-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
غياب ثقافة الاستقبال والترويج معضلة السياحة المحلية

الحمامات المعدنية تستقطب العائلات خلال العطلة الشتوية

راضية مرباح
  • 1821
  • 0
الحمامات المعدنية تستقطب العائلات خلال العطلة الشتوية
أرشيف

تعرف الكثير من المركبات الحموية المنتشرة عبر ربوع الوطن ومع بداية العطلة الشتوية، توافدا كبيرا للعائلات التي وجدت فيها قبلة للراحة والاستجمام وحتى لطلب التداوي بالمياه المعدنية لاسيما وأن العديد منها تحول إلى تحفة حقيقية عقب عمليات التهيئة التي مست مختلف أركانها بعد سنوات من الإهمال والاهتراء، لتعود بمظهر عصري يضاهي مركبات عالمية في الشكل والهندسة، لتبقى ثقافة الاستقبال والتواصل عبر الهاتف النقطة السوداء لطالبي الحجوزات، إما بعدم الرد أو إجبار الزبون على الحضور إلى الموقع للحجز.
من حمام ريغة إلى حمام ملوان، دباغ (المسخوطين)، بوحنيفية، قرقور، الصالحين، حمام ربي وزلفانة وغيرها من الحمامات والمركبات المعدنية التي ذاع صيتها بين الجزائريين منذ القدم، تبحث العائلات من كل حدب وصوب إلى يومنا عن الراحة وإفراغ مشقة شهور كاملة من الجد والكد سواء للمتمدرسين أو العمال معا تزامنا والعطل الشتوية، بعيدا عن زحمة المدن وتقربا من مواقع تضمن الهدوء والشفاء من الأسقام، وتمنح جوا طبيعيا هادئا ومتعة لا تقاوم أمام الحلة الجديدة التي أعادت معها بعث بعض المركبات الحموية شأن حمام ملوان بالبليدة وريغة بعين الدفلى.

تدفق منقطع النظير على حمام ريغة
حجوزات كثيرة تعرفها معظم المواقع واللواحق التابعة لمركب حمام ريغة بولاية عين الدفلى، فبعد التحوّل الذي شمل مختلف أركان القرية السياحية بما في ذلك “البنغالوهات” والفنادق وحتى الحمامات، بات هذا المرفق في الفترة الأخيرة محجا للعائلات التي تزوره من مختلف الولايات بحثا عن الهدوء والراحة والاستشفاء، فالوجهة التي تقلص بها عدد الزوار خلال السنوات الماضية نتيجة تآكل منشاتها لقدم مختلف الهياكل بما في ذلك الحمامات والمسبح، تحول هذه السنة إلى تحفة حقيقية وقطب سياحي بامتياز بعد ما عرف إعادة تهيئة شاملة شهد معها انجاز هياكل جديدة مع إعادة تحديث أخرى في صور أقل ما يقال عنها أنّها عصرية تضاهي تلك العالمية لاسيما وأن موقعها الجذاب وسط الطبيعة، أهلها لأن تكون محطة استقطاب العائلات، خاصة أيام العطل وأكثرها عطلة الشتاء التي تعرف تسابقا للحجز من طرف العديد من العائلات علّها تجد مكانا لها وسط الكم الهائل للراغبين في قضاء عطلة مريحة بعد ما أعدت إدارة المركب برنامجا ثريا للعطلة، خاصة للأطفال يرافقهم مهرج وعروض بهلوانية تشد الأنظار.

حمام ملوان.. قبلة قاطني الولايات الوسطى
حمام ملوان بولاية البليدة هو الآخر، يعرف ومنذ فترة ليست بالطويلة، إقبالا كبيرا للعائلات، خاصة منها القاطنة بالولايات الوسطى، حيث دأب الكثير منها على الحجز بها قبل بداية العطلة الشتوية، ولا تزال العملية مستمرة إلى غاية كتابة هذه الأسطر حسب ما استقته “الشروق” عبر الاتصال الهاتفي بالمركب، حيث أكد مستقبل المكالمات أن المنطقة تعرف إقبالا وحجوزات عديدة ولم يبق منها إلا القليل لتغلق.. وعرف حمام ملوان في السنوات الأخيرة هو الآخر إعادة تهيئة معتبرة، أعادت الحياة إلى المنطقة التي تشغل الكثير من أبنائها.

