-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الويكلو" و"الغرامات المالية" صارت غير مجدية

الدوري الجزائري في حاجة إلى التجربة الإنجليزية للقضاء على العنف

ب.ع
  • 703
  • 0
الدوري الجزائري في حاجة إلى التجربة الإنجليزية للقضاء على العنف

هناك إرادة هذه المرة، لأجل اجتثاث جذور العنف من الملاعب الجزائرية، لأن ما حدث في قسنطينة خلال مباراة السنافير أمام أبناء سوسطارة، أساء للبلاد، وأكد بأن ما قامت به الجهات الوصية طوال سنوات كان مجرد نسمات أنعشت أهل العنف ولم تمنعهم أبدا من زلاتهم.

وصار من الضروري الاستفادة من تجارب بلدان عريقة في لعبة كرة القدم التي عاشت العنف وتمكنت من القضاء عليه، ومن هذه البلدان إنجلترا التي كان تنقل مناصريها إلى أي بلاد، يعني حدوث أعمال عنف مميتة، قبل أن يتحول الدوري الإنجليزي إلى مسرح يتمتع فيه المشاهد على شاشة التلفزيون، بالأنصار أكثر من المباراة نفسها ويتعايش فيها المناصر مع اللاعب وكأنهما فريق واحد.

نجاح إنجلترا في التحوّل إلى بلاد مثالية في الروح الرياضية ونبذ العنف، يعود إلى قرابة أربعين سنة، وبالضبط  من أزمة كبيرة أدت إلى مأساة كان أبطالها أنصار من إنجلترا وبالضبط من ليفربول، عرفوا بالمارد الأحمر أو الهوليغانز.

حدث هذا في صائفة 1985 عندما وصل إلى نهائي رابطة أبطال أوربا أو كأس الأندية البطلة بتسميتها القديمة إلى النهائي الحلم، الفريق الإيطالي جوفنتوس الذي كان يلعب له بلاتيني وبونياك، والفريق الأحمر ليفربول، وتمت برمجة اللقاء النهائي في ملعب هايسل في بلجيكا، وقبل المباراة قام أنصار ليفربول المعروفين باسم الهوليغانز، بمهاجمة أنصار جوفنتوس المسالمين وحدثت الكارثة، وأوقفت الكثير من تلفزيونات العالم برامجها وأعلنت إيطاليا الحداد.

سقوط جدار تحت ضغط مناصري ليفربول أدى إلى وفاة 39 مناصرا من بينهم 32 مناصرا من جوفنتوس الإيطالي، كما أصيب في المأساة 600 مناصر غالبيتهم من إيطاليا ومنهم من طعن بالخنجر، والبقية ماتوا بسبب الجدار الذي تهاوى على أجسادهم، ومع ذلك لعبت المباراة في نفس اليوم، ونقلها التلفزيون الجزائري على المباشر، بتعليق من المخضرم بن يوسف وعدية.

سارت المباراة التي حضرها ستون ألف متفرج في حزن شديد وتقرر خلالها منح ضربة جزاء خيالية لجوفنتوس نفذها بلاتيني وفازت إيطاليا بالكأس، من دون أدنى فرحة، لتضميد جراحها، ليقرر بعدها الاتحاد الأوروبي منع الفرق الإنجليزية من المشاركة في البطولات الأوروبية، خاصة ناديها العريق ليفربول، ولكن رئيسة وزراء بريطانيا في ذك الوقت السيدة مارغاريت تيتشر المسماة بالمرأة الحديدية، زادت على عقاب الاتحاد الأوربي، عقابا من عندها، وعاش الإنجليز على الهامش، وبدأ العمل القاعدي ليعود الدوري الإنجليزي بطريقة حضارية، فتمت إزالة الحواجز والسياج الفاصل ما بين الجمهور واللاعبين، وتحولت مباريات الدوري الإنجليزي إلى تحفة من الناحية الفنية وخاصة من الناحية الأخلاقية بلا شتيمة ولا مقذوفات، وهي تجربة نقلتها دوريات اسكتلندا وهولندا، وحان الوقت للتضحية بالمنافسة لعدة أشهر أو سنوات من أجل إنقاذ كرة القدم الجزائرية وأرواح الشباب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!