-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بابا علي.. الداي الذي صنع مجد الجزائر وحررها من آل عثمان

فاروق كداش
  • 3909
  • 0
بابا علي.. الداي الذي صنع مجد الجزائر وحررها من آل عثمان

بابا علي، أو بابا علي شاوش، هو أحد دايات الجزائر. ولد وعاش وتوفي في الجزائر، حيث حكم من عام 1710 إلى عام 1718.

نفذ إصلاحات سياسية مهمة، نجح في فترة عصيبة، خلفها داي إبراهيم. أصلح ديوان الجزائر وحله وأعاد تشكيله، وأزال العناصر المتمردة في الميليشيا، واعتمد على طائفة الرياس، لإحياء جوقة البحر الأبيض المتوسط، وجلب الكثير من المداخيل… الشروق العربي، تروي صفحة من صفحات تاريخ الجزائر السيادي.

زمن عصيب

محمد بقتاش، وهو خال دالي إبراهيم، كان دايا على القصبة، في 1707. وكان ينتمي إلى رياس البحر، إلا أنه قتل مع أفراد أسرته وكل أبنائه، في 1710، بعد انقلاب على حكمه.. وقطع جسده، وعلقت أجزاؤه على أبواب القصبة، ترهيبا للرياس.

خلف دالي إبراهيم ابن أخته، في 1710، وما لبث أن قتل بعد 5 أشهر من تقليده دايا على القصبة، على أيدي الانكشاريين.

خلف دالي إبراهيم بابا علي شاوش، المنحدر بدوره من الرياس، الذي أمر بقطع رؤوس المئات من الانكشاريين. وقرر الاستقلال بالقصبة من الحكم العثماني، وساندته الأهالي العربية والأمازيغية بالعاصمة وضواحيها. كما سانده رياس البحر، وهم قراصنة جزائريون، وأوروبيون دخلوا الإسلام، وامتهنوا الجهاد البحري، بفرض الإتاوات على السفن الصليبية.

كان بابا علي أول داي تقلد لقب باشا، حيث رفض ممثلا للسلطان العثماني إلى جانبه، حتى ولو ظلت وظيفة ممثل السلطان العثماني لفترة طويلة في السياسة المحلية، مثل وظيفة شرف بحتة، محرومة من الامتياز الحقيقي. وهو، بذلك، عمل تطورا سياسيا في تحرير إيالة الجزائر من الوصاية العثمانية. وأضفى صبغة رسمية على نظامها كنظام سياسي مستقل، بسبب موقعها. ولهذا السبب، حظي بشعبية كبيرة بين سكان الجزائر.

تعتبر مرحلة بابا علي من أهم المحطات التاريخية، خلال الحكم العثماني للجزائر، حيث تغير مفهوم السلطة في الجزائر لدى الحكام “الدايات”، وحتى البايات، من التبعية إلى الباب العالي، على الاستقلالية وحرية التصرف والتسيير المحلي والعلاقات الخارجية.

وعلى الرغم من كون فكرة الاستقلالية ليست بالفكرة الجديدة، بل هي فكرة قديمة، يمكن أن نرجعها إلى فترة الباشاوات ثم المرحلة الأولى من حكم الدايات، على عهد الداي حسين مزمورتو، سنة 1688،م حيث عارض قدوم الوالي العثماني، إسماعيل باشا.

لكن التغير الفعلي لمنظومة الحكم في الجزائر كان مع مجيء الداي، علي شاوش، الذي ألغى منصب الباشا نهائيا، ونجح في إقناع السلطان أحمد الثالث بمساوئ ازدواجية السلطة.

عزّز بابا علي شاوش سلطته، وهو على رأس الحكومة على المستوى المركزي والمحلي (البايلك) وكانت منظمة بشكل جيد. وتم تحديد وظائف كل منها. وأصبح يُنظر إلى الداي بابا علي، بعد ذلك، كحليف سيادي، ولم يعد تابعًا للوصاية العثمانية من قبل القناصل الأوروبيين. أخذت الدولة الجزائرية، في زمانه، شكل “جمهورية عسكرية”، تدار وفقًا لسيادة مصالحها الخاصة.

أما عن أصول بابا علي، فهناك من قال إنه من منطقة القبائل وهناك من قال إنه من الكراغلة.

اضطرابات وأحداث دامية

توفي بابا علي شاوش في 1718، وخلفه الداي محمد بابا حسن، الذي أعاد للعثمانيين سلطتهم على الجزائر، وأعطى الانكشاريين السلطة على المدينة.

قتل الداي محمد بابا حسن، في 1723، بعد الثورة الشعبية الجزائرية الرابعة، ضد حكم الأتراك، بقيادة رياس البحر. ونصب الداي بابا عبدي القرصان حاكما على القصبة.

توفي بابا عبدي، في 3 سبتمبر 1732، وخلفه شقيق زوجته وخزناجي القصر بابا إبراهيم، الذي فشل في تحرير وهران من الإسبان، ولكنه زحف على تونس، وضمها إلى ولايته، مع فرض ضريبة شهرية، تدفع من تونس إلى قصبة الجزائر. توفي في 1745م.

خلفة إبراهيم كوشوك، وهو تركي، وما لبث أن قتل على أيدي الأهالي، في ثورة شعبية خامسة، في 11 ديسمبر 1748.

خلفه الداي محمد بن بكير، الموالي للتاج العثماني، الذي قام بإعداد دستور ثان للجزائر، مخصص للانكشاريين والرياس، في محاولة لامتصاص غضب الأهالي والرياس، إلا أنه أسقط من الحكم ونفي في 1754. وخلفه بابا علي، المعروف باسم بوسبعة، الذي قام بإرهاب الأهالي بقسنطينة وتلمسان، بعدما قرروا الاستقلال عن التاج العثماني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!