يذللون قيمتها بالاشتراك والتعاون فيما بينهم.
فالمعروف عند الجزائريين أن خروف العيد شيء مقدس له مكانته الخاصة، لكن مع تغير الظروف، فضلت فئة وُصفت بالعريضة التحول ناحية الأبقار التي استقطبت الكثيرين هذا العام.
وحسب مربيي الأبقار، فإن هذا الصنف من الأضاحي يلقى إقبالا متزايدا، خاصة بعدما فصلت وزارة الفلاحة في قرار عدم استيراد الخروف الروماني لعيد الأضحى وإبعاده عن السلالة الجزائرية.
هذه الحقيقة أكدها لنا مربو الأبقار الذين لمسوا هذا العام توافدا غير مسبوق على هذا الصنف من الأنعام. ويقول أحد الفلاحين بسطيف إن سوق الأبقار تحرك هذه الأيام عكس السنوات الماضية، أين كان الإقبال محتشما.
وقد وجد العديد من الجزائريين ضالتهم في البقرة الصغيرة المعروفة محليا باسم “الريخة” ورغم أن الأنثى ممنوعة من الذبح إلا أن تسويقها يجري الآن في الأرياف والمزارع البعيدة عن الأنظار، وهي الأماكن التي يتم فيها الذبح والسلخ والتقطيع دون رقابة بيطرية. لكن هذه الحركة ساهمت في ارتفاع سعر الأبقار التي ركبت الموجة وأضحت هي الأخيرة محل حسابات.
ويؤكد لنا المهتمون بهذه السنة أن الاهتمام يرتكز على البقرة الصغيرة دون الكبيرة، ويكون ذلك بالاشتراك بين الأقارب، والجيران والأحباب. فالبقرة تعد في نظر الكثيرين أفضل بديل للخروف. وهي عادة تشتهر خاصة في منطقة الهضاب العليا ومنطقة القبائل، حيث يتم تشكيل مجموعة تضم أربعة أو خمسة أشخاص أو يزيد، فيتفقون على الاشتراك في بقرة يتراوح سعرها بين 30 و40 مليون سنتيم، وهي البقرة التي يتراوح وزنها بين قنطارين وثلاثة، والتي تسمح للمشتركين في الأضحية بالاستفادة من كميات معتبرة من اللحم.
وبعملية حسابية يمكن لخمسة أشخاص أن يشتركوا في بقرة وزنها 2.5 قنطار يصل سعرها إلى 40 مليون سنيتم، فيدفع كل مشترك قيمة 8 ملايين سنتيم تسمح له بالاستفادة من 50 كلغ لحم صاف، وهي أفضل بكثير من الخروف الذي يعطيك بنفس القيمة نحو 17 كلغ أو أقل.
هذه الحسابات دفعت العديد من الجزائريين إلى تفضيل البقرة الصغيرة، التي تعني أيضا الإعفاء من تبعات الذبح والسلخ والتقطيع في البيت، وما يلحق ذلك من أشغال وعمليات تنظيف.
وهناك من يفضل العجل، وعادة ما تتم عملية الذبح على طريقة “التويزة” فيقتسم اللحم بالتساوي بين أفراد المجموعة، ولكل واحد نصيب من مختلف الأعضاء. وهي عادة لها جذورها وسط الجزائريين.
ومن الناحية الشرعية الأمر جائز غير أن الإمام مالك يفضل الأغنام اقتداء بسنة إبراهيم عليه السلام، وبالمقابل، في رأي ما يسمى بجمهور العلماء يجوز الاشتراك في البقرة يوم العيد بشرط أن لا يتجاوز عدد المشتركين في البقرة سبعة أفراد.
وهناك من يفضل الإبل فيتم ذبح الجمل الذي أدرك أربع سنوات. وللعاجز عن هذه الأنواع أن يلجأ إلى العنزة التي أدركت سنة من عمرها. وكلها بدائل فرضها الواقع على ذهنية الجزائري، الذي اعتاد على عدم التنازل عن الخروف إلا عند الضرورة القصوى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!