-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الصهاينة هم أعداء الإنسانية

الصهاينة هم أعداء الإنسانية

إنّ الاختباء وراء “مُعاداة السّامية” لم يَعُد مُجديا. ذلك أنّ الصهيونية التي تدثَّرت بهذا الشِّعار قد كشفت عن وجهها القبيح باحتلال فلسطين، ثم تعرّت كليا في غزّة بعد أن غمرها “طوفان الأقصى” وكشف سوءاتها لكل البشرية.
إنّ الذي يحرق الأطفال، ويهدم البيوت على ساكنيها، ويقصف المستشفيات على المرضى والطواقم الصِّحية فيها، ويُبيد الإنسان والحيوان والجماد، لا يمكن أن يكون صاحب حقٍّ في الحياة أو مدافعا عن حقّه في الوجود.
من أجل ذلك تحرّكت شعوب العالم على مختلف أعراقها ومعتقداتها وثقافاتها ضدّ الهمجيّة الصهيونية والتي باء مشروعُها في أوكرانيا بالفشل فصبّت كل حِقدها ونيرانها في فلسطين.
والدّارسُ للتاريخ، والمُتتبّع لمجريات المتغيرات الدولية اليوم لا يمكن أن يكون متفائلا بمستقبل يسوده السِّلم والتنمية والرّخاء والإخاء ما دامت الحركة الصهيونية تُهيمن على المال والإعلام والسّلاح وصناعة القرار في الدول الأكثر ثراء والأقوى عسكريا واقتصاديا.
ولمّا كان الأمر كذلك، فالعالم مقبلٌ على سنين عجاف تُنذر بخراب العمران ومحاربة الإنسان.
إنّ الشعوب المُحبّة للحياة، أيّا كانت مرجعيتها الإيديولوجية أو انتماءاتها الفكرية والحضارية، لا مخرج لها إلّا بالعمل سويا على دحر المشروع الصهيوني حبيب الظلام عدوّ الحياة.
إنّ اكتشاف هذه الحقيقة ما زال ضبابيا في عالم اليوم. وما زال أمام الصّهاينة إمكاناتٌ كبرى للمناورة والمخادعة والتضليل، كما أنّ لهم إمكاناتٍ جبّارة للدّمار والإفساد خاصّة وأنّهم يُحسنون اصطياد عُبّاد الأهواء وعطشى المال والسلطان ويملكون وسائل ضخمة لتسويق مشروعهم بشعارات الحرية والديمقراطية والإنسانية والعيش المشترك.
الحرية التي صمّوا آذان البشرية بها أفضت إلى الفوضى القاتلة للفطرة والمدمِّرة للشعوب والدول، والديمقراطية التي يسوِّقونها كشفت عن وجه قبيح جدا في الاستغلال المالي للوصول إلى السلطة وصناعه القرار، وأنّ إرادة الشعوب محكومة بحاجة الناس للعيش والارتزاق.
وترجمت الصهيونية مفهوم الإنسانية في إذكاءِ نار النّزاع والحروب في القارّات الخمس ثم ختمتها أخيرا بركوب النّازية وترجمتها واقعا جهنميا في فلسطين مؤخرا.

إنّ الذي يحرق الأطفال، ويهدم البيوت على ساكنيها، ويقصف المستشفيات على المرضى والطواقم الصِّحية فيها، ويُبيد الإنسان والحيوان والجماد، لا يمكن أن يكون صاحب حقٍّ في الحياة أو مدافعا عن حقّه في الوجود. من أجل ذلك تحرّكت شعوب العالم على مختلف أعراقها ومعتقداتها وثقافاتها ضدّ الهمجيّة الصهيونية والتي باء مشروعُها في أوكرانيا بالفشل فصبّت كل حِقدها ونيرانها في فلسطين.

وعن أكذوبة العيش المشترك، فهي أوضح من أن يُقام عليها الدليل، ذلك أنّ الصهيونية، وبكل وقاحة وصفاقة، تتكلم عن أنّ “دولة إسرائيل” -التي لا تمتلك أيّ شرعية- يجب أن تكون في نظرهم دولة يهودية، إذاً هي دولة لا يمكن أن يكون مواطنُها مُتمتعا بحقوق العيش المشترك إلّا إذا كان يهوديا، ونسفت بذلك كل الشعارات الكاذبة التي حملتها كالحرية والديمقراطية والإنسانية.
لقد حان الوقت لأن تتجنّد البشرية جمعاء للتصدي لهذا المارد المُدمِّر، وذلك بالرجوع إلى الشعارات ذاتها التي اختبأ الصهاينة تحتها وغشوا العالم بها، أوَّلا بكشف زيفها، وثانيا بترجمة حقيقتها في حياة الدول والبشرية واقعا عمليا صحيحا غير مزوَّر ولا مغشوش.
ولا يتأتّى ذلك إلّا بإعادة النظر كليا في القواعد التي تحكم علاقات المجتمع الدولي بميثاق جديد يعلو على المساواة الصّورية، ويعتبِر الآدميَّ غايتَه ووسيلته، وأن يكون الإنسان صاحب حق في العيش الكريم بإرادة حرّة لا يحُدُّ إرادتَه إلّا ضمان حق الآخرين، وأن تكون الشعوب صاحبة الحق في اختيار أسلوب حكمها بالقيم التي تؤمن بها، لا يُقيّدها إلّا حقوق الشعوب الأخرى.
مجتمعٌ دوليّ وإن اختلفت شعوبه في الثّراء، والمعتقد، والثقافة، والعِرق، ومستوى العيش إلّا أنّه يُدينُ بالإجماع الاعتداءَ على حقوق الإنسان في الحياة والسِّلم والعيش بكرامة بعيدا عن السّيطرة والاستعباد والاستغلال ونهب الثّروات والاستكبار والتّألُّه. مجتمع دوليّ بدايته الإنسان وغايته الآدمي ومشروعه صناعة الحياة وحمايتها، وباختصار، هدفه إعمار الأرض بالإنسان الحرّ المسؤول.
قد يبدو هذا الهدف طوباويّا إلى حدٍّ كبير، ولكنه الهدفُ الذي من دونه سيبقى العالم مُسَيَّرا بالقوّة من دون العدل، وبالمصالح من دون القِيم. وإذا ما بقيت البشرية بهذه المعايير فإن المستقبل لن يكون إلّا لأعداء الإنسانية مثل الصهاينة ومن لفَّ لفّهم وحالفهم وأعانهم، ولن يكون هؤلاء إلّا أعداء للإنسان والحياة حتى ولو رفعوا شعاراتٍ برّاقة باسم المدنيّة والانفتاح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!