هواتف مغلقة وأخرى لا ترد.. ثقافة التواصل تقتل السياحة
مفارقات عديدة لا زالت “تهزم” السياحة بالجزائر والمتمثلة في ثقافة التواصل مع الزبون، فرغم الجهود الكبيرة المبذولة من طرف السلطات العمومية لإعادة إحياء الكثير من المواقع والمركبات السياحية ورصد الملايير من الأموال في عمليات التشييد والتهيئة والعصرنة، إلا أن ذهنية الاستقبال لم ترق إلى ما هو متعامل به عالميا، حيث يجد الزبون نفسه تائها بين الهواتف المعروضة التي أغلبها لا يرد ومنها المغلقة مثل ما حدث مع “الشروق” أثناء اتصالها بمركب حمام ريغة، أما من يسعفه الحظ ويجد من يرد على اتصاله، فيصدم باستحالة الحجز عبر الهاتف كما ابلغنا به من طرف مستقبل الهاتف بفندق حمام ملوان، مؤكدا على ضرورة الحضور الإجباري للموقع من أجل إتمام إجراءات الحجز.

غلاء الأسعار محليا ينفر الزبائن باتجاه تونس
تشير أغلب الوكالات السياحية التي تحدثت إليها “الشروق”، أنّ نسبة كبيرة من الجزائريين، فضلوا قضاء العطلة الشتوية واحتفالات نهاية السنة بتونس الشقيقة، للعديد من الاعتبارات وفي مقدمتها غلاء الأسعار المطروحة محليا سواء بالمركبات السياحية أو الفنادق وغيرها، حيث تصل الليلة الواحدة ببنغالوهات أو فنادق أو شقق بالمركبات الحموية على سبيل المثال إلى أكثر من 10 آلاف دينار أو يفوق الرقم ذلك أي في حالة التفكير في قضاء أسبوع، يتطلب على الزبون دفع أكثر من 70 ألف دينار أو قد يصل المبلغ إلى 100 ألف دينار لمدة يمكن أن يقضيها بتونس والتي لا تكلفه نصف المبلغ أو أقل منه بقليل، وقالت مسيرة لوكالة “اكسز” بالعاصمة، أن 50% من الحجوزات لديها، اختار أصحابها الوجهة التونسية على اعتبار الأسعار المغرية المعروضة، حيث يمكن للشخص قضاء أسبوع بفندق 4 نجوم، بدفع 22 ألف دينار فقط، أما عن الرحلات باتجاه الحمامات، فتقول أنها تعرف ازدهارا خلال هذه الفترة قد تصل الأسعار المعروضة بها من 10 إلى 15 ألفا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

..انتعاش الرحلات اليومية
ولعل أكثر ما ميز هذه السنوات الأخيرة، هو انتعاش الرحلات اليومية التي لا تكلف أصحابها الكثير من المال ولا الوقت، حيث يكثر الطلب على التنقل من ولاية لأخرى، حسب ما أشارت إليه مسيرة وكالة “اكسز”، حيث يفضل البعض رحلات مثلا من العاصمة باتجاه قسنطينة أو وهران، تنطلق في الصباح الباكر، ثم تعود القافلة في المساء على أن يكون الفطور على عاتق الزبون.. أما صاحبة وكالة أسفار وسياحة بقسنطينة، فتؤكد أن الفترة الحالية تعرف ركودا لديها، طلبات عديدة سجلت لديها باتجاه تاغيت، لكن ألغيت في آخر المطاف بسبب تراجع أصحاب الطلبات، لأسباب تجهلها المتحدثة، مبرزة أن الرحلات اليومية بمختلف الوجهات سواء مدن او مواقع طبيعية، أصبحت أكثر ما يطلبه الزبون في الآونة الأخيرة وهي الرحلات التي لا تكلفه إلا 1500 دينار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!